بعد ثورة استمرت اقل من شهر في تونس ، انتصرت الإرداة الشعبية التونسية بجميع مكوناتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فرحل رئيس البلاد المتربع على الرئاسة منذ 23 عاما حكم البلاد خلالها بالظلم والقهر والاستغلال والالتصاق بالغرب ومعاداة الإسلام . فقد أثمرت انتفاضة الشاب التونسي محمد البوعزيزي، البائع التونسي المتجول بعد تخرجه من الجامعة ومصادرة بضاعته من قبل رجال الأمن في البلاد بانطلاقة انتفاضة شعبية كبرى أضطر معها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى الهروب ومغادرة مقاليد الحكم للبلاد والسلطة في آن.وكانت شرارة الثورة الشعبية التي عمت مختلف ارجاء تونس ، بمدنها وقراها وجهاتها وأحزابها ومؤسساتها اشتعلت بإحراق محمد البوعزيزي، 26 عاما، نفسه عندما أقدم على إضرام النار في جسده بعد تعرضة للذل والإهانة والضرب الشديد والبصق في وجهه ، على أيدي قوات الشرطة التونسية ، في شهر كانون الأول - ديسمبر 2010 ثم غادر الحياة الدنيا لاحقا على سرير العلاج في مستشفى "بن عروس" متأثرا بجروحه. وأفادت الأنباء التونسية أن محمد البوعزيزي، الذي لم يجد فرصة عمل بعد تخرجه من إحدى الجامعات التونسية، إضطر إلى العمل بائعاً للفواكه والخضروات، ولكنه لم يحصل على تصريح من السلطات الرسمية، مما جعله موضع ملاحقة من قبل الشرطة، في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وظل الشاب التونسي الثائر على الظلم والطغيان البوعزيزي على قيد الحياة قرابة 18 يوماً، إلا أنه أصبح "رمزاً" لمعظم خريجي الجامعات التونسية الذين لم يجدوا فرصة عمل في بلدهم، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات صاخبة، أجبرت في نهايتها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على مغادرة البلاد. فبعد خطابات رئاسية عدة لزين العابدين بن علي لتهدئة الأوضاع المشتعلة بالثورة الشعبية في البلاد ، اضطر لمغادرة القصر الرئاسي الذي عاش فيه وإدارة فة الحكم بالظلم والدكتاتورية مساء يوم الجمعة 14 كانون الثاني 2011 . ففي مساء يوم الجمعة 14 كانون الثاني الجاري ، أعلن رئيس الوزراء التونسي، محمد الغنوشي توليه منصب رئيس الجمهورية مؤقتا ، بدلاً من الرئيس الهارب المخلوع زين العابدين بن علي، الذي غادر البلاد سراً، إلى جدة بالسعودية بعدما رفضت فرنسا استقباله . وقال الغنوشي في بيان عبر التلفزيون الرسمي إنه "بموجب الفصل 56 من الدستور، فإنه في حالة إذا ما تعذر على رئيس الجمهورية ممارسة مهامه بصفة وقتية، أن يفوض سلطاته إلى الوزير الأول." وتعهد الغنوشي بالعمل، خلال فترة توليه السلطة، على "احترام الدستور، والقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تم الإعلان عنها بكل دقة، وبالتشاور مع مختلف القوى الوطنية." وبعد الإعلان رسميا عن مغادرة زين العابدين بن علي تونس ، المريض بالعديد من الأمراض الفتاكة ، بناء على مطالبات عنيفة من المتظاهرين الثائرين على النظام التونسي القمعي ، ومقتل وجرح مئات الضحايا ، إنتشرت حالة من الفوضى والسلب والنهب واستمر حظر التجول في العاصمة وبقيت المدارس والجامعات موصدة الأبواب بانتظار الوضع الجديد الذي ستسفر عنه هذه الانتفاضة الجماهيرية الكبرى .