بدأت لجنة وساطة رئاسية يمنية، الثلاثاء، تسلّم مواقع المواجهات بين الجيش اليمني والمقاتلين القبليين من جهة، ومسلحين حوثيين من جهة أخرى، بمحافظة الجوف شمالي اليمن، تمهيدا لتسليمها للدولة، بحسب مسؤول محلي. وربطت مصادر هذا الإجراء باستعدادات القوّات المسلّحة اليمنية لشنّ حملة واسعة النطاق في محافظة حضرموت بجنوب شرق البلاد حيث تتواتر الأنباء عن بسط عناصر تنظيم القاعدة سيطرة محكمة على مناطق شاسعة بالمحافظة القريبة من الحدود السعودية، وتحويل تلك المناطق إلى شبهة إمارة تدار وفق «قوانين» التنظيم المتشدّد. وأكّدت ذات المصادر أن خطورة الأوضاع في حضرموت والمخاوف من خروجها عن السيطرة دفعت السلطات اليمنية إلى تسريع تبريد جبهة الحرب ضد الحوثيين في الجوف لصرف جهد الحرب نحو مقارعة تنظيم القاعدة بجنوب شرق البلاد. وبشأن الوساطة الرئاسية في محافظة الجوف قال المسؤول المحلي إن «لجنة الوساطة الرئاسية بدأت باستلام مواقع الحجر وحصن آل صالح والصفراء وهي مواقع استعادها الجيش مع لجان الدفاع الشعبي (مسلحون قبليون متعاونون مع الجيش) بعد ثلاث سنوات من سيطرة الحوثيين عليها في العام2011». وتوصلت اللجنة، السبت الماضي، إلى اتفاق يقضي بإيقاف المواجهات التي تدور بين الجيش اليمني، مسنودا برجال القبائل، وبين جماعة الحوثي في محافظة الجوف شمالي البلاد. وقال مفرح بحيبح، عضو لجنة الوساطة الرئاسية، إنّه تم توقيع اتفاق لوقف المواجهات بين الطرفين على مرحلتين. وأوضح أن المرحلة الأولى تتضمن وقف إطلاق النار بشكل تام، ورفع المتاريس ومواقع التمركز المستحدثة، وعودة المسلحين من الطرفين إلى ديارهم، وتسليم المواقع إلى لجنة الوساطة، وتبادل المخطوفين. وأضاف بحيبح أن المرحلة الثانية تتضمن تسليم المواقع من قبل الوساطة الى الدولة، وتقوم الدولة بتأمين الخط من نقطة «مفرق الجوف» إلى «الحزم» عاصمة المحافظة. وكانت لجنة وساطة رئاسية يمنية تمكنت في 19 من الشهر الماضي من إيقاف المواجهات التي دارت بين الجيش المدعوم برجال القبائل وبين مسلحي جماعة الحوثي في الجوف.