يمكن أن يجد العاملون في المجال الإنساني أنفسهم محاصرين وسط اندلاع العنف من قبل المسلحين الحوثيين المنتمين إلى الطائفة الزيدية الشيعية في الشمال، أو الانفصاليين الجنوبيين، أو الجماعات التي تتبع فكر تنظيم القاعدة، أو المجموعات القبلية، أو المجرمين العاديين، فضلاً عن نظام العقوبات الجديد الذي تطبقه الأممالمتحدة الذي يجعل الأمور أكثر سوءاً بالنسبة لهم. وتم اختطاف اثنين من موظفي الأممالمتحدة ثم الإفراج عنهما لاحقاً في 25 مارس الماضي . وبعد أكثر من عامين من التحذيرات الموجهة إلى أولئك الذين يقوضون العملية الانتقالية السياسية في اليمن التي تتمتع برعاية دولية، صادق مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 26 فبراير على قرار يجيز فرض عقوبات مستهدفة ضد «أفراد معينين». عقوبات أممية وقال رئيس تحليل المخاطر في شركة الاستشارات الإنسانية «يمن أكثر أمناً»، سيريس هارتكورن، إن «المفسدين للعملية السياسية الآن لديهم حافز كبير لاستهداف المجتمع الدولي، بما في ذلك وكالات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية». ووفقاً لمصدر أمني في صنعاء فضل عدم ذكر اسمه: فإن «البيئة الأمنية الآخذة في النمو تختلف عن (الفترات) السابقة». وأضاف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إن «عقوبات الأممالمتحدة... سوف تستمر في التسبب في مستويات من الاحتكاك، في حين من المرجح أن تزيد الأنشطة السياسية والعسكرية لكياني الحوثي والحراك في الشمال والجنوب خلال النصف الأول من هذا العام». من جانبه، اكد هارتكورن أنه «في جميع أنواع الحوادث الأمنية التي تواجه المنظمات غير الحكومية في اليمن، يتعرض المهاجمون لقدر أقل من المساءلة مقارنة مع المجموعات القبلية التقليدية، وتكون مستويات العنف مرتفعة، ويصبح من الصعب التفاوض بشأن تلك الحوادث وحلها». وقف خدمات وفي محافظة الضالع في جنوب البلاد، تشارك حركة تقرير المصير للجنوب في الأعمال العدائية الانتقامية مع قوات الأمن الحكومية منذ شهر ديسمبر الماضي. وأجبرت زيادة وتيرة التهديدات التي يتعرض لها المرضى والعاملون في المستشفيات والمراكز الصحية منظمة أطباء بلا حدود لوقف الخدمات المنقذة للحياة في الضالع في شهر فبراير الماضي. وفي السياق نفسه، أجبرت حالة مماثلة من انعدام القانون منظمة أطباء بلا حدود على سحب الموظفين من منشآتها في محافظة عمران الشمالية في أغسطس الماضي. وازدادت الأوضاع الأمنية تدهوراً في محافظة عمران منذ أن شن متشددون تابعون لحركة الحوثي حملة توسعية عدوانية في أواخر يناير الماضي. إجبار قال أنور غازي من المجلس الدنماركي للاجئين: إن الحوثيين الذين يقاتلون في محافظة صعدة أجبروه على ترك منصبه هناك، ونقل عائلته إلى صنعاء من أجل تعليم أبنائه. وأضاف: تعرضت كافة المدارس تقريباً في منطقتي لأضرار جسيمة أو التدمير الكامل، أو تحتلها الميليشيات في الوقت الحالي. المصدر : شبكة الأنباء الإنسانية «إيرين»