اكدت وزارة الداخلية العراقية أن جميع المنافذ الحدودية مع سوريا غدت تحت سيطرة الجيش السوري الحر، في آخر تطورات الوضع الامني الجاري بدمشق وفي مؤشرات على قرب مرحلة التغيير ونهاية الاسد، تزامنا مع مقتل 250 شخصا في معارك يوم أمس الخميس وحدها، كحصيلة تعبتر الاعلى منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد الاسد. قالت جماعة مراقبة سورية معارضة ان اكثر من 250 شخصا قتلوا في سوريا يوم الخميس في اعلى حصيلة خلال يوم واحد منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد قبل 16 شهرا. في حين اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان بين القتلى 93 من افراد الامن و155 مدنيا منهم 44 طفلا في دمشق حيث تدور معارك عنيفة منذ خمسة ايام ، وفي حين أكد انه ما زال يجمع المعلومات عن عدد مقاتلي المعارضة الذين لاقوا حتفهم من مصدرين ميدانيين وانه يتوقع ارتفاع عدد القتلى بدرجة كبيرة - حسب رويترز. ومن جانبها نقلت وكالة فرنس برس عن الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي قوله أمس الخميس ان الجيش السوري الحر بات يسيطر على كل المنافذ الحدودية بين العراقوسوريا. وقال الاسدي، وهو المسؤول الاعلى في وزارة الداخلية العراقية، ان "جميع المعابر والمخافر الحدودية بين العراقوسوريا سقطت بيد الجيش السوري الحر، وبينها القائم والتنف، فيما لا تزال هناك معارك في سنجار" وهي نقطة حدودية صغيرة في الشمال. واضاف "هذا وضع طبيعي لان سكان هذه المناطق مناوئون للحكومة والجيش السوري النظامي يركز على العاصمة وهذه المنطقة بعيدة عن العاصمة (...) لذا فمن الطبيعي ان تسقط" المعابر والمخافر. وتابع الاسدي انه "امام احدى النقاط الحدودية، هاجم الجيش الحر قرية حجيجين وقام بقتل اثنين من اهالي المنطقة وتقطيع ايدي ضابط برتبة مقدم" في الجيش السوري النظامي "امام اعين الجنود العراقيين". كما ذكر ان عناصر الجيش السوري الحر "قتلوا 22 شرطيا من الهجانة في المخفر القريب من قرية خزاعي وسلامة السورية". واعلن الاسدي ان السلطات العراقية اغلقت "الحدود بالكامل في منطقة البوكمال (غرب) وستغلق كل الحدود اذا استمر الوضع على هذا الحال لان الجيش السوري الحر سلطة غير معترف بها والآن القضية باتت مقلقة". وفي وقت سابق، قال ضابط برتبة مقدم في قوات حرس الحدود لفرانس برس "رأينا العلم السوري يستبدل بعلم الجيش السوري الحر عند معبر البوكمال، وراينا مسلحين بلباس مدني يجوبون المعبر".واوضح "كثفنا نقاط التفتيش والدوريات على طول الشريط الحدودي". من جهته، ذكر مصدر امني حدودي "وصلتنا معلومات ان معبر البوكمال اصبح تحت سيطرة الجيش السوري الحر". وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالى 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبا في محافظة الانبار التي تسكنها اغلبية سنية وكانت تعتبر في السابق مقرا لتنظيم القاعدة في العراق. اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف والقصف والاشتباكات التي شهدتها مناطق مختلفة من سوريا الخميس حصدت اكثر من 193 قتيلا بينهم 77 مدنيا. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان حصيلة قتلى الخميس في سوريا بلغت 193 قتيلا هم 77 مدنيا بينهم نساء واطفال، و36 جنديا منشقا ومقاتلا معارضا، و68 جنديا نظاميا. واوضح المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له انه يضاف الى هذه الحصيلة ثلاثة قتلى على الاقل عثرت على جثامينهم الاربعاء او توفوا متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا. وبحسب المرصد فان اعمال العنف تركزت خصوصا في دمشق وريفها حيث سقط 39 قتيلا مدنيا وفي دير الزور (شرق) حيث قتل 14 مدنيا وحمص (وسط) حيث قتل 11 مدنيا. وكانت حصيلة سابقة اوردها المرصد اكدت سقوط 111 قتيلا الخميس بينهم 42 مدنيا منهم 18 في دمشق وريفها. إلى ذلك، صرّح مصدر أمني في دمشق الخميس أن جنازة وطنية ستنظم الجمعة للمسؤولين الامنيين السوريين الثلاثة الذين قتلوا الاربعاء في تفجير في العاصمة السورية. وقال هذا المصدر ان "جنازة وطنية ستجرى غدا (الجمعة) في دمشق قبل نقل جثمان كل من المسؤولين الى مدينته لدفنه فيها". ولم يعرف ما اذا كان رئيس الدولة بشار الاسد سيشارك في الجنازة. وأكد مصدر امني لوكالة فرانس برس الخميس ان والدة الرئيس السوري بشار الاسد وشقيقته توجّهتا الى مدينة طرطوس (غرب) لدفن آصف شوكت، صهر الاسد الذي قتل الاربعاء مع مسؤولين آخرين اثنين في تفجير استهدف مقر الامن القومي في دمشق. واكد هذا المصدر ان "انيسة الاسد ارملة الرئيس الراحل حافظ الاسد وابنتها بشرى ونساء اخريات من محيطهما توجّهن مساء امس (الاربعاء) بالطائرة الى اللاذقية (شمال غرب) ليتوجهن بعد ذلك الى طرطوس". ومطار اللاذقية هو الاقرب الى طرطوس التي يتحدر منها آصف شوكت زوج بشرى الاسد. وقال هذا المصدر "سيشاركن في الدفن ويتلقين العزاء بوفاة آصف شوكت"، موضحا ان الجنازة ستجري الجمعة. وبعد خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، الذي قدم خلاله تعازيه بالمسؤولين السوريين الذين قتلوا في تفجير دمشق وأشاد بهم، أعلنت كتائب الفاروق التابعة للجيش السوري الحر في حمص، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه أنه "رداً على مجازر النظام وتطاول شبيحة الحزب وتماديهم على أرضنا الغالية، رصدت كتيبة الشهيد خالد عامر (شكور) وكتائب الفاروق في القصير، باصا يحمل 24 راكبا لحزب الله على طريق جوسيه، ولقد حصل في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً هجوم لأبطالنا على الباص والاجهاز عليه بالكامل، ولم ينجُ أحدٌ من عناصر الحزب، وعاد شبابنا إلى مواقعهم بخير ولله الحمد". من جانبه، صرح الناطق باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا الخميس أن الانفجار الذي استهدف مقر الأمن القومي في دمشق "بداية النهاية لهذا النظام". وقال صبرا في اتصال بوكالة الأنباء الفرنسية "نحن نرى ان ما جرى يوم امس مؤشر الى بداية نهاية هذا النظام"، معتبرا ان "الضربة كبيرة على رأس النظام ورأس أجهزته الأمنية والقمعية". وتواصلت الاشتباكات خلال الليلة البارحة وصباح اليوم الخميس في أنحاء مختلفة في سوريا، عقب مقتل ثلاثة من كبار المسؤولين الأمنيين في الحكومة. وتشهد أحياء في العاصمة السورية حركة هروب لمئات من سكانها تحديدًا في المزة والميدان الى مناطق اكثر امانا بسبب استمرار الاشتباكات، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما افاد مصدر امني في دمشق وكالة الأنباء الفرنسية ان الجيش النظامي طلب من سكان العاصمة الابتعاد عن مناطق القتال. وقال المرصد في بيان ان القوات النظامية السورية تفرض حصارا على منطقة بساتين المزة الدمشقية حيث "دارت فجرا اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام المنطقة مستخدمة المروحيات وقذائف الهاون، ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية". واوضح المرصد ان حي التضامن ومخيم اليرموك شهدا صباح الخميس حركة نزوح للأهالي حيث شوهدت السيارات على طريق المتحلق الجنوبي، مضيفا ان منطقة السيدة زينب في ريف دمشق شهدت ايضا حركة نزوح باتجاه نجها. وقال المرصد إن دوي انفجارات سمع فجرا في احياء دمشق وريفها وبشكل مركز في حي المزة ومشروع دمر وضاحية قدسيا وبلدة معضمية الشام. وتحدث عن "اشتباكات تدور في محيط مسجد الماجد في حي الميدان بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين ما ادى الى سقوط قذائف عدة في منطقة القاعة في الحي". وقال عبد الرحمن تعليقا على مقتل ما لا يقل عن 214 شخصا نصفهم من المدنيين الخميس إنها "اكبر حصيلة مؤكدة وموثقة بالاسماء في يوم واحد منذ اندلاع الثورة". واعتبر ان التصعيد الذي حصل بالامس يعود الى "توسع رقعة الاشتباكات والقصف في كل انحاء سوريا واستمرارها حتى فجر اليوم". وارجع ذلك الى "تصعيد من قبل النظام السوري للانتقام من استهداف خلية الازمة من جهة، وتصعيد من الثوار لاستغلال نتائج تفجير مقر الامن القومي ومحاولة تسجيل حسم". من جهته، قال المصدر الامني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان المعارك الدائرة حاليا في دمشق بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين "عنيفة" لكنها "ستستمر خلال الساعات ال 48 المقبلة لتنظيف دمشق من الارهابيين مع بداية شهر رمضان". واضاف "حتى الآن اظهر الجيش ضبطا للنفس في عملياته لكن منذ التفجير (تفجير مبنى الامن القومي) اصبح مصمما على استخدام كل انواع الاسلحة المتوفرة لديه للقضاء على المسلحين في دمشق". واضاف المصدر ان الجيش "طلب من السكان الابتعاد عن مناطق القتال في حين ان الارهابيين يحاولون استخدامهم كدروع بشرية". وفي وقت سابق الخميس، قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود ان سوريا "ليست على طريق السلام"، معتبرا ان تصاعد الاحداث "الذي شهدناه في دمشق خلال الأيام الماضية شاهد على ذلك". وعبر مود خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية عن إدانته التفجير الذي استهدف اجتماعا لكبار القادة الأمنيين في مقر الامن القومي في دمشق امس الاربعاء، داعيا الأطراف "الى إنهاء حمام الدم والعنف بكل اشكاله والالتزام مجددا بحل سلمي للصراع". وأعرب الجنرال النروجي عن تعازيه وحزنه العميق ل"عائلات الضحايا والجرحى الذين سقطوا في تفجيرات (امس) الاربعاء". وذكر بانتهاء التفويض الممنوح من قبل مجلس الامن الدولي لبعثة المراقبين غدا الجمعة في 20 تموز/يوليو، مشددا على ان عمل البعثة "سيكون مهما حين تنطلق العملية السياسية". وشكلت عملية اغتيال وزير الدفاع السوري داوود راجحة وصهر الرئيس السوري ونائب وزير الدفاع اللواء آصف شوكت، ورئيس خلية الازمة، معاون نائب الرئيس السوري حسن توركماني وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار في تفجير استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق، خسارة كبيرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فجميع القتلى كانوا يصنفون ضمن دائرة "الرجال الأوفياء" للرئيس، وفيما بدت أنها محاولة من الأسد للتأكيد أن خزانته من "الأوفياء" ما زالت عامرة سارع إلى تعيين وزير جديد للدفاع خلفا لراجحة وذلك بعد نحو ساعة واحدة على وقوع عملية الاغتيال. وتشير التقديرات إلى أن سوريا دخلت مرحلة جديدة بعد انهيار الجزء الأكبر من أركان نظام الأسد، فيما يحاول الأخير أن يبرهن أنه ما زال قويا وقادرا على الصمود أكثر، وترصد "إيلاف" في هذا الملف التطورات المتعلقة بالأحداث الأخيرة وتداعياتها على الثورة السورية.