ثورة طلاب العلم في الخارج ليست بالثورة الجديدة بل انها بدأت قبل الثورة الشعبية السلمية لكنها لم تكلل بالنجاح بسبب القمع الذي تعرضت له في مسيرتها, فمنذ خمس سنوات أو يزيد بدأ طلاب اليمن في الخارج في المطالبة بحقوقهم المشروعة فحينا يقومون باعتصامات واحيانا اخرى بمناشدات ونداءات, وكان رد النظام آنذاك والملحقيات اما بالتجاهل, أو الاتهامبان خلف هؤلاء الطلاب اجندة سياسية, وفي احيانا كثيرة كانت تقوم السفارات باستدعاء الامن لفض الاعتصامات بالقوة ولدينا في ماليزيا أمثلة كثيرة على ذلك. كانت وزارة التعليم العالي التي لا زالت كماهي ترسل لنا البعثات تلو البعثات واللجان تلو اللجان لحل مشاكلنا لكن هذه اللجان ما ان كانت تصل مطار كوالالمبور الا والتجهيزات السياحية جاهزة لها من قبل الملحقية والسفارة, حتى تلك اللجان التي يتم ارسالها من قبل مجلس النواب لم تقدم شيئا يذكر للطالب المبتعث سوى التوجيهات. ففي ماليزيا على سبيل المثال لا الحصر في 15 \3\2007 تم ارسال لجنة من وزارة التعليم العالي برئاسة الدكتور محمد مطهر نائب الوزير الذي لا زال نائب وزير دون ان يقدم شيئا بهذا المنصب الهام. وفي 28\8 \2007 كان هناك لقاء يجمع طلاب اليمن في ماليزيا بالوزير باصرة الوزير الذي يعده البعض بأحسن وزير سيء في وزارة التعليم العالي, لكن هذا اللقاء ايضا لم يكتب له اي تحقيق لنجاح. في 1\3\2008 كان هناك موعدا اخر للطلاب اليمنيين في ماليزيا مع جهة اخرى وهي اللجنة المبعوثة من قبل هيئة مكافحة الفساد برئاسة الدكتورة بلقيس ابو صبع وعضوية محمد المطري وعزالدين الاصبحي وسعدالدين بن طالب. لكن هذه اللجنة ايضا غيرها من اللجان ما أن غادرت ماليزيا حتى نسيت شيئا اسمه طلاب وشيئا اخر اسمه معاناة وفساد. وفي 11 ديسمبر 2010م لجنة مجلس النواب برئاسة الدكتور علي المخلافي وعضوية الدكتور صالح السنباني والشيخ عبدا لسلام صالح, وصلت هذه اللجنة بعد وصولي الى ماليزيا بأسبوع وقد قمت آنذاك متحدثا باسم طلاب التبادل الثقافي الذين تم ارسالهم بدون مخصصات مالية والى معاهد خاصة, وقد تحدثت ذلك اليوم من قلب يحمل المعاناة بشخصية شاب طموح وصل من اطراف القرية البعيدة الامر الذي جعل صالح السنباني يبكي ذلك اليوم ووعدنا بانه سيهتم بالأمر بكل جدية, لكن ما أن عاد النواب الى مجلسهم اللاموقر حتى نسوا دموعهم ونسوا ايضا معاناتنا. وفي نوفمبر 2011 لجنة اخرى من وزارة التعليم العالي برئاسة نائب الوزير محمد مطهر ثانية نائب الوزير الذي لا اعلم كيف صار وكيف ظل نائب وزير.. كل هذه اللجان وبعض اللجان الفرعية التي اتت فقط لزيارة الاماكن السياحية في ماليزيا لم تقدم اي شيء يذر لحل مشكلة الطلاب المبتعثين في ماليزيا.. اندلعت ثورة الشباب في اليمن وأنا في الوقت ذاته لدينا اعتصامات مطالبين برفع المنحة الدراسية وحل بقية المشاكل التي يعاني منها الطلاب, لكننا ما ان رأينا اندلاع ثورة الشباب حتى توقفنا وقلنا نحن بصدد ثورة كاملة شاملة وسيكون لقضية طلاب العلم الاولوية العظمى لما بعد الثورة, فحولنا اعتصاماتنا الى اعتصامات مؤيدة للثورة ومنددة بالنظام الطاغي, وتعرضنا للكثير من الاذى, نجحت الثورة في اسقاط المخلوع وأتت حكومة الوفاق التي نصفها من رحم الثورة, كنا ننتظر يوما بعد يوم الاهتمام بقضية العلم وطلاب العلم, ولكن للأسف لا فائدة, وها نحن اليوم نشعلها مرة اخرى ثورة طلاب العلم في المهجر, وستبقى هي الثورة الاولى والحقيقية وسيبقى طلاب العلم هم المرتكز الذي سيحدد مستقبل اليمن.. الثورة مستمرة