اكدت صحيفة الراية القطرية ان تصعيد الاحتجاجات الذي أطلقه الحوثيون قبل أسبوعين في صنعاء للمطالبة باستقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود - ستفاقم الأوضاع الأمنية باليمن وستقوده إلى عدم الاستقرار السياسي والأمني. مبررة ذلك بالقول :خاصة أن هذه الاحتجاجات ليست مطلبيّة فقط وإنما لها أهداف سياسية بعيدة مرتبطة بالصراع في محافظتي صعدة والجوف، وإنها استغلت هذا الظرف الدقيق الذي يواجهه اليمن الذي يعيش في دوامة من العنف والاقتتال غير المسبوق بسبب عدم الاستقرار الأمني الناجم عن العمليات التي يقودها تنظيم القاعدة في مناطق ومحافظات يمنية ضد الجيش والمواطنين. واعتبرت الصحيفة القطرية في افتتاحيتها اليوم إن ما يحدث الآن من تجييش للشارع من قبل الحوثيين يُمثل خروجًا عن الإجماع اليمني، وليس هناك ما يبرّر هذا المسلك خاصة أن الحكومة من جانبها قد التزمت طريق الحوار ووافقت على مبدأ تشكيل حكومة إنقاذ وطني وفقًا لمقرّرات الحوار الوطني ،محذرة من هذا التجييش للشارع بأنه سيقود إلى عواقب وخيمة خاصة في ظل أوضاع اليمن الحاليّة التى لا تتحمل أي هزة. وطالبت من قادة الحوثيين مراجعة أنفسهم والدخول في حوار بنّاء وصريح مع الحكومة وفضّ الاعتصامات ومظاهر التسلح والامتناع عن لغة التهديد باعتبار أن مثل هذه التصرّفات ستقود إلى ردود مضادّة من قبل جهات أخرى معارضة، وبالتالي يدخل اليمن في نفق جديد من عدم استقرار سياسي وأمني، الجميع في غنى عنه. ودعت صحيفة الراية القطرية جميع اليمنيين من كل الاطراف والتيارات الى ضرورة ايجاد حل ناجع للازمة السياسية القائمة في البلاد ،محذرة من دخول اليمن في نفق مظلم اذا لم تتوافق كل الاطراف المعنية في الساحة على ايجاد حل ومخرج لهذه الازمة المستفحلة . موضحة انه من المهم أن يدرك القادة اليمنيون حكومة وحوثيين وزعماء قبائل أهمية إيجاد مخرج ناجع من الأزمة الحاليّة التي استفحلت بعد دخول الحوثيين في اعتصامات وتظاهرات مفتوحة بصنعاء ورفضهم مقررات اللجنة الرئاسيّة التي حدّد لها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أربعة أيام لإنهاء الأزمة، وهذا يعني دخول اليمن في نفق مظلم إذا لم يتوصل الطرفان، الحكومة والحوثيون، إلى حل بعد المهلة الرئاسية. وشددت على ضرورة إيجاد مخرج للأزمة، وإن ذلك مرهون بقبول جميع الأطراف الدخول في حوار صريح وواضح يقود للالتزام بمقرّرات الحوار الوطني التي تُشكل الأساس لحل أي خلافات باعتبار أن جميع الأطراف اليمنية قد ارتضت هذا الحوار الذي يحظى برعاية خليجية ودولية. واستبعدت الراية القطرية محاولة البعض العودة بالامور الى الوراء وقالت في هذا السياق انه ليس من المعقول أن تعود الأمور إلى الوراء بعد صدور نتائج الحوار الوطني التى ارتضاها الجميع أساسًا لحل أزمات اليمن. ولفتت الى إن المبادرة الخليجية - التي أتت بالحوار الوطني ووجدت الدعم المحلي والإقليمي والدولي - تُشكل الأساس لحل أي خلاف يمني - يمني، ولذلك جدد مجلس التعاون الخليجي دعمه لليمن سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وأكد دعمه الكامل لجهود الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي . وهو ما اعتبرته الصحيفة القطرية بأن هذا الدعم يؤكد تمسك مجلس التعاون بنتائج المؤتمر الوطني اليمني الشامل الذي يمثل الأساس لإنجاح العملية السياسية باليمن، وإن ذلك مرهون بتمسك اليمنيين بها والامتناع عن تجييش الشارع والاقتتال وتعكير الأوضاع الأمنيّة، وإن مسؤولية ذلك تقع على عاتق القادة اليمنيين خاصة الحوثيين المُطالَبين بالاستجابة لصوت العقل والعودة للحوار مع الحكومة. Tweet