أعلن مركز الإعلام الأمني في اليمن أوائل الشهر الجاري، عن وفاة 258 شخصاً وإصابة 1218 آخرين في 844 حادث سير خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر، بزيادة بلغت 25 حالة وفاة و92 حالة إصابة عما كانت عليه الأرقام في شهر أيلول/سبتمبر ا وأرجع التقرير أسباب وقوع الحوادث إلى سرعة قيادة السائقين وإهمال المشاة، وكذا التجاوز الخاطئ والخطر، بالإضافة إلى تعاطي القات والحديث بالهاتف النقال أثناء القيادة، والأعطال الفنية المفاجئة في السيارات والصلاحية الفنية للطرقات. وتوفي خلال عطلة عيد الأضحى المبارك 66 شخصاً بينما أصيب 337 آخرين في 231 حادث سير خلفت خسائر مادية بقيمة 67 مليون ريال يمني (312 ألف دولار أميركي)، وفقا للتقرير. وقال العميد الدكتور محمد القاعدي، مدير عام العلاقات والتوجية المعنوي بوزارة الداخلية، إن المسؤولين اليمنيين أطلقوا حملة توعية بأهمية سلامة المرور وذلك قبل إجازة عيد الأضحى حيث وزعت خلالها منشورات على سائقي المركبات. وقال "الحملة كان لها دورها في تخفيض عدد الحوادث هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية حين كان يتجاوز ال100 حادث في إجازات الأضحى المبارك". في المقابل، قال الدكتور نبيل النجار، أخصائي عظام ومدير مكتب الصحة بمديرية السبعين بأمانة العاصمة، إن التحذيرات التي أطلقتها وزارتا الصحة والداخلية قبل العيد لتوخي الحذر عند القيادة وتخفيف السرعة والالتزام بقواعد المرور، كانت غير كافية.وأشار النجار إلى أن معظم حالات كسور العظام هم من ضحايا الحوادث المرورية. وقال إن "هناك فوضى في قيادة السيارات حيث إن نسبة بسيطة فقط من السائقين تحمل تراخيص قيادة، وهذه مسؤولية مشتركة يتحملها المرور مع المجتمع حيث يسمح الأهالي لأطفالهم بقيادة السيارة مخلفين مآسي في نسبة عدد الضحايا أو الحوادث المرورية بشكل عام".ولفت النجار إلى أن دور إلإعلام في توعية المواطنين وتناول هذه "القضية الهامة" لا يزال غير كاف. العقيد عبد الرزاق المؤيد، نائب مدير عام المرور، قال في حديث للشرفة إن الحوادث المرورية ليست مسؤولية إدارة المرور أو وزارة الداخلية فقط، بل هي مسؤولية تكاملية بين الدولة والمجتمع ومنظماته المدنية. وأضاف المؤيد "إن عدم الالتزام بقانون المرور هو أحد الأسباب الرئيسة في زيادة نسبة الحوادث المرورية في اليمن مقارنة بدول المنطقة". وأشار المؤيد إلى أن "السيارات التي تدخل اليمن معظمها سيارات متهالكة كما أن قطع الغيار غير أصلية أو متهالكة أيضا وبعضها منقول من سيارات تحطمت في حوادث أخرى داخل اليمن أو خارجه". ومن الأسباب الأخرى لحوادث المرور، وفق المؤيد، حالة الطرقات السيئة، وعدم مبالاة السائقين التي وصلت إلى حد عدم احترام رجال المرور، فضلا عن عدم الالتزام بالفحص الدوري للسيارات، وتعاطي القات واستخدام الهاتف النقال اثناء القيادة. ولفت المؤيد إلى مشكلة مرورية أخرى في اليمن تتمثل باستخدام الدراجات النارية كوسيلة نقل خاصة وعامة أيضا. وأضاف أن الكثير من الدراجات النارية غير مجمرك "وبالتالي يصعب ضبطها ويتم إدخالها البلاد عبر التهريب أو من المنافذ الجمركية كأجزاء منفصلة على أساس أنها قطع غيار ولكن يتم تجميعها لاحقا داخل اليمن". وقال المؤيد إن إدارة المرور تقوم حاليا بتنفيذ خطة لتحسين أوضاع المرور عن طريق إصدار التراخيص للسائقين وفق القانون، وإطلاق خطة التوعية الإعلامية، وإعداد دراسة لتحسين الخطوط العامة وإصلاح الطرقات، فضلا عن تطوير خطة لضبط الدراجات النارية بالتعاون مع مصلحة الجمارك.