محاولات يائسة كان مصيرها جميعاً الفشل الذريع، خطط لها الطابور الخامس ومعه الحاقدون عبر وسائل الاعلام المحلية والأجنبية، فخلال ما يزيد عن عام ونصف لم تخلُ سطور صحف صفراء ومواقع إخبارية مأجورة من مهاجمة اليمن وتشويه سمعتها وصورتها على المستويين المحلي والخارجي من أجل سحب البساط عنها وحرمانها من استضافة خليجي20 الحدث الذي تحول من تظاهرة رياضية تصنع التنافس وتزرع المحبة والتسامح وتوطد العلاقات الاخوية بين شباب دول الخليج واليمن والعراق، الى زوبعة سياسية وحرب إعلامية مدفوعة الثمن شنتها ضد بلادنا وسائل إعلامية بلا هوادة خلال الفترة ولكنها في نهاية المطاف خسرت الرهان وسقطت كل أحلامها وأوهامها أمام الإصرار على ركل تلك الأبواق كركل كرة القدم في خليجي عشرين. فمع وصول كأس الدورة (20) الى اليمن، قادمةً من سلطنة عمان، انقطعت كل أوهام المرجفين وسقطت الصورة التي حاولوا رسمها في عقول السذج بعدم قدرة اليمن على توفير وإنشاء البنية التحتية اللازمة للاستضافة وتارة بعدم قدرتها على تأمين البطولة وغيرها من الترهات الحاقدة . ولكن الجهود الحثيثة والمشرفة التي بذلتها القيادة السياسية في الإعداد والتحضير لإنجاح هذه التظاهرة الرياضية المهمة، اثبتت بلادنا للجميع أنها قادرة على استضافة هذه الدورة بكل جدارة وتميز وهو ما ترجمته على أرض الواقع من خلال المنشآت الرياضية والايوائية والبنية التحية العملاقة والمجهزة بأحدث المواصفات، إضافة الى الخطط الأمنية والصحية والتنظيمية التي أشاد بها الاشقاء عبر اللجان المتخصصة التي زارت اليمن مراراً وتكراراً، وأكدت أن بلادنا قادرة على استضافة هذه الدورة وبكل ثقة.. ولكن للأسف الشديد كانت هناك أصوات نشاز تنعق بالخزعبلات والتشكيكات التي كانت ترددها عبر وسائل إعلامية مريضة والتي كانت تفندها الجهات المسئولة في اليمن أو من قبل الأشقاء . إن الحملة الإعلامية التي ظلت تضخم صغائر الأحداث ليل نهار وتشن حملةً من من التشكيكات المثبطة للمعنويات الجماهيرية تارة عن طريق التوظيف الرخيص للأعمال الارهابية وتارة عن الأخطار التي يمكن أن تعكر صفو البطولة.. وتارة أخرى عن الترويج لغياب الأمن في عدن.. هذه التداعيات جعلت اليمن تقف أمام صورة جلية وواضحة عن أنشطة مَنْ يريدون زعزعة أمن واستقرار المنطقة، إلاَّ أنه وفي نفس الوقت عرف اليمنيون أن الأشقاء يقفون الى جانبهم ويساندونهم في أحلك الظروف وأعتى المحن. وهنا يمكن ان نستحضر عدداً من تلك الرهانات الخاسرة التي كانت تروج لها بعض وسائل الاعلام وتعبر عما تكنه لليمن من ضغينة وحقد ومنها صحيفة »القبس« الكويتية التي لطالما سخرت بعض أقلامها لمهاجمة اليمن والإساءة اليه، فما تناولته الخميس الماضي نقلاً عن تقرير يزعم أنه »استخباراتي غربي قالت ان عدداً من قياديي القاعدة انتقلوا مؤخراً من إيران الى اليمن« وطبعاً تلك الاشاعات المريضة مفضوحة، وقد خرج مسؤول كويتي ينفي صحة ذلك ويصف الصحيفة بالمتخبطة وغير المتزنة، بل اتهمها بأنها تشق الوحدة الوطنية الكويتية من خلال ما تروج له من وجود قيادات وعناصر إرهابية كويتية وتعمل كذلك على الإساءة لليمن وهو ما يعتبر إساءة واستهدافاً للعلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين . طبعاً لم يكن ذلك الخبر المدفوع الثمن الذي تناولته »القبس« هو الوحيد، بل إن الصحيفة ظلت تخصص على صفحاتها اسبوعياً مواداً مختلقة تطالب فيها بنقل استضافة خليجي20 الى أية دولة خليجية أخرى تحت مبررات مختلفة، بيد أن القيادة السياسية الحكيمة في الكويت قد وجهوا صفعة قوية لذلك البوق بإعلان مساندتهم ووقوفهم الى جانب بلادنا والعمل على إنجاح خليجي عشرين . كما أن قنوات تلفزيونية كالجزيرة وفضائيات عربية رياضية أخرى كانت تحاول الاساءة لليمن وتشويه صورتها عبر ربط كل ما يحدث من قضايا بدورة كأس الخليج »20« مستخدمةً لذلك أرخص الاساليب التي تتنافى مع أخلاقيات المهنة الصحفية. ولا ننسى صحيفة »الشرق الأوسط« و»القدس العربي« وغيرهما والتي رسمت صورة سيئة في أذهان القارئ العربي الذي وصل اليوم الى اليمن لحضور ومتابعة هذه البطولة، وليتأكد أن اليمن بلد الأمن والأمان ويخرج بالصورة الإيجابية التي تؤكد فشل تلك الأبواق في النيل من اليمن أو عزلة عن اشقائه المحبين له . وفي نفس الوقت نجد أن افتتاح خليجي عشرين يكذب مزاعم تلك الأبواق الباطلة التي ظلت ترددها بوقاحة . صحيفتا »الصحوة« و»العاصمة« وبقية صحف المشترك وأتباعهم من عناصر التمرد والتخريب والإرهاب والتي ظلت مواقعها الالكترونية تروج أخباراً تسيئ الى الوطن وأمنه واستقراره عبر تلك السموم التي كانت تنفثها يومياً لتضليل الرأي العام.. لكنها فشلت وانتصر شعبنا وها هي الحقائق تفضح دجل الدجالين وإفك تلك الأبواق . وبدون شك أنه مهما حاول الحاقدون شنّ حملاتهم المسعورة إلاّ أنهم سوف يتهاوون صغاراً مهما طال الزمن أمام إرادة الشعب اليمني وعزيمته الصلبة التي يستمدها من شرع الله ومن أصالته وحضارته ووحدته وتماسكه وتعاضده ومن حكمه وحنكة قيادته السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح . فها هي بطولة خليجي20 تقام على أرض الوطن وفي ثغره الباسم عدن ومحافظة أبين وقد تحولتا الى نجمتين متلألئتين في سماء الوطن يفتحان أبوابهما على مصراعيهما للضيوف من الاخوة الخليجيين والعرب الذين رفضوا كل المشاريع الحاقدة على اليمن وأبوا إلا أن يحضروا ويشاركوا في هذه البطولة . ومع وصول بعثات المنتخبات الخليجية المشاركة في بطولة خليجي20 الى مدينة عدن والتي تبدأ اليوم 22نوفمبر وتنتهي 5 ديسمبر المقبل وسبق أن وصل مئات المشجعين الخليجيين وما يزيد عن (300) مراسل وصحفي ومصور عربي وأجنبي.. أدركت النفوس الحاقدة والمريضة أنه لا جدوى في كل ما قامت به من مواقف وأعمال سلبية تسيئ الى اليمن وشعبه العظيم الذي أسقط كل رهاناتهم المرجفة والمتآمرة بكل ما تعنيه الكلمة، وأكد على أن كل ما كان يُتناول ليس إلا ضرباً من الوهم وأضحوكة من الزيف والخداع. فقد أكدت البعثة الاعلامية الاماراتية- التي التقى بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أثناء زيارته التفقدية لفندق عدن السياحي -أنها تفاجأت بأن ما كانت تتناقله وسائل الإعلام ليس سوى دعاية وإشاعة مغرضة حاقدة، فبمجرد وصولهم الى مطار عدن ونفوسهم وقلوبهم آمنة ومستقرة لا يسودها أي شائب ومظاهر الامن والاستقرار واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ولا حقيقة مطلقاً للوهم الذي كانت تحاول بعض وسائل الاعلام رسمه في عقول الناس عن اليمن . فخامة الرئيس - حفظه الله - من جانبه أكد لتلك الوسائل الاعلامية الاماراتية ان اليمن وشعبه يرحب بإخوانه وأشقائه الخليجيين، فهم ضيوف أعزاء مكرمون في بلدهم اليمن، ولا حقيقة للدعاية والبهرجة الاعلامية التي تصورها القنوات الاجنبية عن اليمن. ذلك الشعور الذي لمسه الاخوة الخليجيون عند وصولهم اليمن أزاح كل التكهنات والتخيلات التي كانت في أذهان البعض خاصة الإعلاميين منهم الذين أدركوا أنهم كانوا بعيدين عن حقيقة الواقع الذي يعيشه اليمن وما ينقل اليهم مضخم وأكبر من حجمه.. ولاشك أن الحلة البهية التي تحلت بها ثغر اليمن الباسم عدن احتفاء بهذه المناسبة قد أكدت لهم ان بلادنا تشهد نهضة تنموية لا يوجد من يوقفها مهما كان الأمر . في ذات الإطار مثَّل وصول الفرق الرياضية المشاركة وما أدلى به رؤساء تلك البعثات من تصريحات إعلامية لوسائل الإعلام، تأكيداً قوياً على أن هذه التظاهرة الرياضية سوف تكون ناجحة ومتميزة بكل ما تعنيه الكلمة وسوف تتهاوى معها كل الأوهام السياسية والهرطقات الاعلامية السابقة كاملة . فقد أدلى رئيس البعثة الكويتية لكرة القدم الاستاذ يوسف اليتامي -عضو مجلس ادارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم -بتصريح عند وصوله اكد فيه على أن وصول المنتخب الكويتي كأول فريق خليجي يؤكد مدى الحرص الكويتي للمشاركة في هذه البطولة، معبراً عن سعادته وارتياحه بالمشاركة في هذه البطولة التي استعد لها الفريق الكويتي منذ وقت مبكر . رئيس لجنة حكام خليجي20 لكرة القدم من جانبه جمال الغندور أبدى استغرابه لما كانت تروج له بعض وسائل الاعلام عن الأوضاع في اليمن خاصة من الناحية الأمنية والتي وصلت الى حد التهويل، واصفاً ذلك بغير المبرر على الاطلاق، كما عبر الحكمان السعوديان الدوليان عبدالرحمن القحطاني وظافر المظفر عن سعادتهما بزيارة بلدهما الثاني اليمن للمشاركة في هذه البطولة التي أكدا على أن نجاحها هو نجاح لليمن بالدرجة الأولى كونها المستضيفة والمنظمة، مجددين ثقتهم في قدرة اليمن على إنجاح هذه البطولة.. أما رئيس بعثة العراق الشقيق عبدالخالق مسعود وأمين سر عام الاتحاد العراقي لكرة القدم طارق احمد امين فقد أكدا حرص بلادهما على المشاركة في هذه البطولة التي تقام في اليمن لأول مرة، موضحين أن المنتخب العراقي قد أجرى عدداً من المباريات الودية التي تستضيفها اليمن.. مبدياً ارتياحه وإعجابه للجاهزية والاستعداد والذي يعكس استقرار وأمن اليمن، بعكس ما تتناوله وسائل الاعلام، واصفاً الانجازات والنتائج التي حققتها اليمن لكي تتمكن من نيل ثقة الاتحاد الخليجي بالإنجاز الكبير والمشرف الذي لا يمكن ان يتم انجازه الا بوجود الامن والاستقرار. كذلك هو الحال للبعثة القطرية لكرة القدم التي وصلت مساء أمس الأول برئاسة الشيخ حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني- رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم- والذي أعرب عن سعادته للمشاركة في هذه البطولة، وقال: إن قطر قد دعمت وساندت اليمن في استضافة هذه البطولة إيماناً منها بقدرة اليمن على استضافة البطولة وإنجاحها بكل المقاييس . أما بعثة منتخب مملكة البحرين التي وصلت برئاسة نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة فقد أكد على أن مشاركة البحرين في هذه البطولة تعتبر فرصة للالتقاء بالأشقاء على أرض اليمن لرسم ملامح البهجة والمحبة والتآخي بين كل الاخوة في دول الخليج واليمن والعراق . رئيس البعثة السعودية لمنتخب كرة القدم الشيخ سعود بن علي العبدالعزيز أكد من جانبه في تصريح لدى وصوله مطار عدن الدولي ان المملكة قيادة وشعباً واثقة بأن اليمن قادر على تنظيم هذه الدورة بشكل متميز وناجح. ومن خلال ما جاء في كل التصريحات التي أدلى بها رؤساء البعثات الرياضية المشاركة في هذه الدورة يمكننا الجزم أن كل المحاولات الرامية الى الإساءة لبلادنا قد فشلت، وانتصرت إرادة الشعب اليمني ومكانته العريقة التي لا يمكن ان تهتز أو تتأثر بما تتناقله وسائل الاعلام أو المؤامرات الفاشلة التي تحيكها أيادي الإثم والخيانة .
