أعلن مصدر عسكري كوري جنوبي الجمعة رصد أصوات إطلاق قذائف مدفعية من قواعد في كوريا الشمالية مقابلة لجزيرة يونبيونج في البحر الأصفر، الا انها لم تصل إلى الجانب الجنوبي. ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن المصدر قوله إنه من الممكن أن تكون القذائف أطلقت خلال تدريبات عسكرية من قبل الجيش الشمالي، وأكد أن القذائف لم تسقط على جزيرة يونبيونج. من جهة أخرى، ذكرت كوريا الشمالية اليوم أنها مستعدة لتدمير مراكز القوى في كوريا الجنوبية في حالة تعرض سيادتها للتعدي ولو كان بمقدار "قيد أنملة"، مما يذكي التوتر المتصاعد بالفعل بعد أن تبادلت الدولتان قذائف المدفعية في أوائل هذا الأسبوع. وقالت اللجنة الكورية الشمالية للتوحيد السلمي للموطن "إننا سنظهر مثالا صارما وقاسيا في حال التعدي على كرامتنا وسيادتنا". ويأتي هذا الحادث بعد ساعات قليلة من اعلان كوريا الشمالية أن المناورات التي تنوي الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية إجراؤها الأحد المقبل في البحر الغربي قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية تضع المنطقة على "شفير الحرب" محملة سيول وواشنطن مسئولية هجومها الدامي على الجنوب واستعدادها للقصف مجددا. ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن بيان عسكري اصدرته القيادة الشمالية "جيش الشعب الكوري الشمالي سيعمل دون تردد لتوجيه ضربات انتقامية ثانية وثالثة إذا ما تعرض لاستفزازات من قبل قوات كوريا الجنوبية". وأضاف البيان أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أن تتفادى اللوم في القصف الأخير، ولا أحد غير أمريكا هو الذي أشعل فتيل النزاع، موجها إلى واشنطن تهم زرع بذور النزاع. يشار إلى أن للولايات المتحدة قوات عسكرية يقدر عددها ب 28.5 ألف جندي في كوريا الجنوبية. وتوجه أسطول بحري أمرسكي على رأسه حاملة الطائرة "جورج واشنطن" إلى المنطقة من أجل المشاركة في تدريبات مشتركة مع وحدات عسكرية من كوريا الجنوبية. كما قال مسئول عسكري كبير في كوريا الشمالية الخميس ان "البحر الغربي اصبح برميل بارود يبقى فيه خطر المواجهات والاشتباكات بين الشمال والجنوب قائما فقط لان الولاياتالمتحدة قامت بشكل احادي برسم الخط الفاصل غير الشرعي" بين البلدين عند انتهاء الحرب الكورية (1950-1953). واضاف "لا يمكن بالتالي للولايات المتحدة ان تتهرب من مسئوليتها في تبادل اطلاق النار الاخير". واعلن الجيش الكوري الجنوبي ان كوريا الشمالية اطلقت الثلاثاء 170 قذيفة على جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية، سقطت منها تسعون في البحر فيما نشرت ثمانون الفوضى على الجزيرة موقعة اربعة قتلى ، واعتبرت ذلك ردا على إطلاق القوات الكورية الجنوبية النار باتجاه الشمال. محادثات سداسية وفي بكين ، أعربت وزارة الخارجية الصينية عن قلقها إزاء اعتزام كوريا الجنوبية إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الولاياتالمتحدة، وذكرت أنها تواصل اتصالاتها مع واشنطن في ما يتعلق بالتوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال هونج لي المتحدث باسم الوزارة في مؤتمر صحفي إن استئناف المحادثات السداسية لإقناع بيونج يانج بالتخلي عن أسلحتها النووية أصبح له حاجة عاجلة، مضيفا أن كل الأطراف في هذا النزاع في شبه الجزيرة الكورية يجب أن تبذل مجهودا أكبر لتهدئة الوضع في المنطقة. وتجري كل من الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبية مشاورات لعقد اجتماع لوزراء الخارجية الأسبوع المقبل في واشنطن من أجل بحث التوتر الحاصل في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت يونهاب عن دبلوماسي كوري جنوبي قوله إن المحادثات ستتركز على كوريا الشمالية، وأن المشاورات وصلت إلى مرحلة تحديد الموعد النهائي لعقد اللقاء. تعزيزات سيول وأعلن مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية الخميس أن سول قررت تعزيز الترسانة العسكرية في البحر الغربي المتوتر لمكافحة أي هجمات إضافية محتملة من بيونج يانج. كما أعلن عن خطة لتعديل سياسة الجيش حول استعمال القوات ضد كوريا الشمالية في حال وقوع اشتباكات. وقال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك في اجتماع طارئ مع وزراء الأمن والاقتصاد إنه لا بد من تعزيز حالة التأهب والاستعداد لأي استفزاز آخر إضافي من قبل كوريا الشمالية، لأنه من المحتمل أن يتكرر مثل هذا الاستفزاز في أي وقت. وطلب باك أن يتم تزويد القوات على الجزر الخمس في البحر الغربي- التي تعتبر المنطقة الأكثر عرضة لهجمات كوريا الشمالية- بالأسلحة ذات مستوى عال. وقدم وزير دفاع كوريا الجنوبية الذي تعرض لانتقادات عنيفة بسبب رد سيول على قصف بيونج يانج، استقالته الخميس الى الرئيس لي ميونج باك الذي قبلها كما اعلنت الرئاسة في بيان. واوضح بيان الرئاسة ان الوزير كيم تاي يونج ابدى رغبته في الاستقالة "لتحمله المسؤولية عن سلسة الحوادث الاخيرة". وتمت تسمية المساعد الأمني الرئاسي، لي هي-ون، وزيراً للدفاع إثر قبول استقالة الوزير كيم تاي-يونج. وذكرت وكالة "يونهاب" أن الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونج باك، "اضطر إلى الانحناء للضغوط الخميس لتغيير وزير دفاعه المتهم بسوء تعامله مع الهجوم الكوري الشمالي المميت في أوائل هذا الأسبوع". دعم امريكي وأبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كوريا الجنوبية التزام واشنطن بأمنها، وتعهدت بالعمل مع سيول في الرد على القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة يونبيونج. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن كلينتون اتصلت بنظيرها الكوري الجنوبي كيم يونج هوان وعبرت عن تعازيها لضحايا القصف الكوري الشمالي. وقال كيم إن سيول سترد على الهجوم بصرامة، واصفا ما حصل بأنه متعمد ومقصود وغير مقبول. يشار إلى أن كوريا الشمالية لا تعترف بالحدود المائية الكورية المشتركة التي رسمتها الولاياتالمتحدة بعد انتهاء الحرب الكورية 1950-1953، وانتهت وفقاً لهدنة عسكرية وليس اتفاقية سلام دائمة حيث ظلت بيونج يانج تطالب بتحويل الهدنة إلى اتفاقية سلام دائمة.
