هناك حقائق صارمة غير قابلة للنقض سواء كانت تغضبنا أم ترضينا والأصل التعامل معها بجدية والتسليم بالحقيقة مجردة ليس تسليما لمن يظهرها ولا إتباع له ومن الحقائق الثابتة. أيها الكرام هناك كيان اسمه الجمهورية اليمنية دولة مستقلة ذات سيادة لا توجد صفة قانونية ل ج ي د ش ولا ل ج ع ي.. إن أي دولة في العالم لا تسمح بطرح وحدة وسلامة أرضها وأمن مواطنيها للجدل وإلا لكانت فوضى وليس هناك دولة أبدا.. قد تندهشون أن ألإكراه الوحيد المشروع هو على الوحدة لذا لم يجز الإسلام قيام كيانين وخاضت الولاياتالمتحدة حربا أهلية لسنتين حتى ثبت الإتحاد وفي القانون للحكومة الاتحادية سحق أي حركة انفصالية ولم تسمح روسيا بانفصال الشيشان على الرغم من الاختلاف الديني والعرقي إن الجمهورية اليمنية تتمتع بعناصر قوة هائلة وفريدة في طليعتها الموقع ذا الأهمية الإستراتيجية القصوى وثروة بحرية هائلة وتنوع مناخ يمكن من زراعة معظم ما ينتجه العالم فمن يسع للتشطير إنما يبدد عناصر القوة التي هي متكاملة إن محللين غربيين وصفوا الدولة الوليدة بأنها مولود من سلالة عملاقة وسندرلا الشرق. إن هذه المنطقة الجمهورية اليمنية يستحيل أن تستقر أوتنهض مجزأة بل تظل في حروب دائمة وأن هذه الفترة المظلمة من تاريخها في ظل الوحدة تعود لنظام أوغل في التخلف وأغرق البلاد في مستنقع الفساد والتجرد الكامل من القيم الأخلاقية جسد الهمجية وجلب العار وسقوطه قد يشكل فرصة تمهد للنهوض إن تغيرت القيادات وتحررت من الأمية السياسية. إن لأي فكرة أساس فلسفي ترتكز عليه ثم حامل سياسي مقنع وحاضن اجتماعي لا يوجد في فلسفة بشرية ولا رسالة سماوية دعوة للتفرق وإعلاء من شأن التجزئة أي أن الدعوة للانفصال لايوجد لها أساس فلسفي ولا يمكن توفر حامل سياسي مقنع والحاضن الاجتماعي محدود وحتى في حالة نجاح التفكيك للدولة القائمة فإن الاستقرار غير ممكن بل كيانات متقاتلة وتدخلات خارجية أوسع بل وصاية وهيمنة. البعض يتحدث عن الفروق بين الجنوب والشمال بلغة فيها قدر من المبالغة والواقع أن الجميع في الشطرين السابقين وقعوا أسرى لحكومات على رأسها مراهقين سياسيا ومن ثم لم يكن هناك أي تقدم وإذا كانت هناك فروق فإنها ضئيلة نسبية في جانب الإلتزام بالنظام جنوبا وفي جانب الحرية الاقتصادية شمالا وهامش من السياسية ولو ذهبنا للنظر في الفروق فإننا سنجد تقاربا في المستويات نعم تبرز شمالا عقلية المشيخ والقبيلة ومعها الفيد وهي محدودة لدى الجاهليين وأحياها أحمد حميد الدين وكانت جزء من سلوك المخلوع لكن في المقابل جنوبا لم تستطع أحداث يناير 86 أن تخفي النزعة المناطقية رغم أنف الأممية ولا تزال تجر ذيوله إلى اليوم أقول ينبغي أن نتواضع إنني أشعر بالتقزز من الحديث عن شمال وجنوب لأنه يذكرني بحرص على التخلف. ****** بعد ثورة فبراير 2011 كان المفترض الإحتفاء بسقوط صالح ونظامه العفن وإعطاء النظام الجديد فرصة إن الذين يصرون على الانفصال إنما ينصرون صالح- شاءوا أم أبوا- إنه يراهن عليهم في أن يسجل التاريخ أن الدولة اليمنية تفككت بعده.