" ع ب د ه ر ب ه م ن ص و ر ه ا د ي "إنه الإله القادم من امبراطورية "أبين" المقدسة!! في غرفة "الإخلاص" الهادي، وبعيداً عن الصورة، والمايكرفون، ومنصات الخطابة تم ترويض ما تبقى من أدوات الدولة لحضرة الملا عبده!! ولا رتوش من ذلك فقد جاءنا الجزء الثاني من مسلسل الترويض لحلم اليمن الأعظم ثورته السلمية فقد دفعها هادي إلى زاوية الزمن لحصارها في خيار الإله الجديد أو النار التي تلتهم الأخضر واليابس على كل جغرافيا الوطن. طفرة دعم دولي وإقليمي لليمن لم ولن تأتي مرة ثانية التقفها فخامته في لحظة سكون ثوري ليتم وضعها في سلة الرئيس يوزعها بالتقسيط المريح لتثبيت دعائم إرادة التأليه الحديث للإمبراطورية الأبينية في حين تخاطب الثورة أحلامها وتطالب كيانها بالصمت الوطني والهدوء الثوري حتى يتسنى للحارس الملهم تجميع أنيابه وحين يستيقظ الكل يجدون أنفسهم أمام حالة عجز فاضح عن التغيير ولو حتى رفع السبابة أمام منبره المقدس !!! حزمة تعيينات في مفاصل الدولة تجاوزها الجميع مع أنها من ضربات الهادي للدولة تحت الحزام ، هي مؤشر سلبي يستدعي على القلق من تسليم الدولة للديكتاتور وزمرته بدافع حرج المرحلة وضرورة التهدئة . زيف منظم تم تمريره عبر قنوات المبادرة من قبل العسكري هادي وليس آخره عملية الفرملة اللامبررة للتغيير في العمق بداعي التريث والانتظار وبالحقيقة ليس سوى وله الزعامة وشغف الهبر لأحلام هذا البلد تتنقل من جعبة قبيح إلا أقبح منه ومن كذاب إلى آخر . رمى هادي كرة الحوار في ملعب الفريقين الثورة وأضدادها في حين أن الملعب يفتقر إلى أدنى التجهيزات ليظل الفريقين في حالة صراع على أبجديات هذا الحوار واستحقاقاته والمفترض انجازها قبل النزول إلى الملعب ..!! إنها وسيلة الإله الهادي للدفع بكل قوى التغيير في البلد إلى نقطة النهاية للعام ليبدأ هو مشوار اللعنة القادمة على هذا الشعب !!! ينظر هادي إلى مجلس الأمن كأداة لتقليص حجم المخاطر التي ستواجه مشروعه الخاص ووسيلة لفتح فضاء كبير من الولاء لشخصه من قوى التأثير العسكرية والقبلية والمدنية في البلد ، وكل ذلك بإسم الثورة وقطار التغيير المستباح من المركز المدنس .!! ممكنات الخطر لدى هادي تكمن في بقاءه خارج رئاسة المؤتمر الشعبي العام !! وذلك يستدعي الجلوس مع سفراء "أمريكا ، فرنسا، بريطانيا " لإلزام صالح لمغادرة المؤتمر وضرورة ترأس هادي له فهو الشخص الوحيد الملهم على رئاسة الحزب إضافة إلى ذلك أنها ضرورة وطنية لإخراج الزعيم وإدخال إله أبين الجديد برضى محلي ودولي !! عدم إقرار مشروع العدالة الانتقالية ، ولجنة التحقيق في أحداث 2011م والتهرب من هيكلة الدبلوماسية اليمنية، وإكمال هيكلة المؤسسة العسكرية والمعالجة السريعة لقضايا ملتهبة على الصعيد الوطني من تهامة حتى الجعاشن.. هذا كله ليس بالخطر لدى هادي ويمكن إدراجه في دليل الحلم المؤجل !! دليل آخر على مسلسل التأليه القادم!. كثيراً سمعنا هادي يخطب عن مشروع الدولة المدنية الحديثة لكن سلوكه يخاطبنا عن دولة تغادر نحو مشروع الهادي الشخص. حضر شباب الثورة في خطابات هادي ووعوده وتم نفيهم على أرض الواقع وسُرحوا خارج مدار التغيير المنشود في محطة الحوار الوطني. يقود هادي معركة وجود في عمق مراكز القرار بالدولة وحزب المؤتمر يهدف من ذلك إلى تقطيع كل منافذ القوة لصالح وحرف وجهتها نحو إله جديد ، وإمبراطورية حديثة ببزة الثورة وقبعة التغيير !! صراع وحشي بين صالح وهادي على كسب ولاء قوى النفوذ القبلي والعسكري في البلد شأن هادي من ذلك هو تعزيز مداميك المشروع الأبيني القادم . يمتلك هادي سوط الإنفصال، وشبح الحرب الأهلية للتلويح بها في وجه القوى الوطنية التي تدفع لمنع هادي من تكرار سيناريو من سبقه، ولكنه يبدو أكثر إصراراً من غيره في استخدام مقدسات البلد، من الوحدة والهوية لصالح مشروعه الإمبراطوري الحداثي الجديد ولا حرج من استخدام أدوات القوة التي استخدامها السلف بكل قذارة. لسوء حظنا وحسن حظه تم منح الإله الهادي كل مفاتيح المستقبل للثورة والبلد بأكمله والارتماء في أحضانه مما جعله في مأمن من إمكانية معارضة أي خطوة لإرساء مداميك عرشه القادم على أوجاع شعب وجراحات وطن..! غفلة أخرى سجل أيها التأريخ أننا نقاوم التغيير وننصب الرئيس هادي ملكاً جديد بصلاحيات إلهية لم يمتلكها رئيس من قبله ولا من بعده فكل نقد يوجه لخطوات السير في عملية المبادرة والحوار الوطني هو جرأة خطيرة تستدعي العقاب لإن الوطن في معطف الرئيس.. أشعر بالخوف الكبير من ديكتاتور قادم من بوابة الثورة التي سقاها الشباب بدمائهم، وكأننا أمام حالة انتقام وعقاب مقصود بحق الشعب وكل ثواره بسبب جرأة غير مدروسة وتفتقر لأدنى الشفافية والعمل على مستوى الوطن الكبير ... لحظة نعيشها في تأسيس كنيسة لدجال تسلق على أكتافنا وحمل معه كفن أحلامنا، وصوب الهاوية يتجه ليرمينا دون رحمة .. عذراً موطني فإن غصة تكابدنا هي كل ما نملكه إزاء هذا العزاء الجلل..