أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الاثنين قرارا يقضي بتشكيل لجنة لتقسيم اليمن إلى أقاليم، حسب ما تنص عليه نتائج مؤتمر الحوار الوطني، وبناءً على مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية. وعلى صعيد آخر، قتل 13 شخصا على الأقل في معارك مستمرة بين المسلحين الحوثيين ومسلحي القبائل في محافظة عمران الشمالية. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن القرار نص على أن اللجنة المنوي تشكيلها ستكون برئاسة الرئيس اليمني، وعضوية 22 شخصية تمثل مختلف القوى السياسية في اليمن، وأن تتولى اللجنة دراسة وإقرار خيار ستة أقاليم (4 في الشمال و2 في الجنوب)، أو خيار الإقليمين، أو أي خيار ما بين هذين الخيارين يحقق التوافق. وسيكون من مهام اللجنة أيضا تحديد عدد الأقاليم والولايات (المحافظات) التي سيتشكل منها كل إقليم، مع مراعاة الواقع الحالي والتجاور الجغرافي وعوامل التاريخ والثقافة. وكانت صحيفة "26 سبتمبر" الناطقة باسم الجيش اليمني نقلت عن مصدر مطلع قوله إن الرؤية باتت واضحة في عدد الأقاليم في اليمن بعد أن حسمت المحافظات أمرها في التقارب والتواصل في ما بينها، والالتقاء برئيس الجمهورية في الأيام الماضية. وأشار المصدر إلى أن كل أربع محافظات ستشكل إقليما، ما عدا محافظتي تعز وإب اللتين ستكونان إقليما بمفردهما نظرا لكثافتهما السكانية، وهذا يعني أن الأمر قد استقر على تفضيل تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، لأن اليمن الآن يتكون من 22 محافظة، أكبرها حضرموت. الحوار تعرض لصعوبات لاختلاف الجنوبيين والشماليين بشأن عدد الأقاليم (الأوروبية) خيارات الأطراف ويفضل الحراك الجنوبي -الذي تشكل عام 2007 من عدة جماعات لإعادة دولة الجنوب- تقسيم اليمن إلى شطرين لفترة انتقالية، قبل إجراء استفتاء عام على الاستقلال التام، بينما يدعم الشماليون صيغة الأقاليم الستة ويرفضون صيغة الإقليمين بحجة أنها تستعيد في الشكل حدود دولتي اليمن السابقتين. وكان الحوار الوطني قد تعرض لصعوبات عديدة بسبب الاختلاف بين الجنوبيين والشماليين بشأن عدد الأقاليم المزمع تشكيلها، لكنه وضع في الأخير خريطة طريق لتحويل البلاد الغارقة في العنف والفقر إلى دولة اتحادية، كما أطلق مرحلة انتقالية ثانية هي بمثابة مرحلة "تأسيسية" لكتابة الدستور وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. واختتم مؤتمر الحوار الوطني اليمني قبل يومين وسط حضور إقليمي ودولي وفي ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث شاركت في الحفل وفود دبلوماسية رفيعة المستوى من دول مجلس التعاون الخليجي وأمينه العام عبد اللطيف الزياني، فضلا عن ممثلين عن الجامعة العربية والدول الراعية للمبادرة الخليجية والأمم المتحدة. معارك الشمال ازدادت ضراوتها بعد انهيار الهدنة بين الأطراف المتقاتلة (الجزيرة) معارك الشمال وعلى صعيد آخر، قتل 13 شخصا على الأقل اليوم الثلاثاء في معارك مستمرة بين المسلحين الحوثيين وقبائل موالية لهم، وقبائل حاشد الموالية لآل الأحمر وحزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة عمران. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قبلي قوله إن "المواجهات الدائرة منذ أمس وحتى الآن بالمدفعية والأسلحة الرشاشة" في محافظة عمران على محوري وادي خيوان ووادي دنان أسفرت عن "ثمانية قتلى من الحوثيين وأربعة من رجال من القبائل". وذكر شهود عيان أنه يوجد جرحى بالعشرات في المؤسسات الطبية، وأن الطرق مقطوعة في المنطقة، وأكدوا أن الطرفين يستقدمان تعزيزات من مناطق أخرى لا سيما من صنعاء، وهو ما يوحي بأن المعارك مرشحة للتصاعد. وأشارت المصادر القبلية إلى أن لجنة الوساطة الرئاسية -التي يرأسها قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فاضل القوسي- موجودة في الجبل الأسود الذي يبعد نحو 12 كيلومترا عن مناطق المواجهات، ولم يتمكن أعضاؤها من إجراء أي اتصالات مع الطرفين. ومن جهة أخرى، تدور معارك أيضا في منطقة أرحب القريبة من مطار صنعاء، وتهدف هذه المعارك -التي يتواجه فيها الحوثيون مع قبائل موالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح- إلى السيطرة على ثلاثة جبال مطلة على مطار صنعاء. وبحسب مصادر قبلية، فإن الجيش في المنطقة لا يتدخل في المعارك الدائرة بين الجانبين والتي أسفرت أمس الاثنين عن مقتل أحد القياديين في صفوف الحوثيين. وترى أوساط سياسية في صنعاء أن الحوثيين يريدون بسط نفوذهم في شمال غربي البلاد، ليكونوا القوة المسيطرة على الإقليم الشمالي الغربي في صيغة الأقاليم الستة المطروحة للدولة الاتحادية التي ستتم إقامتها في اليمن بموجب الحوار الوطني.