أول زياره لي للبنان قضيت ثلاثة أشهر أحاول أفهم سياسة لبنان،بالنسبة لي كان غريب حدا اني أفهم يعني ايش رئيس وزراء وفي نفس الوقت يكون معارض للرئيس، يعني ايش محاصصه،كيف كل وزير يكون تابع لطائفة معينه.ولكن كنت معجبه جدا بالحريات السياسية،مظاهرات بشكل مستمر،نشاط المجتمع المدني.ولكن الجانب الحزين كان الطائفية في لبنان،كل واحد يسأل الثاني عن اسم منطقته أو اسم عائلته بغرض انه يعرف من أي طائفه هو. بدأت أشوف أشياء في لبنان غير الصورة الوردية اللي كنت راسماها من قبل لما كنت أشوف مظاهره تسقط حكومة. شفت أشياء مختلفه، شفت كيف ممكن شخص يقتل الثاني بسبب نزاع طائفي. كان هذا قبل ثورات الربيع العربي. هندالإرياني صحفية وناشطة سياسية واجتماعية يمنية مقيمة حالياً في بيروت. نشر لها مقالات بالعربية والإنجليزية في عدة صحف منها جريدة "السفير" اللبنانية و"يمن تايمز" وصحيفة "الجمهورية" اليمنية و"المصدر أونلاين". هند حاصلة على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر من اليمن وماجستير في إدارة الأعمال من بيروت، وتعمل حالياً كمحررة صحفية لشؤون الخليج في صحيفة "لبنان الآن". جاءت الثورة. تحمست لها جداً في تونس وفي مصر... وكان حلمي توصل اليمن. ووصلت فعلا اليمن. بكيت معاهم وفرحت معاهم رغم بعد المسافه. رحل الرئيس. وتغير النظام أو بالأصح أصبح عندنا محاصصه .نفس المحاصصه اللي كنت احاول أفهمها في لبنان ولكن الفرق انها محاصصه سياسية مش طائفيه. بدأت اشوف كل المظاهر اللي كنت أشوفها في لبنان. من مظاهرات بشكل تقريبا يومي، بدأ المجتمع المدني يتحرك، ظهرت كثير من المؤسسات الجديدة الشبابية، أصبح في حراك من نوع،حتى لو ماكانش منظم بشكل كبير لكن في حراك وفي نشاط. ولكن في نفس الوقت ظهرت الأشياء السلبيه اللي كنت أكرهها في لبنان، فجأة اصبح كل كلامنا كيمنيين عن شيعه وسنه، مع انه عمري ماكنت أسمعها من قبل. فجأة بدأنا نركز في كيفية صلاة الشخص عشان نعرف طائفته. أشوف الكثير من السباب واللعن بين سنه وشيعه. تفرقنا... شيعه سنه فلول ثوار متحزبين ومستقلين... كل واحد يتهم الثاني وكل واحد يسب الثاني. حزنت على وضعنا. وتميت يجي الربيع اللي كنت أحلم فيه. حقوق ترجع للناس، أشخاص عندهم كفاءة ورؤيه للمستقبل يتولوا مناصب تناسبهم ويخدموا البلد. دماء جديده شبابيه توصل للسلطه. يكون في عداله ... يكون في مدنيه وقانون مش قبليه وسرقة حقوق الضعيف. تمنيت كل هذا... وماحصلش...ولكن رغم كل هذه السوداويه اللي بنشوفها لازال عندي أمل ان الربيع جاي. * للاستماع الى ماقالته الارياني لراديو مونتكارولو اضغط على هذا الرابط: