أعلن رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر أن المقاتلين المعارضين يسيطرون على نحو ثلثي المدينة، حيث تدور معارك منذ شهر مع القوات النظامية السورية. في وقت أعلن فيه مسؤول سوري كبير استعداد بلاده لمناقشة تنحي الأسد، تزامنا مع ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا اليوم الثلاثاء برصاص قوات الأمن السورية إلى 152 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال، غالبيتهم في دمشق وريفها، بحسب مصادر المعارضة. وقال العقيد عبدالجبار العكيدي لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الجيش السوري الحر يسيطر على أكثر من 70% من مدينة حلب"، مضيفاً "كل يوم نسيطر على أحياء إضافية". وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات وقعت على مدى ساعات فجر وصباح الثلاثاء في حيّ سليمان الحلبي شرقي حلب، بينما تعرضت أحياء الشعار وطريق الباب وسيف الدولة والإذاعة وبستان القصر ومناطق في حي صلاح الدين للقصف من الجيش السوري. وذكر نشطاء سوريون أن اشتباكات وقعت بالقرب من المحكمة العسكرية وفرع حزب البعث في حي الجميلية، كما دارت معارك كرّ وفرّ بين المعارضة والجيش النظامي في حي سيف الدولة. ورغم كل شيء لايزال النشاط التجاري ممكناً في حلب، الرئة الاقتصادية لسوريا والتي تشهد منذ أكثر من شهر مواجهات مصيرية بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، حسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية وعلى الجسر المحول، تنتظر حافلات صغيرة بيضاء أن تقلّ ركاباً، وفي الشارع يفتح بعض المتاجر أبوابه رغم إطلاق النار والقنابل. ويعلق شمطا (48 عاماً): "أمضيت حياتي أبيع أحذية، لا أتقن عملاً آخر. آتي الى هنا كل يوم سواء اندلعت معارك أو لا. يجب أن أطعم عائلتي". ومنذ بدء المعارك، اضطر الى زيادة اسعاره لأن تاجر الجملة الذي يتعامل معه رفع أسعاره بدوره. وباتت أسعار أحذيته تراوح بين 250 و500 ليرة سورية، وفي الحد الاقصى، يجني ما بين 4000 و6000 ليرة (ما بين 60 و90 دولاراً). وعلى بسطة مجاورة، يتصدى محمد حمزة من دون هوادة لأسراب الذباب التي تهاجم عناقيد العنب الناضجة. ويقول: "بالتأكيد العمل في هذه الظروف بالغ الصعوبة، العمل على وقع حرب، ولكن كيف نحصل رزقنا؟". ويضيف حمزة: "مازال هناك أناس هنا يحتاجون الى طعام. يأتون للشراء رغم الحرب، حتى في عز المعارك". وعلى الجانب الآخر من الطريق، ينهمك أنور اسكيف (19 عاماً) في عرض صفائح الزيتون من كل الأنواع على زبائنه. هنا الخيار واسع بين حبات خضراء وأخرى سوداء وبنكهات مختلفة. ويقول فيما يملأ كيساً من الزيتون لأحد الزبائن: "أنا مثل الجميع، يجب ان أعمل لأعيش، حتى لو كان الموت يترصدني. إذا كنت سأموت فهذا قدري". وبعكس عدد كبير من سكان حلب، يصرّ الشاب على البقاء. "أنا من حلب ولا مكان آخر لي أقصده. أفتح متجري كل صباح وأغلقه كل مساء، لن أغادر المدينة". سوريا مستعدة لمناقشة استقالة الاسد وإلى ذلك أعلن نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل اليوم الثلاثاء في موسكو أن سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري بشار الأسد في إطار مفاوضات مع المعارضة.حسب رويترز وقال المسؤول السوري في مؤتمر صحفي، عقده في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "خلال عملية المفاوضات يمكن دراسة كل المسائل، ونحن مستعدون حتى لدراسة هذه المسألة"، وفقاً لفرانس برس. غير أن جميل رفض إمكان استقالة بشار الأسد كشرط مسبق لإجراء حوار مع المعارضة، الأمر الذي تطالب به الولاياتالمتحدة وأوروبا وغالبية الدول العربية. وقال إن فكرة "الاستقالة كشرط لإجراء حوار تعني أن من المستحيل البدء بهذا الحوار". وحول التدخل العسكري الخارجي في سوريا، أوضح جميل إن هذا التدخل "مستحيل" لأنه سيؤدي إلى مواجهة "تتجاوز حدود البلاد". وكان نائب رئيس الوزراء السوري الذي تحدث في مؤتمر صحفي في موسكو، يرد فيما يبدو على تهديد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن تتحرك القوات الأميركية إذا استخدمت سوريا أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة. وقال جميل إن التدخل العسكري المباشر في سوريا "مستحيل"، لأن "من يفكر فيه أيا كان إنما يدخل في مواجهة أوسع نطاقا من حدود سوريا"، مضيفا أن "تهديد أوباما للاستهلاك الإعلامي". كما نفى جميل الأنباء بشأن وجود ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري في روسيا. وتابع في المؤتمر الذي عقد في مقر وكالة "نوفوستي" الروسية إن هذه المعلومات "كاذبة ولا يوجد أي أساس لها". وأشار المسؤول السوري إلى أن الأنباء التي تناقلها بعض وسائل الإعلام أفادت بأن مسؤولا سوريا رفيع المستوى موجود في موسكو وبأنه جريح أو قد توفي، مؤكدا أن كل ذلك "عار عن الصحة". 152 قتيلاً بسوريا اليوم الثلاثاء ومن جانبها أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن 93 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها، معظمهم في معضمية الشام، و19 في درعا معظمهم في الحراك، ومثلهم في حلب و12 في دير الزور، و5 في حمص و2 في اللاذقية وواحداً في كل من إدلب وحماة. وعلى صعيد الأعمال العسكرية، أعلن رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر أن المقاتلين المعارضين يسيطرون على نحو ثلثي المدينة حيث تدور معارك منذ شهر مع القوات النظامية السورية. وقال العقيد عبد الجبار العكيدي لفرانس برس إن "الجيش السوري الحر يسيطر على أكثر من 60 في المائة من مدينة حلب"، مضيفا "كل يوم، نسيطر على أحياء إضافية". وأوردت شبكة شام نبأ قصف الطيران المروحي لمدينة داعل بريف درعا وتصاعد أعمدة الدخان نتيجة للقصف. وأسفرت المعارك الدائرة بين الجيشين السوريين النظامي والحر في مدن عدة الاثنين، عن مقتل 171 شخصاً حسب ما أورد ناشطون في المعارضة، بينما أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية" بأن مقاتلي المعارضة أسقطوا مروحية للجيش كانت تقصف أحياء في داريا بريف دمشق. وتدور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بعض أحياء حلب، وفي الوقت نفسه، تستمر العمليات العسكرية في ريف دمشق حيث اقتحمت القوات النظامية بلدة معضمية الشام. وقال المرصد في بيان: "تدور اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية ومسلحين موالين لها في حي سليمان الحلبي" الواقع في شرق المدينة لجهة الوسط. وقد تعرض هذا الحي مع حيي قاضي عسكر والصاخور (شرق) للقصف الثلاثاء، وقتلت صحفية يابانية في حي سليمان الحلبي الاثنين خلال تغطيتها مع صحفيين آخرين المعارك. وفي ريف حلب، تعرضت بلدتا مارع وتل رفعت صباحا لقصف مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد، تسبب بمقتل رجل وطفل. وأفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" في مارع أن القصف توقف بعد الظهر، وفتحت بعض المحال التجارية أبوابها في وسط البلدة. وهتف عدد من المشاركين في تشييع شاب في العشرين من عمره قتل في قصف جوي على مارع: "على الجنة طالعين، شهدا بالملايين". وقالت صحافية في "فرانس برس" إن سيارة إسعاف عبرت صباحا معبر السلامة الحدودي بين سوريا وتركيا وكانت تنقل جرحى من مارع، حسبما أفاد ناشطون. وقال مصدر أمني في دمشق إن "الجيش يقصف مراكز المتمردين في منطقة حلب لمنع وصول السلاح والذخيرة" إلى المدينة. وأشار إلى توجه تعزيزات للطرفين نحو المدينة، مضيفا: "هذه المعركة ستستغرق وقتا طويلا". من جهة ثانية، قال المرصد السوري إن "القوات النظامية اقتحمت بلدة معضمية الشام وبدأت حملة لإحراق منازل ومحال تجارية" فيها. وأشار إلى العثور على "جثامين ثلاثة رجال أعدموا ميدانيا" في البلدة، من دون أن يحدد الجهة التي نفذت الإعدام. في وقت نفذت فيه القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة قطنا في ريف دمشق.