قصص قتل مأساوية وروايات تشريد واعتقالات تندى لها الجبين، بعيداً عن أعين الدولة ليس هناك من يسأل أو يدون هذه التفاصيل. المشاكل في شمال الشمال، حيث جماعة الحوثيين المسلحة الذين أصبحوا أكثر بروزا وسيطرة في محافظة الرمان والسلام كما كانت قديماً؛ مما جعل أبناء صعدة ومديرية حرف سفيان ومناطق في حجة والجوف وعمران ومناطق أخرى في حالة اضطراب وقلق دائم على الحياة الخاصة في ظل انتهاك متواصل لحقوق الإنسان.. موقع الأهالي نت يتحسس نزراً يسيراً من تلك القصص الموجعة. قبورهم مجهولة: 11 شهيد من أسرة الحبيشي ما زالت قبورهم مجهولة حتى اليوم.. تلك إحدى القصص المأساوية في صعدة-المحافظة المنكوبة، حين احكمت مليشيات الحوثي اغلاق المنزل على النساء والاطفال وكل من في الدار وقاموا بتفجيره بكل من فيه.. جريمة استهدفت بالموت 16 شخصاً؛ اطفالا ونساء استشهد منهم 11 شخصا من أسرة الحبيشي في 19/3 /2011م .. محمد علي الحبيشي كان قد استأجر منزلًا في باب اليمن حارة درب المام بصعدة وذلك لطلب الرزق . لم يكن في حسبانه أنه سيعود إلى المنزل ليجده أطلالاً وعائلته تحت الأنقاض، ولم يكن يتخيل أن يأتي يوم وينظر إلى أطفاله وهم أشلاء ومنزله قد سوي بالأرض.. بإرادة حوثية انتهت اسرته بطرفة عين .. كان كل ذلك بتهمة عدم تعاونه مع مليشيات الحوثي إبان الحرب مع القوات الحكومية فكان الحبيشي في قائمة المستهدفين من قبل الجماعة بعد أن وضعت الحرب اوزارها. القاتل يدفن الضحايا: بعد 6 ساعات مضت على ارتكاب الجريمة –وبحسب تقرير مؤسسة وفاق للتوجه المدني- تداعى المدنيون لإسعاف وانقاذ ما يمكن انقاذه وتمكنوا من انتشال الجثث الى المستشفى .. وما إن وصلت الجثث الى المستشفى بتلك الحالة البشعة .. حتى جاءت عناصر الحوثي المسلحة واقدمت على اقتحام المستشفى واخذ الجثث بالقوة ودفنها في مكان لا يعلمه الحبيشي حتى الآن.. تدمير منزل على رأس ساكنيه: منزل وأسرة العربي لم تكن هي الأخرى بعيدة عن جرائم الحوثي فبعد أن منعت مليشيات الحوثي كل أفراد المنزل من الخروج وأوصدوا عليهم الأبواب دمروا المنزل على رؤوس ساكنيه.. يقول شاهد عيان: ذات صباح جاءت المليشيات التابعة للحوثي لتبلغ أفراد منزل المواطن/ أحد مهدي العربي بحكمهم الشهير الذي عقوبته في نظرهم تفجير منزله عبر الألغام عن بكرة أبيه؛ كان ذلك بتاريخ 20/2/2009م؛ حيث أُحكم اغلاق البيت تلغيمه جيدا قبل تفجيره على رؤوس ساكنيه لتحل المأساة ويموت كل من في الداخل وهم؛ زوجة العربي "رجاء أحسن وهي حاملة وابنها وأخت زوجها وابنها.. ماتوا جميعا لا جرم لهم سواء ان رب البيت متهم بالعمالة ضد الحوثي.. الهروب إلى الموت: تروي مصادر محلية "قصة جندي نازح والفرار من الموت الى الموت"؛ حيث عاد الجندي وهو من ابناء صعدة في رمضان المنصرم فتم ابلاغ الحوثيين عن وصوله لتلاحقه عناصر الحوثي في صعدة وحين اضطر الجندي للفرار إلى إدارة الأمن بالمحافظة ظناً منه أنها الملجأ الوحيد لإنقاذه؛ الا أن مدير الأمن (يحتفظ موقع الأهالي نت باسمه) –بحسب أقارب الضحية- قام بتسليمه للحوثيين ولا زال مصير الجندي الى الآن مجهولا ولا يعرف اهله عن مكانه سوى تلقيهم بين الفينة والأخرى تهديدات بتصفيته. أهالي الجندي المختطف يناشدون رئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور هادي ورئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوه ووزارة حقوق الانسان في البلاد وكل المنظمات الحقوقية المحلية والعربية والدولية العمل على ما من شأنه انقاذ ابنهم وسرعة الافراج عنه. قتلوها في لحظة مخاض: هذه مأساة امرأة من خولان بني عامر بصعدة.. حيث لا جريمة بحجم قتل امرأة وهي في لحظة مخاض لا تقوى على السيطرة على أنفاسها لتستعين بها على الولادة لوضع جنينها.. هكذا تروي احدى قريبات المرأة الشهيدة التي قام الحوثيين بقتلها وهي على وشك ان تضع جنينها وقبل ان يرى المولود الجنين النور اختنقت انفاسه بالأرحام.. كان ذلك في عام 2005م وبعد مقتل زوجها وولدها الآخر من قبل الحوثيين.. الخاتمة احدى الطفلات بصعدة لم تستطع أن تعبر عن ألم يعتصرها بعد أن فقدت والدها بسلاح الحوثي.. نكست رأسها وبعد برهة من الصمت قالت وقد اغرورقت عيناها بالدموع: "مدري متى با يرجع أبي".. ولسان حالها يصرخ مستنجدا: من ينقذنا من شر حوثية لا ترحم..!!