بعد الاشتباكات في بنغازي وطرابلس بين قوات تابعة للجيش الليبي وكتائب متحالفة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تتسارع الأحداث العسكرية والسياسية في ليبيا الى ما يشبه بدايات حرب أهلية، ففين حين أكدت قيادة رئاسة الجيش الليبي التزامها ب'الشرعية الدستورية'، أعلن منتسبو قاعدة طبرق الجوية في ليبيا انضمام القاعدة رسميا لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كما انضم قائد جهاز الشرطة العسكرية بالجيش الليبي مختار فرنانة الى حركة حفتر، كما اعلن قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي في بنغازي العقيد ونيس بوخماد انضمام قواته لحركة حفتر. وتعرّضت قاعدة بنينا الجوية في بنغازي وقناة تلفزيونية في طرابلس الى هجمات بالصواريخ. وأفاد بيان صادر عن الحكومة الليبية أمس الاثنين أن الحكومة طالبت البرلمان بوقف عمله لحين إجراء الانتخابات العامة المقبلة بعد التصويت على ميزانية عام 2014 وإعادة انتخاب رئيس الوزراء. وأضاف البيان أن حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني قدمت اقتراحها هذا إلى البرلمان كحل للأزمة السياسية وأعمال العنف التي تجتاح ليبيا. وعبرت رئاسة الجيش الليبي، في بيان لها أمس الاثنين، عن استهجانها ‘لكافة ‘الأعمال الإرهابية' التي تستهدف منتسبي الجيش والمواطنين، مؤكدة أنها تعمل على ‘اجتثاث الإرهاب' بالتعاون مع الثوار الحقيقتين لصالح الوطن والشعب. وأشارت رئاسة الجيش، في بيانها، إلى أنها تراقب الأحداث الدامية، التي تعيشها مدن ليبية عدة، وتعمل بكافة جهدها على ‘وقف نزيف الدم ووضع حد للفوضى'، معتبرة أن الانقسام بين الليبيين ”ضاعف من الأفعال الدنيئة لأعداء الوطن من الإرهابيين والإنقلابيين'، من دون تسمية أحد. وكان قائد جهاز الشرطة العسكرية بالجيش الليبي مختار فرنانة، قد ظهر في فيديو مسجل يوم الأحد، يعلن فيه تجميد عمل البرلمان الليبي وتكليف الهيئة التأسيسية للدستور بأعمال السلطة التشريعية وتشكيل حكومة طوارئ جديدة، الأمر الذي نفاه الجيش فيما بعد، متعهدا بملاحقة كافة العسكريين الذين يحاولون الانقلاب على السلطة. وقال مختار روفه، عضو المكتب الإعلامي بقاعدة طبرق الجوية (شرق) إن منتسبي القاعدة الجوية ‘انضموا رسميا إلى العملية العسكرية المسماة (معركة الكرامة) التي تنفذها القيادة العامة للجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر'. وكشف المتحدث أن قاعدة طبرق سبق وأن شاركت في العملية العسكرية ضد الكتائب بمدينة بنغازي منذ الساعات الأولى، من دون أن يحدد طبيعة تلك المشاركة. وغادرت البعثة الدبلوماسية الاماراتية ليبيا امس، في حين اغلقت الجزائر حدودها مع ليبيا، وكانت الجزائر اغلقت سفارتها وقنصليتها في ليبيا الاسبوع الماضي. واغلقت الحكومة السعودية سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس واجلت موظفي السفاره واعادتهم الى بلادهم يوم امس بطائرة خاصة، واعلن السفير السعودي لدى ليبيا محمد محمود العلي ان السفارة اغلقت وتقرر تعليق اعمالها نتيجة للأوضاع الأمنية التي تمر بها ليبيا حالياً وبين في تصريح رسمي أنه نتيجة للظروف الحالية والوضع الأمني غادرت البعثة بالتنسيق مع الجانب الليبي، وستعود حال استقرار الأوضاع في العاصمة الليبية . وذكرت مصادر دبلوماسية في الرياض ان السلطات السعودية تلقت معلومات عاجلة من جهاز استخبارات ‘عربي تم تأكيدها من اجهزة استخبارا غربية'اخرى ان السفارة وموظفيها قد يتعرضون لعملية ارهابية تعد لها جماعة اسلامية متشددة محلية ومرتبطة بتنظيم القاعدة، تتضمن خطف احد او كل اعضاء السفارة، ثم مساومة الحكومة السعودية عليهم.ويذكر ان السفير السعودي محمد محمود العلي ‘يتواجد منذ مدة في الرياض وكان قد عين سفيرا لدى ليبيا قبل نحو عامين. ‘ ” ‘ ‘ وأدانت وزارة الخارجية المصرية ما أسمته ‘محاولات البعض داخل وخارج ليبيا للزج بمصر فى التطورات الجارية هناك'. وقالت'الوزارة، في بيان'امس الإثنين،'إن بلادها'تؤكد على تأييدها ‘حكومةً'وشعبًا'إنهاء الانقسام الجاري على الساحة الليبية وحقن دماء الأشقاء الليبيين'. (تفاصيل ص 7) وترد الخارجية المصرية بذلك على تقارير نشرتها صحف ومواقع إلكترونية ليبية تفيد بأن الجيش المصري يدعم قوات اللواء متقاعد خليفة حفتر، في القتال الذي شهدته'مدينة بنغازي شرقي ليبيا'يومي الجمعة والسبت الماضيين، وخلف 75 قتيلا و136 جريحا، بحسب وزارة الصحة'الليبية. وتربط تلك التقارير الصحفية بين تحركات حفتر ضد المسلحين الإسلاميين في ليبيا وبين إطاحة قادة الجيش في مصر، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، يوم 3 يوليو/ تموز الماضي، بالرئيس آنذاك، محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.'
