مذهل في خطاباته، رائع في إجاباته، جمع بين الحصافة واللباقة وبلاغة الكلام والقدرة على الإقناع.. بإمكانه أن يفحم ويخرس من يحاوره أو يناقشه حتى لو كان يملك أدلة وبراهين دامغة على فشله وعبثه.. ولن أبالغ إذا قلت بأنه قادر على إقناعنا بأن (عدن) ليست ساحلية بل وأنها محافظة صحراويه .. وبمقدوره أن يقنعنا أن الأرض ليست كروية ولا تدور حول نفسها!!. هذا جزء من مناقب وزير الشباب والرياضة السيد حمود عباد الذي أذهلني ومن معي من الأصدقاء عند مشاهدتنا لآخر حوار له مع قناة خليجية على هامش زياراته لدول الخليج، بمعية رئيس اتحاد الكرة أحمد صالح العيسي.
حوار مثير تجلى فيه السيد حمود عباد بصورة واضحة، جعلت أحد الأصدقاء الذين شاهدوا ذلك الحوار بجانبي -وهو بالمناسبة غير رياضي ولا يعرف ماذا يدور في بلادنا رياضيا- يقول لي مبهورا بمنطق حمود عباد، أكيد وزارة هذا الرجل ناجحة جدا.. فضحكت وقلت: مع مرتبة الشرف!! فعاد يقول من جديد: وزير بهذه البلاغة والفطنة والكياسة والحس الوطني أكيد يملك الكفاءة والقدرة على قيادة وزارته بأعلى درجات النجاح ضحكت مرة أخرى ملء أشداقي ورددت: تعال شوف العبث على أصوله.. وزارة الشباب والرياضة في عهد السيد حمود أضحت ممسوخة مشوهة عاجزة عن القيام بدورها المناط بها.. الفساد والاختلالات والعبث يعج في طوابقها.. الخلافات الشخصية، والازدواجية والظلم والمصالح الذاتية عناوينها البارزة.
* وزارة تعج بالحيتان والديناصورات اللاهثة خلف مصالحها مليئة بالمسئولين والموظفين. (عشرين طاعش) وكيل.. معظمهم كمالة عدد، و(سفن طاعش) مدير غالبيتهم أشبه بالكومبارس، فوق الثلاثين مستشار، زينة وتحف ليس إلا!! مع أن 95% من هؤلاء المستشارين كوادر وكفاءات رياضية بمعنى الكلمة لكن عند من؟! نعم يا صدقي نقر ونعترف بأن السيد حمود عباد وزير الشباب حصيف، بليغ فطن (مقطع السمكة وديلها) كما يقول المصريون. لكن مع الأسف وزارة الشباب في عهده أصبحت (يباب) فقدت توازنها واختل نظامها وزاد فسادها.. معظم كبارها يتصارعون متى ما شاءوا ويصطلحون في الوقت الذي يريدون!!.
* الموظف الغلبان فيها لا يجد أبسط حقوقه ومعظم كبارها يلهفون اليابس والأخضر. وزيرها البليغ الحصيف بيت دائها.. يحظى بنصيب الأسد.. بدل سفرياته تتجاوز المليون، حتى لو كانت لمدة يومين على المستوى المحلي!! عيَّن ولده مستشارا لوزارته مع أنه لا يزال في (اللفة) مقارنة مع متطلبات وحجم هذا المنصب.. سبق وعين شقيقه مديرا لمكتبه من البيت، لا يحضر إلا عند استلام مكافآته التي تصل لأربعة أضعاف ما يتسلمه أكبر مستشار في الوزارة.. أضف إلى ذلك سماعنا بأن الوزير في طريقه لتعيين نجله الثاني محاسبا ماليا للجنة المالية لخليجي 20.. الله.. الله.. (فيد ومن قرح يقرح).. قهر الموظفين تعامل معهم أو لنقل مع البعض منهم بمناطقية وعنصرية وخير مثال الموظف الغلبان الجبواني باسل عوض.. وللجبواني قضية تحتاج لفتح ملف خاص نتركها لتناولة أخرى.
نصل للرجل الثاني في الوزارة (النائب) أحد شركاء انهيار الوزارة.. هذا الرجل يشهد الجميع أنه نظيف اليد، عفيف اللسان يبحث عن مصلحة الرياضة قبل مصلحته الشخصية وأشهد أنا على ذلك بحسب ما سمعته، لكن ثمة سلبيات ترافق عمله جعلته شريكا في العبث الدائر بوزارة الشباب.. أولا سلبيته وظهوره في حالة ضعف وهو القادر على تغيير وتصحيح أخطاء هو متأكد من وجودها.. قراراته في يد مستشاريه دائما لا يبت أو يقطع في أمر دون أن يرجع إليهم فأوصلوه إلى هذا الوضع.. تعامله مع الأندية برؤية غير حيادية فسرها البعض بالعنصرية، فجأة يحنق وفجأة يعود!! وهلم جرا!!
أما الوكلاء الأعزاء فماذا عسانا أن نقول عنهم، وكيل مسلوب الحقوق، يتفرج بصمت وقهر، ووكيل عند الحاجة والطلب في واجهة المدفع، ووكيل كثرت حوله علامات الاستفهام وملفات الفساد لدرجة أنها وصلت إلى فخامة الرئيس كما قيل!! ووكيل آخر كل همه السفريات لجلب المغانم...الخ. ناهيك عن المدراء والمدراء العموم الذين تحولوا إلى شقاة عند معالي الوزير..
* خلاصة القول: قلنا غيضاً من فيض عن وزارة باعوا الأصابع فيها وخلوا الجسم للديدان وقطعوها على ما يشتهي الوزان.. وعاد لو نتكلم عن صندوقها وثقوبه وإلى أين تذهب موارده الضخمة سيكون المصاب جللاً.. أقل لكم خلونا في حصافة ولباقة وبلاغة حمود عباد لأنها ستنفعنا في خليجي 20!! * مدير تحرير صحيفة "سبورت"