دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قادة الجيش المنشقين الذين أعلنوا مساندتهم لثورة الشباب "بالعودة الى جادة الصواب" ملوحا بمواجهة أي تصعيد للاحتجاجات واغلاق الباب أمام أي مبادرات أو حوار مع المعارضة لحل الأزمة. وقال الرئيس اليمني "نعلن العفو العام" على الذين ارتكبوا ما وصفه ب"الحماقة" مطالبا اياهم "بالعودة الى جادة الصواب وسوف نبرر لهم ما حدث يوم الجمعة من أحداث تدمى لها القلوب". وأضاف انهم "ارتكبوا خطأ كبيرا لان المؤسسة العسكرية مؤسسة الوطن وفوق كل الأحزاب". وحمل الرئيس اليمني الذي كان يتحدث مع قيادات أمنية وعسكرية في خطاب بثه التلفزيون الرسمي أحزاب اللقاء المشترك المعارض تبعات كل ما حدث في السابق ومستقبلا. وأضاف "لن نكون البادئين بأي شيء لكن سندافع عن الشرعية بكل الوسائل وعلى كل الأرض اليمنية" مشيرا الى رفض احزاب المعارضة اليمنية لكل مبادرات الحوار السياسي التي قدمها ومحملا اياها مسؤولية الدماء التي سالت وتسيل في اليمن. وتابع صالح "نحث المؤسسة العسكرية على التماسك والحفاظ على الامن والاستقرار والسكينة العامة مهما كلفها من ثمن" موضحا أنه "لا يمكن أن يقدم النظام السياسي رقبته الى المشنقة الا عن طريق الاجراءات الدستورية". وخاطب صالح في كلمته القيادات العسكرية "لا تنتظروا اوامر مني للقبض على مرتكبي الجرائم لأن هناك حالة طوارىء ولا تحتاج الى توجيهات أو أوامر عليا لالقاء القبض عليهم". ودعا صالح أنصاره الى التظاهر في ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء في جمعة سلام لتأييد مبادرته الأخيرة لحل الأزمة في البلاد التي اتهم المعارضة ممثلة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك بالوقوف ورائها. واتهم الرئيس صالح في خطابه أحزاب اللقاء المشترك بعمليات النهب التي طالت معسكرات بمحافظتي الجوفوشبوة كما اتهم المعارضة بمحاولة السطو على فروع البنك المركزي والمجمعات الحكومية ومحاصرتهم لفرع البنك المركزي في محافظة عمران تمهيدا للسطو عليه. كما حمل صالح أيضا اللقاء المشترك تفجير أنبوب للنفط في شبوة وتدمير محطة توليد الكهرباء في مأرب والأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد حاليا وارتفاع اسعار الدولار والمواد الغذائية. وعلق صالح على ما تلفظ به الناطق الاعلامي لأحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان قائلا"لقد سمعتم تصريحات ناطق اللقاء المشترك الحصيف صاحب اللغة الرفيعة والراقية محمد قحطان انه سيواصل الزحف يوم الجمعة ويوصل حتى غرف النوم .. هذه لغة راقية ..؟". وأردف :" وفي ضوء هذه الأعمال التخريبية من يكون المسؤول، بالطبع يكون المسؤول من يقوم بالتأجيج والتقطع لكي يحرم الناس احتياجاتهم من الغاز والنفط والكيروسين, فهؤلاء هم المسؤولين عن ذلك وما يحدث من نقص في المواد الغذائية وما يحصل من ارتفاع للاسعار وسعر الدولار يتحمله اصحاب اللقاء المشترك ، لانهم هم المسؤولين الذين اججوا الوضع في البلد" . وقال:"ما يحصل في الشارع أوجد مخاوف لدى القطاع الخاص ولدى المستثمرين مما ادى الى ارتفاع سعر العملة وكذلك ارتفاع سعر المواد الغذائية، والدولة مهمتها الحفاظ على الأمن والاستقرار وهذا ماركزنا عليه منذ انتخبنا لقيادة مسيرة التنمية في الوطن في العام 1978م ومازالت مهتنا حتى اليوم هو الحفاظ على الامن والاستقرار والسكينة العامة وايجاد تنمية حقيقية في البلد". وقال " دعوناهم للحوار ويرفضون الحوار كلما دعيناهم الى الحوار سدوا كل الابواب، تعالوا نتحاور تعالوا نبحث كيف تنتقل السلطة سلمياً وكلما حاورناهم قبلنا بالخمس النقاط ارتفع سقف المطالب قلنا تعالوا في اطار ارتفاع سقفها نتحدث معكم لايمكن باي حال من الاحوال ان السلطة والنظام السياسي ان يقدم نفسه الى المشنقة في كل الاحوال تعالوا للحوار السياسي وننتقل بالسلطة سلميا عن طريق المؤسسات الدستورية ، تتحملوا كامل المسؤولية اذا سفكت قطرة دم". وتابع " نحن نعرف ان معظم القيادات ستختبئ وتدفع بهؤلاء الشباب المغرر بهم وهم مختفيين في بيوتهم في مساكن اخرى مختفيين تماما حتى نحن نبحث عنهم عبر الهاتف لا نجدهم " ، مضيفاً " نحن ندعوا الشباب الى تقديم رؤاهم سياسيا و اجتماعيا واقتصاديا ونحن على استعداد للحوار والتفاهم معهم وعليهم ان ينشئوا لهم حزب الشباب بدلا من ان يجلسوا يسيروهم اصحاب اللقاء المشترك ، قوى سياسية رمت كل الكروت حقها لم يبقى معها اي كرت الى اين ستذهبوا بالوطن هل ستحكموا على نهر من الدماء ،تتحملوا المسؤولية". ونفى مسؤولية الدولة عن الوقوف وراء تلك الاحداث قائلا ان "الدولة مهمتها حفظ الأمن والاستقرار". وأبدى صالح استياءه من تصريحات الناطق الرسمي للقاء المشترك محمد قحطان لاحدى القنوات التلفزيونية حول "اعتزام شباب الثورة الزحف غدا الجمعة نحو القصر الرئاسي. وأشار الى أن ذلك يأتي "في اطار مسلسل التخريب والمساعي الانقلابية التي تحاول المعارضة تنفيذها وتجاوز الشرعية الدستورية" .