اعتبرت إيران أن الحوار مع الأمريكيين في إطار المفاوضات مع القوى العالمية الست حول الملف النووي الإيراني لم يكن "مجديا" بالنسبة لها،في وقت يلتقي وزيرا الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون والإيراني محمد جواد ظريف اليوم الأربعاء في نيويورك في إطار المفاوضات النووية. وذكر رسم بياني نشر اليوم الأربعاء على الموقع الرسمي للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن الحوار مع الأمريكيين في إطار المفاوضات النووية لم يكن "مجديا" بالنسبة لإيران. ويعيد الرسم البياني النقاط التي وردت في خطاب لخامنئي القاه في الثالث عشر من اغسطس الماضي ويعتبر فيه انه بعد عام من المفاوضات تبين "ان الحوار مع الاميركيين لم يخفف من عدائيتهم وكان غير مجد". واعتبر المرشد في الرسم ايضا ان الحوار مع واشنطن كان "مضرا" لايران. الا انه حرص على القول انه لا يمنع مواصلة المناقشات بين البلدين بشأن الملف النووي. ويظهر في الرسم البياني اربعة اشخاص يمثلون المفاوضين الأمريكيين وبينهم وزير الخارجية جون كيري ومساعدته ويندي شيرمان. ويقول كيري في الرسم ان "الخيار العسكري على الطاولة في حال ارادت طهران اعادة العمل ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم". كما يتهم طهران ب"دعم الارهاب وحزب الله" اللبناني. وتعتبر ايران في هذا الرسم ان "لهجة الأمريكيين باتت اكثر تشددا واكثر اهانة" مضيفة ان الولاياتالمتحدة قدمت "شروطا اضافية" تتضمن خصوصا "الحد من القدرات البالستية لايران ووقف دعم مجموعات المقاومة" ضد اسرائيل. ويعدد الرسم البياني ايضا لائحة العقوبات الأمريكية المفروضة منذ عام والتي تستهدف شركات ومصارف ومنظمات وافرادا ايرانيين واجانب اضافة الى غرامات تصل قيمتها الاجمالية الى 9،5 مليارات دولار فرضها القضاء الأمريكي. وتزامن نشر هذا الرسم البياني مع غداء عمل من المقرر ان يجمع اليوم الاربعاء وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في نيويورك بوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، لاستئناف المفاوضات على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. واعتبر احد ابرز المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي الاثنين ان "خلافات جدية" لا تزال قائمة بين الطرفين. وتتركز الخلافات بشكل خاص على حجم البرنامج النووي الايراني. من جهته أعلن الجهاز الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي أن آشتون وظريف سيلتقيان اليوم الأربعاء في نيويورك في إطار المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني وأن جلسات مفاوضات أخرى ستجري في الأيام التالية وفق "صيغ مختلفة" لدى وفد الاتحاد الأوروبي لدى الأممالمتحدة. وكان المتحدث باسم آشتون قد أعلن في مطلع سبتمبر عن بدء جلسات مفاوضات جديدة حول الملف النووي الإيراني في 18 سبتمبر على مستوى المدراء السياسيين. والتقى ظريف في الأول من سبتمبر في بروكسل، آشتون التي تقود المفاوضات باسم مجموعة الست، في إطار جولة أوروبية. وأعرب ظريف آنذاك عن "التفاؤل" حيال إمكانية توصل الطرفين إلى اتفاق قبل انتهاء المهلة المحددة من أجل ذلك في نوفمبر. وكان المفاوضون الإيرانيون والأوروبيون قد التقوا في 11 سبتمبر في فيينا لتبادل وجهات النظر. وصرح المفاوض الإيراني عباس عراقجي في ختام الاجتماع أن الخلافات بين الطرفين ما زالت "كبيرة". وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران لحيازة السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني وهو ما تنفيه طهران. وكانت مسؤولة السياسة آشتون قد ذكرت السبت أن القوى العالمية الست ستبحث سبل التوصل لاتفاق نووي شامل مع إيران على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل. ومن المتوقع أن تستمر آشتون في ترأس المفاوضات النووية مع إيران بعد ترك منصبها في الاتحاد الأوروبي نهاية أكتوبر. وجاءت تصريحات آشتون في ختام اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ميلانو الإيطالية لبحث الوضع في أوكرانيا والعراق والشرق الأوسط. ومن المقرر أن تجتمع آشتون مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بروكسل الاثنين. وبدأت المحادثات الرامية لتحجيم برنامج إيران النووي مقابل إنهاء العقوبات على طهران في فبراير الماضي ولكن المهلة التي حددتها إيران والقوى الست لإبرام اتفاق في 20 يوليو انتهت دون التوصل لاتفاق. واتفقت القوى العالمية الست وهي بريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة على تمديد المفاوضات حتى 24 نوفمبر. وتبدأ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 16 سبتمبر الجاري وهو نفس التوقيت المحدد لبدء المحادثات الخاصة ببرنامج إيران النووي.