أعلنت الحكومة التونسية التونسية مقتل ثمانية أشخاص في المصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين المحتجين على ارتفاع البطالة , وقال بيان حكومي إن خمسة أشخاص قتلو وجرح ثلاثة آخرون في المصادمات ببلدة تالة بينما قتل ثلاثة آخرون في بلدة القصرين. وقال مسؤول أمني إن "الشرطة فتحت النار على المحتجين دفاعا عن النفس، وذلك بعد أن كانت الأعيرة النارية التحذيرية التي أُطلقت في الهواء قد فشلت بمنع حشد غاضب من مهاجمة المباني الحكومية". كما تفيد انباء بان الحكومة اضطرت لنشر قوات من الجيش فى المنطقة للسيطرة على الاضطرابات. وأفاد شهود عيان أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين في تالة والقصرين، وأن فتى في الثانية عشرة من العمر كان من بين القتلى، وأن مقتله تسبب باندلاع مظاهرة حاشدة في بلدة القصرين لاحقا. تالة والقصرين إن الاتحاد العام التونسي للشغل بصدد القيام بتحوُّل عظيم اليوم عبر الانضمام إلى تطلعات الشعب وإلى دعم مطالبهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية محمود بن رمضان، اقتصادي تونسي معارض وذكر الناشط في نقابة المعلمين، بلقاسم سايحي، أن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في تالة الواقعة في منطقة القصرين وسط غربي البلاد. وقد أكد صحة هذه الرواية مواطنان آخران يقطنان في نفس المنطقة، وقد تحدثا إلى وكالة الأنباء الفرنسية بشرط عدم الكشف عن هويتهما. وقال شاهد عيان آخر، وقد طلب أيضا عدم ذكر اسمه، إن اشتباكات وقعت خلال الليلة الماضية في القصرين. وذكر موظف في مستشفى في تالة طلب عدم ذكر اسمه: "استقبلنا عدة جرحى ..هناك قتيل على الأقل". وكان المئات من أعضاء الاتحاد العام التونسي للشغل قد احتشدوا في العاصمة تونس للتعبير عن حزنهم على مقتل خمسة أشخاص على الأقل كانوا قد لقوا حتفهم في التظاهرات التي اندلعت الشهر الماضي احتجاجا على تفشي البطالة في البلاد. تشهد تونس منذ الشهر الماضي احتجاجات على تفشي البطالة. إلا ان شرطة مكافحة الشغب تصدت لهم وطوقت المتظاهرين وحاولت الحؤول دون انضمام المزيد إليهم. مطالب الشعب وقال وقال عبيد البريكي، نائب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل: "نحن ندعم مطالب الشعب في سيدي بوزيد والمناطق الوسطى من البلاد". وأضاف: "إن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يمكنه إلا أن تكون مع هذه المنطقة، وتقف مع المحتاجين والمطالبين بالوظائف والعمل". وحث البريكي الحكومة على إجراء حوار مع الشباب "الساخط"، قائلا: "أمر إدانة هذه الحركة مناف للطبيعة، ومن غير الطبيعي الاستجابة تحت ضغط الرصاص". كما أصدرت النقابة أيضا بيانا طالبت فيه بإطلاق كافة المعتقلين، وبرفع الإجراءات الأمنية التي نجم عنها "محاصرة" البلدات التي شهدت الاحتجاجات. الاحتجاجات هي الأعنف منذ وصول بن علي إلى السلطة قبل 23 عاما. من جانبه، قال الاقتصادي التونسي المعارض محمود بن رمضان: "إن الاتحاد العام التونسي للشغل بصدد القيام بتحوُّل عظيم اليوم عبر الانضمام إلى تطلعات الشعب وإلى دعم مطالبهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية". "دفاع عن النفس" وقال المسؤول، الذي لم يتم الإفصاح عن اسمه: "لقد فتحت الشرطة النار بشكل مشروع للدفاع عن النفس، وهذا أدى إلى مقتل اثنين وإصابة ثمانية آخرين بجروح، بالإضافة إلى إصابة العديد من عناصر الشرطة، ثلاثة منهم بحالة خطرة". لقد فتحت الشرطة النار على المحتجين دفاعا عن النفس، وذلك بعد أن كانت الأعيرة النارية التحذيرية التي أُطلقت في الهواء قد فشلت بمنع حشد غاضب من مهاجمة المباني الحكومي مسؤول في وزارة الداخلية التونسية وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد استدعت الجمعة السفير التونسي في واشنطن لتسليمه رسالة تعبر فيها عن "القلق الأمريكي" من الطريقة التي تم بها التعامل مع الاحتجاجات الأخيرة في تونس. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة الماضي إن الولاياتالمتحدة احتجت على تعامل الحكومة التونسية مع أحداث الشغب المناهضة لها، وتدخلها المحتمل في شبكة الانترنت، والذي يتضمن التدخل في حسابات على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي". ودعا المسؤول الأمريكي الحكومة التونسية إلى حماية الحريات المدنية وإلى ضبط النفس من قبل جميع الأطراف. بطالة وقيود وكانت اشتباكات قد اندلعت الشهر الماضي بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على البطالة والقيود المفروضة على الحريات العامة في البلاد. كان المتظاهرون يعبرون عن حزنهم على مقتل 5 أشخاص في تظاهرات الشهر الماضي. وقد وصفت الاحتجاجات بأنها الأخطر منذ تولي الرئيس زين العابدين بن علي السلطة في البلاد منذ 23 عاما. وكان حادث إقدام الشاب التونسي محمد البوعزيزي على إضرام النار بنفسه الشهر الماضي، احتجاجا على معاناته من البطالة رغم حصوله على مؤهل علمي عالٍ، هو الشرارة التي تسببت باندلاع المظاهرات الاحتجاجية الواسعة في ولاية سيدي بوزيد. فقد خلَّفت تلك الاشتباكات قتيلين وعشرات الجرحى من المحتجين وقوات الأمن. "إحباط الشباب" وكان بن علي قد زار البوعزيزي في المستشفى كما استقبل عائلته بقصر قرطاج وقال إنه يتفهم إحباط الشبان العاطل عن العمل. لكنه أكَّد في الوقت نفسه أن "أعمال الشغب تضر بصورة البلاد لدى السياح والمستثمرين، وأن القانون سيطبق بحزم ضد أقلية من المتطرفين". ترفض المعارضة اتهامات الحكومة بإزكاء الاضطرابات، وتقول إن الدافع وراء الاحتجاجات هو البطالة وغلاء أسعار السلع، بما فيها المواد الغذائية. كما أقال بن علي ثلاثة وزراء في حكومته، بالإضافة إلى حاكم منطقة سيدي بوزيد، واتهم المعارضة بتصعيد المواقف وإزكاء نار الاحتجاجات. لكن المعارضة رفضت تلك الاتهامات قائلة إن الدافع وراء الاحتجاجات هو البطالة، وخصوصا بين الخريجين الذين يحملون كفاءات عالية، بالإضافة إلى غلاء أسعار السلع، بما فيها المواد الغذائية