تعتبر المحميات من أعمدة حماية الحياة البرية والتنوع الحيوي على المستوى العالمي لما تلعبه من دور هام في تنظيم الاستخدامات البشرية للمصادر الطبيعية, ففي الآونة الأخيرة برزت تحديات أمام المحميات منها التغير المناخي وما يصاحبه من آثار، في حين ينتظر أن تلعب المحميات دوراً أكبر من السابق؛ فبالإضافة لاحتوائها على موائل متعددة للأنواع المهددة بالانقراض ومساهمتها في معيشة المجتمع المحلي من خلال الفوائد التي تقدمها بما تتضمنه من مردود اقتصادي من السياحة البيئية على المستوى المحلي والوطني. الدكتور خالد الشيباني رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة أكد أن المحميات الطبيعية تلعب دوراً محورياً في التخفيف والتكيف مع ظاهرة التغير المناخي، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بتخزينها للكربون وعزله وتعتبر المناطق المحمية حلولا طبيعية خضراء ثابتة النجاح واقتصادية في مواجهة أزمة تغير المناخ. وأشار إلى أن محمية جزيرة سقطرى تعتبر جزيرة السعادة والأساطير والطيوب لما لها من أهمية بيئية حيث صنفت كأحد مواقع التراث العالمي في عام 2008 م ولقبت بأكثر المناطق غرابة في العالم نظراً للتنوع الحيوي الفريد. وأضاف الشيباني :إن جزيرة سقطرى والتي تسمى أيضا بمحافظة أرخبيل سقطرى والمكونة من أربع جزر على المحيط الهندي بمساحة تبلغ 3650 كم تعد بشهادة دولية أكبر محمية طبيعية في بحرها وبرها وأوسع متحف للثروة النباتية والأعشاب الطبية والأشجار المعمرة وموطنا لأشكال جميلة من الطيور الداجنة والطيور المهاجرة التي يطيب لها العيش والتفريخ في هذه الجزيرة، ويوجد بها عدد من شلالات المياه المنحدرة من أعالي الجبال وفيها كهوف وأكبر مغارة مأهولة، تسكنها عدد من الأسر مع المواشي. وقال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة :إن سقطرى رابع جزيرة في العالم من حيث التنوع الحيوي الفريد حيث تصل نسبة التنوع النباتي فيها إلى 34 % وتحتوي على حوالي 900 نوع من النباتات أبرزها شجرة "دم الأخوين" النادرة, كما تحتوي على أنواع نادرة من الحيوانات والزواحف والإحياء الفطرية وتوجد حوالي 14 نوعاً من الثديات منها برية ومنها أليفه ومن الأنواع البرية (قط الزبد) . كما توجد 20 منطقة هامه للطيور ضمن تصنيف منظمة الطيور العالمية ويوجد بها 27 نوعا من الزواحف و 577 نوعا من الحشرات وحوالي 95 نوعا من الطفيليات , إلى جانب أنها غنية بتنوع الأحياء البحرية والثروة السمكية . وأشار إلى أن التنوع الحيوي لجزيرة سقطرى والثروة الطبيعية النادرة أدى إلى صدور عدة قرارات جمهورية وقرارات عالمية هدفها الحفاظ على الطبيعة الخاصة والمميزة لهذا الأرخبيل فقد تم في عام 2000 م صدور قرار جمهوري باعتبارها محمية طبيعية . وفي 2003 م تم إعلانها محمية الإنسان ومحيطه الحيوي من قبل منظمة اليونسكو وفي 2008 م ادرجت منظمة اليونسكو أرخبيل سقطرى ضمن قائمة التراث العالمي .