قبل عشرة أيام كان اليوم العالمي لمحو الأمية...وأنا بقرأ الخبر تذكرت بلدي اليمن الذي بيعاني كثير من الأمية.في إحصائيات تقول إن الأمية في اليمن 40 في المئة وفي إحصائيات أخرى تقول 50%... يعني تقريبا نصف الشعب أمي... الحقيقه أنا لا أستغرب ان نص الشعب أمي، أنا أستغرب ايش اللي خلى النص الثاني يروحوا يدرسوا ابنائهم في المدارس...عارفين ليش أنا مستغربه ؟ أحكيلكم ليش..في زياره لي لأحد المدارس بغرض التوعيه عن القات لقيت الأطفال جالسين في الأرض...هذا في مدرسة في العاصمة صنعاء، وطبعاً في مدارس أخرى حالها اسوأ بكثير، تفتقر مش بس للكراسي...تفتقر حتى للحمامات. تحكي لي صديقه تعمل في مجال التعليم أنها تعاني في مدرسة بلا حمامات والمدرسات يضطروا يذهبوا لمحل مجاور للمدرسة..أما الأطفال فيتصرفوا بطرقهم الخاصة. هذا غير صورة شفتها لأطفال يدرسوا في مجرى السيول في مدينة تهامه داخل نفق... أيوه أطفال في نفق ومعلم يشرح لهم في تهامة المعروفة بأن درجة الحراره فيها مرتفعه جداً... تخيلوا كم يعاني الأستاذ والطلاب؟الغريب إن الأستاذ بيدرس والأطفال بيدرسوا. ايش اللي يخلي الأهالي يرسلوا ابنائهم لمدارس تفتقر لأبسط حقوق الإنسان؟ايش اللي يخلي الأهلي يرسلوا ابنائهم عشان الأستاذ يضربهم ، ويجلسوا في الأرض لغاية ما يجيلهم مرض..وكمان ياريت في تعليم حقيقي وإنما يتخرجوا نص أميين... الأفضل بدل ما نتعجب من زيادة الأمية، نسأل انفسنا عن الذي بيحاولوا يقاوموا الأمية، أنا أتعجب من حماسهم للتعليم رغم كل هذه الظروف. ولا تقولوا لي بأن حكومتنا عاجزه بسبب الوضع الإقتصادي... لإنه تبين لي فيما بعد إن في كراسي كثير تملكها الحكومة مقدمة كدعم من منظمات دولية ولم توزع لإن المسؤولين كسالي وما بيحاولوش يبذلوا أي مجهود. دولة اليابان قدمت لليمن عرض بتقديم دعم كامل في التعليم بشرط وجود مشاريع... وكالمعتاد لم يهتم أحد بأن تتنفذ هذه المشاريع لإنهم يفضلوا أن تصل الفلوس مباشرة للجيب. هذا هو الوضع الآن، وبعد قيام ثورة لم نجد أي شخص من الشخصيات الثوريه مهتم بالتنمية أو التعليم كل اللي بيحلموا بيه هو مناصب... وهذا يذكرني بالمثل المصري : " وكأنك يا بو زيد ما غزيت". طالما وأن التنمية والتعليم هم آخر اهتماماتنا، فلا تحاولوا أن تقنعوني أن في ثورة قامت في بلادي. *لمشاهدة ماقالته المدونة اليمنية بالعامية اضغط هنا