تواصل القوات الحكومية السورية محاصرة الأحياء التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في حلب. وذكرت مصادر معارضة أن الجيش السوري قصف الأحياء التي تتمركز فيها قوات المعارضة بالدبابات والمدفعية والمروحيات. من جانبها أعلنت الحكومة السورية عن مقتل عدد كبير من المسلحين في حي صلاح الدين ومناطق أخرى بالمدينة. وأشارت مصادر إعلامية لبنانية إلى أن طوافات سورية نفذت إنزالا جويا على قلعة صلاح الدين في حلب فيما انتشرت وحدات المغاوير السورية الخاصة في الشوارع والمناطق من ساحة حلب حتى قلعة صلاح الدين. ووصل عدد القوات الحكومية المستخدمة في العملية العسكرية إلى نحو 6 آلاف عنصر. من جانبه أعلن "الجيش السوري الحر" أنه تم وقف هجوم الجيش النظامي الذي بدأ صباح السبت لاستعادة بعض أحياء مدينة حلب، وأكد تواصل القصف المدفعي الذي يستهدف هذه الأحياء . وقال العقيد عبد الجبار العكيدي قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في "الجيش الحر" إن "الجيش الحر أوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة"، مشيراً إلى "تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود، إضافة إلى انشقاق طاقمي دبابتين". وأكد العكيدي أن "الهجوم الذي بدأ قبل نحو 12 ساعة توقف ولم تحقق القوات النظامية أي تقدم لا بل تراجعت إلى مواقعها السابقة في حي الحمدانية". وذكر أن الوضع مساء السبت "كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الأحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية". من جهته، ذكر رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "معركة حلب بدأت، وقد يكون وقف الاقتحامات إجراء تكتيكياً" من الجيش النظامي . واعتبر أن "توقف التقدم في حي صلاح الدين لا يعني بالضرورة انكفاء". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن 63 شخصاً قتلوا في سورية يوم السبت، حيث بدأ الجيش النظامي هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب. هذا وأعلنت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن القوات المسلحة الحكومية اشتبكت يوم السبت مع مجموعات مسلحة في حي صلاح الدين في حلب وتمكنت من تكبيدها خسائر فادحة. وقال مصدر عسكري للوكالة إن "عملية ملاحقة فلول الإرهابيين لاتزال مستمرة حتى يتم تطهير كامل الحي من آثار هذه المجموعات وإعادة الأمن والأمان لقاطنيه". كما أشارت الوكالة إلى نشوب اشتباكات بين الجيش والمسلحين في أحياء السكري والفرقان وسليمان الحلبي والأنصاري الشرقي والميدان وفي بدارة عزة بريف حلب. وأضافت الوكالة أن هذه الاشتباكات أسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلحين دون إشارة إلى خسائر القوات الحكومية. شحادة: لدى الجيش السوري دراسة كاملة عن أماكن وجود المسلحين في حلب قبل دخوله للمدينة قال عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة لقناة "روسيا اليوم" من دمشق، إن الجيش السوري على دراية كاملة باماكن انتشار الجماعات المسلحة في حلب، ولديه دراسة مفصلة عن ذلك قبل دخوله الى المدينة. وأكد أن الجيش لم يتعرض إلى المدنيين، وأن قدومه الى المدينة يصب في صالح أبنائها، بسبب معناتهم من تلك الجماعات التي تنتشر في أحياء حلب وتثير الذعر فيها. وأضاف شحادة أن الدعم الغربي وبالذات الدعم من الولاياتالمتحدة وحلفائها من خلال تقديم مساعدات مادية وعسكرية للمعارضة المسلحة، يصب في مصلحة أسرائيل الاستراتيجية في المنطقة ويرمي بالدرجة الأساس إلى إضعاف الدولة السورية.