عقد المجلس المحلي بمحافظة عمران اجتماعا له، برئاسة القائد العسكري لجماعة الحوثي أبو علي الحاكم، و بحضور أمين عام المجلس المحلي صالح المخلوس وعدد من أعضاء المجلس المحلي المنتميين للمؤتمر الشعبي العام و المعروفين بولائهم للحوثي. الاجتماع الذي أشرف عليه قائد مليشيات الحوثي، جاء بمثابة رد غير مباشر على إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في ال23 من يوليو، بأن محافظة عمران صارت محافظة آمنة تماماً ، وأن الدولة استعادة سيطرتها على المحافظة. وكان ظهور الرئيس هادي في زيارة مفاجئة لمحافظة عمران صباح الأربعاء 32 يوليو بالتزامن مع لتشييع ألاف اليمنيين في العاصمة صنعاء لجثمان شهيد الثبات على المبادئ العميد حميد القشيبي ، قد أثارت تساؤلات كثيرة عجز المحللين عن إجابتها، لكن الأحداث الأخيرة في المحافظة كشفت حقائق ودلالات خروج عمران وتسليمها رسمياً للحوثيين. وفي حين حاولت وسائل الإعلام الرسمية تصوير زيارة الرئيس هادي إلى محافظة عمران على أنها، رسالة طمأنة واضحة للرأي العام في داخل الوطن وخارجه مفادها أن الدولة قادرة على فرض الأمن والاستقرار وبسط نفوذها بموجب القوانين النافذة بعيداً عن رغبات المليشيات المسلحة وهمجيتها في استخدام القوة وإزهاق الأرواح. إلا أن الوقائع تؤكد أن زيارة الرئيس هادي مثلت اعتراف رسمي من رئيس الدولة، بسلطة الحوثيين على محافظة عمران وإلحاقها بحاكم صعده، مع الحفاظ على وجود هامشي لممثلي الدولة اليمنية المتفاهمين مع جماعة الحوثي . فالرئيس هادي الذي أعلن تحرير محافظة عمران من جماعة الحوثي، سلمها رسمياً لقائد مليشيات الجماعة أبو علي الحاكم وذلك خلال ترأسه اجتماع للمجلس المحلي بمحافظة عمران بحضور ممثلي الحوثي كجماعة حاكمة فعلياً للمحافظة . ومنذ سقوط محافظة عمران بيد الجماعة، سقطت سلطات الدولة اليمنية واستبدلت بسلطات السيد الحوثي وممثليه في المجلس المحلي المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام، إضافة إلى إشراف أبو علي الحاكم على سير أعمال مؤسسات الدولة في المحافظة . وأوجزت الكاتبة أحلام القصاب الدلالات التي أرد الرئيس هادي الإيحاء بها من خلال زيارته للمحافظة، لجماعة الحوثي ولكل من افزعهم وازعجهم سقوط عمران المفاجئ، بأن عمران لازالت محافظة ضمن الجمهورية اليمنية ولا يعني استشهاد القشيبي خروج المحافظة من عهدة الجمهورية اليمنية لعهدة مملكة الحوثي. وأكدت أن «الوقائع على الارض ابتداءً من صعدة مروراً بمديرات عمران تؤكد عكس هذا فلا هم خرجوا – أي الحوثيين - ولا هم سلموا السلاح المنهوب، وكل ما قيل مجرد جعجعة بلا طحين» .. وكان وكيل محافظة عمران الشيخ عبد الرحمن بن حزام عبد الله الصعر كشف في رسالة وجهها لرئيس الجمهورية عن حقيقة أن محافظة عمران لا زالت تحت سيطرة الحوثي رغم المزاعم والأحاديث عن تسليمها للدولة . ونفى الصعر تصريحات منسوبة للواء علي ناصر لخشع نائب وزير الداخلية أكد فيها انسحاب مليشيا جماعة الحوثي المسلحة من عمران وانتشار عناصر القوات المسلحة في المحافظة وقيامها بحفظ الأمن. وقال الصعر : أن عمران لا دولة فيها نهائياً ويحكمها قانون الحوثي وقانون مليشياته المسلحة، نافياً انتشار وحدات الجيش والأمن باستثناء كتيبتين حلت مكان اللواء 310 فيما مليشيا الحوثي المسلحة هي من تسيطر على عاصمة المحافظة ومديرياتها بقوة السلاح وبقانونها الخاص، معتبراً أن المحافظة تحت الاحتلال الحوثي وأن المليشيات المسلحة هي من تحكمها اليوم. وأجمع الكثير من المحللون والكتاب في تناولهم للأحداث التي تلت سقوط محافظة عمران في الثامن من يوليو الماضي على أن محافظة عمران أصبحت تابعة بشكل أو بأخر لدولة الحوثيين وخرجت من سيطرة الدولة بتواطؤ رسمي من رئيس الجمهورية ووزير الدفاع . وأشار الكتاب إلى أن زيارة الرئيس لعمران ومزاعم استعادتها من جماعة الحوثي لا تعدوا عن كونها مسرحية إعلامية، جاءت بالتنسيق مع جماعة الحوثي وبإشراف وزير الدفاع التي سيرت خمس طائرات عسكرية لمرافقة موكب الرئيس وأكثر من خمسين طقم عسكري وسيارة مدرعة . ولفت الكتاب إلى أن الرئيس فشل في إقناع الرأي المحلي والدولي باستعادته السيطرة على عمران وتعاون جماعة الحوثي معه، ويؤكد ذلك ما نشرته صحيفة الشارع عن شروط تعجيزية وضعتها جماعة الحوثي لتسليم أسلحة اللواء 310، فضلاً عن مشاركة وإشراف قائد جماعة الحوثي على عمل مؤسسات الدولة في المحافظة، وظهوره في أكثر من اجتماع للمجلس المحلي والمكتب التنفيذي بالمحافظة . الجدير بالذكر أن الرئيس في زيارته لعمران اصطحب معه، نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات والأمين العام المساعد للمؤتمر الدكتور احمد دغر ونائب رئيس الوزراء وزير الكهرباء ورئيس العلاقات الخارجية بالإصلاح المهندس عبدالله الاكوع، فضلاً عن ووزير الصحة العامة ووزير الاشغال العامة ومحافظ محافظة عمران وأمين عام المجلس المحلي ومدير مكتب رئيس الجمهورية . Tweet