– وكالات : اطلق الجيش السوري أمس هجومه المدمر في حلب بمشاركة القوات الخاصة والمروحيات والدبابات، وخاض اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة مع مقاتلي "الجيش الحر" الذين أكدوا تمكنهم من صد الهجوم وتدمير عدد من الدبابات والعربات والآليات العسكرية وتكبيد المهاجمين عشرات القتلى بالإضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين، وسط فرار آلاف المدنيين من الأحياء السكنية الى الحدائق العامة والمدارس. كما شهدت دمشق حملات دهم واعتقال، وتواصل القصف العنيف على حمص وحماة. وسجلت اشتباكات في درعا ودير والزور. بينما احصت الهيئة العامة للثورة سقوط 179 قتيلاً من المدنيين بينهم 38 في حلب و24 في ريف دمشق و15 في دير الزور و13 في حماة و15 في ادلب و8 في درعا و7 في اللاذقية وقتيلان في حمص، وقتيل في القنيطرة بالإضافة الى مقتل 28 مقاتلا معارضا و35 جنديا. وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بدء هجوم الجيش على حلب، وقال "إن اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الثورة دارت في أحياء المدينة"، لافتا الى استقدام تعزيزات عسكرية الى حي صلاح الدين، ومشاركة طائرات مروحية في القصف والاشتباكات مع المقاتلين على مداخل الحي". كما أشار الى مشاهدة دبابات في حي سيف الدولة وحدوث اشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور واحياء اخرى بينها حي السكري الذي شهد حالة نزوح مكثفة. من جهته، قال قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في "الجيش السوري الحر" العقيد عبد الجبار العكيدي "إن الجيش الحر أوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة"، مشيراً الى تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود بالإضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين". واضاف "ان الهجوم الذي بدأ صباحا توقف بعد نحو 12 ساعة ولم تحقق القوات النظامية اي تقدم، بل تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانية"، موضحاً "أن اوتوسترادا يفصل بين حي الحمدانية الذي يسيطر عليه الجيش وحي صلاح الدين الذي يتحصن فيه الثوار". وأشار العكيدي إلى وجود نحو 100 دبابة لجيش النظام خارج صلاح الدين تم استقدامها من الجهة الغربية. وأكد أن معركة حلب ستكون قاسية. لكنه لفت الى ان الوضع مساء كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الأحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية. واشار الى "أن استراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة التقدم من حي الى حي، اي السيطرة على حي وتنظيفه من الأمن والشبيحة ومن ثم الانتقال الى الحي الآخر". ورأى "انه اذا استطاع الجيش الحر ان يغنم عتادا كافيا من القوات المهاجمة يمكن عندها شن هجوم شامل لتحرير حلب". وقال مدير المرصد "إن وقف الاقتحامات يمكن ان يكون اجراء تكتيكياً من قبل الجيش النظامي". واعتبر ان توقف التقدم في حي صلاح الدين لا يعني بالضرورة انكفاء، موضحاً "أن سياسة القوات النظامية تقوم على محاولة التقدم في حي ما وقصفه ما يؤدي الى نزوح السكان وبعدها يتم الاقتحام بشراسة أكبر"، واضاف "ان هذا الأسلوب اعتمدته القوات النظامية في دمشق". وأفاد مراسل "فرانس برس" في المدينة أن الهجوم بدا الساعة الرابعة فجرا، وكان القصف واطلاق النار غزيراً.. هذا جنون". واظهر تسجيل مصور عرضه المرصد دخانا يتصاعد من بنايات سكنية في حلب. ورأى عبد الرحمن أن "الوضع في حلب جيد بالنسبة للثوار حتى الآن لأنه على الرغم من استخدام الدبابات فإن الجيش النظامي لم يحرز اي تقدم منذ الصباح ودمرت له خمس دبابات". واضاف انه نتيجة "عدم إحراز النظام اي تقدم عسكري فهناك قافلة عسكرية تتجه من الرقة الى حلب". وأفادت معلومات أن المعارضين لم يشنوا اي هجوم كبير منذ يومين بهدف الإبقاء على ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي). وقال أحد الناشطين "إن المدينة تعاني انقطاع المياه والكهرباء، بينما يواجه الذين بقوا فيها صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز". وأضاف "إن آلاف الناس خرجوا الى الشوارع هرباً من القصف، وهم في حالة ذعر من قصف المروحيات التي كانت تحلق على علو منخفض، وأن عدداً كبيراً منهم لجأ الى الحدائق العامة وبعضهم احتمى في المدارس"، موضحاً أن هؤلاء لا يمكنهم مغادرة المنطقة كما أن لا مكان آمنا تبقى لهم في سوريا". أما رسميا، فذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأجهزة الأمنية المختصة اشتبكت مع ما وصفته ب"مجموعة إرهابية مسلحة" تستقل سيارة نوع كيا وتقوم بترويع الأهالي وإطلاق النار في حي الفرقان بحلب. وأضافت "انه في حي سليمان الحلبي في المدينة وبعد تلقي معلومات من الأهالي نصبت الجهات المختصة كميناً لمجموعة ارهابية مسلحة تستقل سيارة لاند كروز لونها بني ووقع اشتباك أدى الى القضاء على الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم وتدمير السيارة التي كانت بحوزتهم". كما أوردت "سانا" "أن الجهات المختصة لاحقت مجموعة إرهابية اخرى في حي الانصاري الشرقي وأسفر الاشتباك عن الحاق خسائر فادحة في صفوف المجموعة ومصادرة أسلحتهم وسيارة من نوع جيلي كانت بحوزتهم وجهازين لاسلكيين". وفي دمشق، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى أن حي كفرسوسة شهد حملة دهم واعتقالات من قبل قوات الأمن والشبيحة. كما شارك عشرات الأشخاص في تظاهرة سريعة في حي الجبة وسط دمشق على مقربة من مقر تابع لجهاز الأمن السياسي السوري. وذكر شهود عيان "أن المتظاهرين رددوا هتافات لدعم حلب وهتفوا ايضا للجيش السوري الحر المعارض". وأفاد شهود عيان أن عدد المتظاهرين بلغ نحو 100 شخص. ولفت المرصد الى سقوط 10 قتلى عندما اقتحمت قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة بلدة معضمية الشام في ريف دمشق، مشيراً الى وجود نقص في الكوادر الطبية، وأضاف "إن مدينة قطنا شهدت ايضا حملة مداهمات واعتقالات من قبل القوات النظامية، كما تعرضت بلدة عرطوز لقصف بقذائف الهاون والدبابات. وأوضحت لجان التنسيق ان داريا تعرضت الى قصف عنيف تزامن مع إغلاق قوات النظام للمشافي وصعوبة الوصول للمشافي الميدانية. وقال المرصد إن أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص في حمص تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء. وتحدث المرصد ايضا عن اقتحام القوات النظامية بلدة كرناز في حماة بعد القصف العنيف الذي تعرضت له وبدأت حملة مداهمات وإحراق منازل. كما أشار المرصد الى اشتباكات في دير الزور حيث تعرض حيا الحميدية والشيخ ياسين للقصف. وتحدث ايضا عن اشتباكات عنيفة تدور بين المعارضين المسلحين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام منطقة اللجاة في درعا بأعداد كبيرة من المركبات العسكرية والدبابات. واضاف ان مدنيا قتل خلال اقتحام القوات النظامية لمخيم النازحين في درعا الذي شهد اشتباكات عنيفة اسفرت عن تدمير واحراق قسم الشرطة. أكثر من 20 ألف قتيل بيروت (ا ف ب) - حصدت أعمال العنف اكثر من 20 ألف قتيل في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 15 مارس 2011. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «انه حتى منتصف ليل 27 يوليو الجاري بلغ عدد القتلى في سوريا نتيجة الاحتجاجات 20028 قتيلا»، مشيرا إلى أن بينهم 13978 مدنيا ومعارضا، بالإضافة الى 968 منشقا، و5082 من القوات النظامية».