بعد ساعات من إدانة الرئيس الإندونيسي سوسيلو بمبانج لما أسماه حادث "التعذيب غير الطبيعي" ، كشفت مصادر مطلعة في الرياض الخميس عن قيام الشرطة السعودية باستجواب رب العمل الذي اتهمته خادمة إندونيسية بتعذيبها. وأضافت المصادر السابقة أن الخادمة سومياتي صالان "23 عاما" ترقد حاليا في حالة مستقرة في مستشفى بالمدينة المنورة. ومن جانبهم ، كشف الأطباء القائمون على علاجها أن الخادمة وصلت المستشفى وبها إصابات قطعية في الوجه وآثار حروق. وكانت سومياتي صالان ذهبت إلى السعودية قبل أربعة أشهر بحثا عن عمل ، وصرح مسئول بالسفارة الاندونيسية بأنها تعرضت لتعذيب شديد خلال الأيام الماضية . وبالرغم من عدم صدور أي تعليق من قبل السلطات السعودية حول سير التحقيقات ، إلا أن الدكتور يحيى فاضل وهو عضو بارز في مجلس الشورى السعودي أكد في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن العلاقة بين السعوديين وعمال المنازل الأجانب طبيعية ، قائلا :" ستحقق السلطات الرسمية السعودية في الأمر وسينال كل طرف جزاءه ، فليطمئن الجميع إلى أن العدالة ستأخذ مجراها". وكان الرئيس الإندونيسي سوسيلو بمبانج طالب الأربعاء بتحقيق العدالة في قضية "التعذيب غير الطبيعي" للخادمة. وأضاف الرئيس الاندونيسي أنه سيرسل فريقا للتحقيق في الحادث ، قائلا:" أصدرت تعليمات لوزارة الخارجية للتعامل مع الأمر بجدية ، لقد تعرضت سومياتي لتعذيب غير عادي وأود أن أرى العدالة تتحقق". وفي السياق ذاته ، استدعت الحكومة الاندونيسية السفير السعودي في جاكرتا الاثنين للتعبير عن استيائها من الحادث والمطالبة باتخاذ الاجراءات اللازمة. يذكر أن إحدى المحاكم السعودية كانت قضت في يونيو/ حزيران 2009 بدفع دية لأسرة خادمة اندونيسية توفيت بعد ضرب مستخدمتها السعودية المتكرر لها. وكشفت السفارة السريلانكية في الرياض في 26 أغسطس الماضي أيضا أن أطباء سريلانكيين عثروا على 23 مسمارا غرست في جسد خادمة كانت تعمل في السعودية وعادت إلى كولومبو مؤخرا . وجاء في بيان للسفارة السريلانكية " لقد تلقينا شكوى في هذا الصدد من وزارة الخارجية السريلانكية "، موضحا أن الخادمة وتدعى اريياواتي "50 عاما" اتهمت "كفيلها" السعودي بتعذيبها. وأضاف البيان أن اريياواتي ظهرت على قناة "نيوز فيرست سيراسا" السريلانكية وكشفت عن الندوب الظاهرة على جسدها حيث غرست المسامير. وقالت اريياواتي إنها كانت تخدم الكثير من الأشخاص في المنزل الذي عملت فيه. وأضافت "كان علي أن أعمل بصورة متصلة لأنني كنت أقوم بالأعمال المنزلية لكل سكان المنزل وعندما رغبت في الحصول على قسط من الراحة بسبب التعب غرسوا المسمار في جسدي عقابا لي". وتتذكر مأساتها قائلة :"كان علي أن أعمل منذ الفجر إلى الغروب وكنت أنام بصعوبة ، لقد هددوني بالقتل وإخفاء جثتي" ، موضحة أنها أعدت وثائق سفرها على نفقتها الخاصة . ووفقا للبيان أيضا ، فإن أطباء في مستشفى "كامبوريبيتيا بيز" في مقاطعة ماتارا قالوا إن المسامير قد غرست في جسد اريياواتي بواسطة مطرقة وأنها سخنت قبل أن تثقب جسدها . وكانت اريياواتي وصلت إلى السعودية في 25 مارس/ آذار الماضي بعد أن سجلت اسمها في المجلس السريلانكي للتوظيف الخارجي.