يتحرك المجتمع الإسرائيلي منذ زمن وعلى مسمع وبصر الجميع وخارج حدود المنطقة نحو اليمين والعنصرية , بعد أن حاول راسم السياسة في الكيان الصهيوني أن يخفي ذلك لعقود متظاهراً بالوداعة والبراءة أمام "الوحوش" العرب. استفاد العدو من كل هفوة مقصودة وغير مقصودة ترتكب ضده يقوم بها العرب دون حساب بعيداً عن المدرسة السياسية المبرمجة والمدروسة بعمق وإتقان . وأدت تراكمات الماضي في إدارة الصراع إلى تغير لغير صالح القضية العادلة لشعب فلسطين المشرد واللاجئ والمطرود من أرضه التاريخية , ليصبح الغازي والمحتل والجلاد صاحب حق والضحية المقطعة الشرايين والأوصال مستهدفة بالقرارات الدولية والحروب الشرسة البشعة والإبادة المنظمة. اليوم في إسرائيل حكومة يمينية لا تخفي أهدافها وبرامجها العنصرية, وتجاهر أمام العالم بلاءات بعد أن طوعت الجزء الأكبر من العرب بقبول تلك اللاءات ومنها : لا لدولتين رغم وجود قرار أممي منذ أل- 47 الذي أجاز قيام دولة إسرائيل وأجاز أيضاً قيام دولة فلسطين, فتحقق الأول ونام الثاني حتى تاريخه, بدءاً من وصاية أردنية مروراً بوصايا متعددة حتى من الفلسطينيين أنفسهم . لا لقدس عاصمة لكيانات وكنتونات إن وجدت اسمها فلسطين, على الرغم من وجود القرارات الدولية التي تنص صراحة على ذلك . لا لعودة اللاجئين ونعم لدولة يهودية تجهز على من تبقى منهم في أرضهم التاريخية في ما يسمى بالحزام الأخضر ضمن دولة إسرائيل, ويروج في وضح النهار إلى تطبيق مبدأ التهجير " الترنسفير" من كل المسؤولين في دولة الكيان الإسرائيلي. وهكذا إلى آخر اللاءات البشعة. وهنا نتساءل ؟ ماذا فعل العرب في مواجهة كل هذا؟؟؟ ليس صعباً علينا إدراك مستقبل الموقف العربي أو جزء من العرب فهذا نتنياهو يدق باب أول عاصمة عربية ويحضر لفتح باب آخر قريباً في عاصمة أخرى. مصادفة أم فرضاً سيان !!!. النتيجة واحدة فمن هو مكبل بقيود الاتفاقات عليه أن يثبت دائماً بأنه يسير في هدى تلك الاتفاقات أمام أمريكا وصنيعتها. الشق الآخر من العرب والذي لا يخفي صداقته لأمريكا ويتحدث عن مساندته للقضية الفلسطينية, ونحن نتمنى أن يستمر بدعمه للقضية, وهنا مطلوب منه فعل الكثير من أجل إثبات ذلك أمام أمريكا وأمام العرب وشعوبه الضاغطة في هذا الاتجاه, وما لا نرغبه بعد فترة أن يقول لنا ليس بالإمكان أكثر مما كان, على الرغم من المتغيرات العميقة التي تحدث في العالم اليوم لصالح موقف وطني جاد. أما الطرف الثالث العربي والذي يعلن على الملأ عداءه لأمريكا ويدعم مقاومة توجد في صدام مباشر مع اسرائيل ويرفض علناً السياسات الإسرائيلية قديمها وحديثها , فهو بحال وفي هذا الزمن الرديء يجعله أقل تأثيراً أو قدرة على تغيير الأحداث على صعيد القوى الفاعلة في المجالين المحلي والدولي لأسباب ذاتية وموضوعية والمطلوب منه على المستوى الذاتي توحيد الصف ووضوح الرؤية والثبات على الموقف وتوسيع الجبهة الداخلية كل على حده وصولاً إلى جبهة عريضة تستوعب الجميع ويهمها مستقبل شعوبها في المنطقة وفق مفهوم الوجود, وفي الجانب الموضوعي عليه الإعداد لجولات قادمة لا زال العدو فيها أقوى حالياً عسكرياً واقتصادينا وتحالفاً على الصعيد الدولي وعدم المبالغة بالمتوفر الآن.