ذكر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي له يوم الإثنين 30 يوليو أن قافلة الجنرال باباكار غاي رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية تعرضت يوم امس الأحد لإعتداء مسلح . وقال الامين العام أن "قافلة الجنرال غاي تعرضت لإعتداء مسلح يوم امس.ولحسن الحظ لم يصب أحد بأذى". وأضاف أنه تم تدمير عدد من العربات المدرعة، لكن دروع العربات حمت الركاب من الإصابات . وأشار بان كي مون الى ان البعثة على الرغم من تقليص عدد افرادها تستمر في العمل وتقوم برحلات إلى مختلف المناطق التي تسمح الظروف الأمنية فيها بالقيام بذلك،مضيفا أن رئيس المراقبين إستهدف مرتين خلال إحدى هذه الرحلات . ولم يذكر الأمين العام ما هو المكان الذي تعرضت القافلة للإعتداء فيه،لكن بعض المصادر في الأممالمتحدة تشير إلى ان المراقبين كانوا متجهين الى حلب.ولم يؤكد أي مسؤول ُأممي صحة هذه المعلومات بشكل رسمي . من جانب آخر أعرب بان كي مون عن قناعته بأن خطة كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية وبعثة الاممالمتحدة للمراقبة في سورية لا تزالآن الآلية الرئيسية لتسوية الأزمة السورية . وقال الأمين العام أن "الحل الوحيد هو عملية سياسية يقودها السوريون من شأنها أن تحقق التطلعات الشرعية للشعب.ولا تزال بعثة المراقبين الآلية الرئيسية، وخطة كوفي عنان وإتفاقيات جنيف أساسا لتحقيق هذا الهدف بطريقة سلمية ". ودعا بان كي مون من جديد جميع أطراف النزاع الى الالتزام بمطالب مجلس الامن الدولي بالتخفيف من حدة العنف في البلاد من أجل ضمان ظروف ملائمة لمواصلة عمل بعثة المراقبين التي أكد الأمين العام أن مصيرها اللاحق سيتوقف على مدى نجاح الحكومة السورية والمعارضة في تنفيذ التزاماتهما أمام المجتمع الدولي والشعب السوري . ميدانيا أكد الجيش السوري أنه تمكن من السيطرة على جزء من حي صلاح الدين في حلب أحد معاقل المعارضة المسلحة التي نفت هذا النبأ في اليوم الثالث من معركة حاسمة للسيطرة على هذه المدينة التي تعد الرئة الاقتصادية للبلاد. وفي مواجهة هذا التصعيد، صرح وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أن فرنسا التي ستتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في آب،ستطلب قبل نهاية الأسبوع الجاري إجتماعا عاجلا لهذه الهيئة على مستوى وزراء الخارجية. وقال مصدر أمني في دمشق أن"الجيش سيطر على جزء من حي صلاح الدين ويواصل هجومه". من جهته،بدأ رئيس المجلس عبد الباسط سيدا مساء الأحد زيارة لأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق تهدف الى إقناع قيادات كردية سورية بالإنضمام للمجلس المعارض،بحسب ما أكد قيادي كردي سوري. وكان سيدا دعا السبت الدول "الصديقة والشقيقة"الى تسليح المعارضين السوريين،مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الاسد لإرتكابه "مجازر"بحق السوريين.هجومه". وردا على سؤال لوكالة فرانس برس في إتصال هاتفي،نفى رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر عبد الجبار العكيدي أن تكون القوات النظامية تقدمت "مترا واحدا". وقال هذا العقيد المنشق عن الجيش السوري "صدينا محاولة ثالثة للتقدم في إتجاه صلاح الدين الليلة الماضية، ودمرنا لهم أربع دبابات"، مشيرا أيضا الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود. وقال أنهم "يقصفون الحي بالحوامات وطائرات الميغ"، ُمؤكدا أن حلبَ"ستكون بالنسبة اليهم أم الهزائم، لا أم المعارك". وأشار العكيدي أن الجيش الحر يسيطر على "حوالى 35 إلى أربعين في المئة"من مدينة حلب،ثاني أكبر مدينة في البلاد. من جهة أخرى،إستولى الجيش السوري الحر صباح اليوم الإثنين بعد عشر ساعات من القتال،على نقطة إستراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية،كما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في المكان. وقال العميد فرزات عبد الناصر وهو ضابط إنشق عن الجيش قبل شهر،"تمكنا عند الساعة الخامسة (2,00 تغ) من الإستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب،بعد عشر ساعات من المعارك". وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) ذكرت أمس أن القوات المسلحة "طهرت حي صلاح الدين في حلب من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين". ويتعذر معرفة الوضع الميداني على الفور نظرا للمعارك التي تحد من تحركات الصحافيين. ومنذ بداية هجوم الجيش لإستعادة السيطرة على حلب التي تبعد 335 كلم شمال دمشق،يؤكد المعارضون المسلحون أنهم يقاومون هجمات الجيش على مواقعهم ويدعون الدول"الصديقة"الى مدهم بالسلاح لدحر القوات النظامية التي تستخدم الأسلحة الثقيلة والطيران ضدهم. وقال محللون عدة أن السيطرة على المدينة تعد رهانا حاسما في النزاع الذي بدأ قبل 16 شهرا بحركة إحتجاجية تعسكرت في مواجهة القمع الذي مارسه النظام في إطار سعيه لخنقها. وأكد ناشطون على الأرض والمرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات السورية تقصف بالمدفعية الثقيلة والمروحيات معاقل للمعارضة المسحلة بينها احياء صلاح الدين والصاخور والزهراء. وقال المرصد أن "حي صلاح الدين يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي إشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء صلاح الدين والإذاعة والأعظمية" وكان المرصد ذكر أن"الجنود طوقوا عدة مواقع يسيطر عليها الثوار" لعزلهم ومنعهم من الحصول على تعزيزات.