يخوض المتمردون الحوثيون والقبائل الموالية لهم معارك دامية مع القوى الرئيسية في قبائل حاشد النافذة موسعين مناطق سيطرتهم شمال اليمن. وخلال الأشهر الماضية, تمددت رقعة المعارك بين الحوثيين وخصومهم من السلفيين وآل الاحمر الذين يتزعمون تاريخيا قبائل حاشد, في محافظات الجوف على الحدود مع السعودية وحجة على البحر الأحمر وعمران في شمال صنعاء إضافة الى ارحب في شمال صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة.
ونقلت صحيفة (السياسة) الكويتية عن الزعيم القبلي حسن أبو هدرا تأكيده " مقتل ثمانية وإصابة 12 آخرين وإحراق 10 سيارات ومدرعات ووقوع 15 في الأسر, بينهم أربعة شخصيات كبيرة من الموالين لحزب "الإصلاح" (الذراع السياسية لجماعة الإخوان), في تجدد المواجهات مع الحوثيين بمحافظة الجوف على طول الشريط الحدودي مع السعودية".
وأضاف أن "تلك المعارك لا تقل ضراوة عن المعارك التي نشاهدها في الفلوجة بالعراق حيث أدت إلى قطع الطريق الدولية المؤدية إلى السعودية وعلقت عشرات المركبات والناقلات في الطريق".
وبحسب (السياسة) فقد ذكرت مصادر أخرى أن مقاتلي قبيلة دهم تمكنوا من إحراق مصفحتين للحوثيين واستولوا على إحدى دباباتهم وطردوهم من منطقة اليتمة وهضبة آل زهيد والجبال المحيطة بها".
ونقلت الصحيفة عن مصدر قبلي بارز قوله " إن الحوثيين المدعومين من ايران, أسقطوا خلال الأشهر الماضية مناطق في الجوف ويحاولون السيطرة على عاصمة المحافظة مدينة الحزم, إلا أن القبائل تمكنوا من إحراز تقدم في الأيام الأخيرة وإخراج الحوثيين من بعض المناطق".
وأضاف أن محافظة "حجة (غرب صعدة) شبه موالية لهم وباتت هادئة" بعد سريان هدنة سعت من أجلها لجنة وساطة رئاسية, فيما "يستمر القتال في دماج", التي تضم مركزاً يضم آلاف السلفيين في قلب صعدة, إلا أن المعارك الأكبر تدور حالياً في محافظة عمران شمال صنعاء, خصوصاً في معاقل قبائل حاشد".. مشيراً إلى أن الحوثيين "يحاولون اخضاع القبائل لنفوذهم" .. لافتاً إلى أنهم "نجحوا في استقطاب أجنحة من فروع قبائل حاشد, بسبب رفض هذه الأجنحة لسيطرة آل الأحمر, ما أسفر عن أول انقسام في حاشد في تاريخها", فقوات من جناح عذر في حاشد يقاتلون مع الحوثيين, فيما جناح بني صريم موال للرئيس السابق علي عبدالله صالح, العدو الأول لآل الأحمر".
وأكدت مصادر محلية أن معارك دامية تدور منذ الاثنين الماضي بين الحوثيين وقبائل حاشد في معاقل هذه الأخيرة في عمران, أسفرت عن "عشرات القتلى والجرحى".
وقالت صحيفة السياسة " ان العميد هاشم الاحمر نجل شيخ قبائل حاشد السابق عبدالله الأحمر, نجا من هجوم شنه مسلحون حوثيون أول من أمس, خلال مواجهات وصفتها مصادر محلية بأنها الأعنف مع قبائل حاشد في منطقة وادي خيوان بمحافظة عمران. في غضون ذلك, نفى المتحدث باسم السلفيين سرور الوادعي ما تردد عن توقف المواجهات مع الحوثيين في دماج. وأوضح الوادعي ل(السياسة) أن "عدد قتلى السلفيين ارتفع إلى 204 و608 جرحى", فيما قال مصدر محلي ل"السياسة" إن عدد القتلى الأجانب في معهد دار الحديث السلفي في دماج بلغ 70 من جنسيات أجنبية مختلفة. إلى ذلك, أكد مصدر محلي في حاشد بمحافظة عمران ل(السياسة) أن الحوثيين سيطروا على منطقة خيوان بعد مواجهات عنيفة بمختلف الأسلحة مع رجال القبايل من منطقة العصيمات سقط فيها 52 قتيلا من الجانبين ووقع 20 حوثيا في الأسر في مقابل 10 أسرى من رجال القبايل. وأعلن أن "مئات المقاتلين توافدوا إلى المنطقة لنصرة القبايل لمواجهة الحوثيين". من جهته, قال مصدر عسكري في عمران لصحيفة السياسة الكويتية إن "لجنة وساطة رئاسية برئاسة اللواء فضل القوسي قائد قوات الأمن الخاصة وصلت مساء (أول من) أمس, إلى منطقة الجبل الأسود القريبة من مناطق القتال في محاولة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق هدنة بين قبيلة حاشد والحوثيين إلا أنها لم تتمكن من الاتصال بأي من الطرفين نظراً لاستمرار تصاعد حدة المواجهات". في سياق متصل, رأت أوساط سياسية في صنعاء أن الحوثيين يريدون بسط نفوذهم في شمال غرب البلاد ليكونوا القوة المسيطرة على الإقليم الشمالي الغربي في صيغة الأقاليم الستة المطروحة للدولة الاتحادية المقرر اقامتها في اليمن بموجب الحوار الوطني الذي تشهده البلاد. وأوضحت أن هذا الاقليم سيتمتع في حال قيامه بميناء على البحر الأحمر في حجة وباهمية ستراتيجية بسبب حدوده مع السعودية وقربه من صنعاء, فضلا عن مؤشرات لاكتشافات نفطية في الجوف. في المقابل, نفى علي البخيتي المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية في الحوار الوطني, رغبة الحوثيين بالسيطرة على اقليم في الدولة, مؤكداً أن "حضورنا أوسع بكثير من المحافظات الاربع" شمال غرب اليمن.