خاض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره الأميركي جون كيري، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، جولة أولى من المباحثات بشأن الملف النووي الإيراني، اليوم الأحد، في سلطة عمان، في مسعى لدفع جهود إنهاء النزاع بشأن برنامج إيران النووي. ويواصل المسؤولان الثلاثة جولة ثانية من المحادثات الثلاثية، سبقتها اجتماعات جانبية على مستوى الخبراء. ومازالت التحفظات الإيرانية تدور حول نسبة أجهزة الطرد المركزي، إذ إن إيران تريد عددا أكبر من هذه الأجهزة مما يسمح به المجتمع الدولي، حسب ما أكدته موفدة قناة "العربية" إلى مسقط. أما الأميركيون فيمارسون ضغوطا كبيرة داخل المفاوضات ويحاولون الإيحاء بأنهم لن يقبلوا بتمديد المفاوضات بعد انتهاء المهلة في 24 نوفمبر الحالي. وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد وصل في وقت سابق من اليوم الأحد، إلى سلطنة عمان في محاولة لتسهيل تحقيق اختراق في المفاوضات النووية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، قبل موعد انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق في 24 نوفمبر. وسيلتقي كيري، الأحد والاثنين، ظريف بحضور ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في هذا الملف كاثرين آشتون، في محاولة لتقريب وجهات النظر وإبرام اتفاق شامل ينهي أزمة مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات. يذكر أن سلطنة عمان استضافت من قبل محادثات سرية حول الملف النووي الإيراني بين البلدين المتعاديين، وذلك قبل انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في يونيو 2013. وتأتي هذه المحادثات بعد معلومات عن رسالة وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الذي يملك السلطة العليا في هذا الملف. وتدعو الرسالة إلى التوصل إلى اتفاق نووي، مشددة على أن لإيران والغربيين مصالح مشتركة في المنطقة. ونفى كيري أن تكون مسألة مكافحة جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق مطروحة خلال المناقشات. وقال في بكين على هامش منتدى للتعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ "ليس هناك أي ارتباط بين المفاوضات بشأن البرنامج النووي ومسائل أخرى منفصلة". وأضاف "أريد أن يكون الأمر بمنتهى الوضوح. ليس هناك أي محادثات أو اتصالات تشكل اتفاقاً أو مساومة من أي نوع على صلة بالأحداث الجارية في الشرق الأوسط". وتؤكد إيران هذا الأمر أيضا وإن كان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أكد، السبت، أن إبرام هذا الاتفاق يمكن أن تكون له انعكاسات إيجابية في المنطقة. وقد أكد عباس عرقجي، نائب وزير الخارجية، في مقابلة مع شبكة "العالم" التلفزيونية الإيرانية، أن التوصل إلى "اتفاق نووي يصب في صالح الطرفين والمنطقة، ولا يريد أحد العودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل اتفاق جنيف، لأنه سيكون سيناريو خطيرا للجميع".