إن المتتبع للأزمة السياسية اليمنية المتصاعدة يوماً بعد يوم , تلك الأزمة التي لم تكن بدايتها , ثورة ما يسمى بالشباب , التي بدأت بتونس ومرورا بمصر وليبيا واليمن مرورا الى سوريا ..... الخ بل كانت بدايتها منبذ أكثر من ثلاث سنوات , كأزمة سياسية بين الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام وحلفائه , وأحزاب المعارضة المتمثلة في " اللقاء المشترك " في أزمة تهدف الى اختصار الطريق الى سدة الحكم من قبل المعارضة , وتمديد وتجديد من جانب الحزب الحاكم فقد تذرعت احزاب اللقاء المشترك " المعارض " في كيثر من الأسباب والأعذار والحجج , التي سرعان يلبيها الحزب الحاكم مثل تعديل السجل الأنتخابي وأعادة ترتيب اللجنة العليا للأنتخابات , والغاء التعديلات الدستورية , الى تقول احزاب اللقاء المشترك ان الهدف منها التمديد لفترة رئاسية ثالثة , والتي كانت محور لحرب سياسية متصاعدة حتى وصل الأتفاق الى تأجيل الأنتخابات النيابية لمدة عامين , بعد ان رأت احزاب اللقاء المشترك ان حزب المؤتمر سوف يخضوها وحيدا لكونه يمتلك أغلبية برلمانية تخوله ان ينتخب نفسه مرت اخرى , وكان الهدف من قبل حزب المؤتمر الحاكم , ان يعطي أحزاب اللقاء المشترك فترة زمنية , لعلهم يرتبوا انفسهم ويستعدوا لأنتخابات بعد نهاية فترة السنتين , وكان التأجيل تلبية لطلب أحزاب اللقاء المشترك المعارض , وما ان قضيت السنتين اتضح ان احزاب اللقاء المشترك لم تبحث عن الحل بل بحثت , على إيجاد عراقيل وذرائع جديدة , فمره تطالب بحقوق المتمردين الحوثيين , ومرة اخرى تطالب بحقوق الأنفصاليين , ومرة أخرى تتذرع بمهاترات حزبية جانبية ... الخ انتهت فترت السنتين دون ان تقوم احزاب اللقاء المشترك بأي وسائل لحل الأزمة التي تكبر يوماً بعد يوم , وكأنها كانت تدور في حلقة مفرغة , وهي تبحث عن طرق اخرى ترى انها سوف توصلها الى سدة الحكم باليمن , فأخذت في تأجيج الشارع اليمني , وكانت تتهرب من الحوار المباشر , كانت تتهرب من الحل الى التأزيم , فأتضح لحزب المؤتمر الحاكم كل شكوكه , التي تأكد بإن احزاب اللقاء المشترك , تتهرب من الانتخابات لعلمها المسبق بأنها سوف تهزم وتسقط وتخسر مكاسب كانت قد حصلت عليها في البرلما والمجالس المحلية , برغم كل ذلك التحالف المريب الغريب المتعاكس , في التركيبة والأهداف فقد اتضح انها لا تملك تلك القاعدة الشعبية ، التي تستطيع من خلالها ان تجتث الحزب الحاكم وحكومته التي تنعتها ليلا ونهاراً بالفاسده , فكلما تمسك الحزب الحاكم بالحوار , زاد تهرب احزاب المعارضه " المشترك " من الحوار , وكلما أستعد الحزب الحاكم لأجراء الانتخابات النيابية تتلكأ احزاب المعارضة وتهرب الى الامام وتختلق مشاكل وذرائع احدث , واستمرت الأزمة و الحرب الاعلامية والمكايدات الحزبية , بين الحاكم والمحكوم , ولحرص الرئيس علي عبد الله صالح على الوحدة الوطنية والشرعية الدستورية , والديمقراطية والتعددية الحزبية , فقد قطع وفند كل الذرائع التي تبنتها قناة الجزيرة نيابة عن احزاب المعارضة , مثل موضوع التعديلات الدستورية التي تقول المعارضه , انها تهدف الى التمديد , وقد استثمرة المعارضة مكايدات من قبل الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم , التي تبنا فيها جناح متشدد موضوع , التوريث والتجديد والتأبيد وقلع العداد , فقطع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كل تلك الاراجيف والأعذار واعلنها من خلال القنوات الفضائية المحلية والعربية والعالمية , قائلا لا تجديد ولا توريث ولا ترشيح , وردت احزاب المعارضة بتفجير الوضع عسكرياً في صعدة والضالع ولحج وابين من خلال دعم أعلامي ومادي للمتمردين الحوثيين والحراك الانفصالي والقاعدة , وكلما ايقن الشعب اليمني ان الحكمة اليمانية سوف تكون حاضرة , زادت أحزاب المعارضة " المشترك " في التعنت والأبتزاز السياسي , ورفع سقف المطالب المتعنتة والغير معقولة لا سياسيا ولا واقعياً , فما أن أجتاحة سياسة الفوضى الخلاقة الوطن العربي وتحديداً في المغرب العربي , وعلى وجه الخصوص في تونس التي كان هدف تلك السياسة الوحيد والمعلن هو اسقاط النظام " الرئيس " وسرعان ما لبت المعارضة اليمنية النداء وتبنت تلك الثورات أعلامياً , وما أن وصلت ثورة الفوضى الخلاقة الى اليمن الا وتغيرت اللعبة السياسية عن بكرة ابيها , فقد اوعز الحزب الاشتراكي اليمني ومعارضة الخارج الى اتباعهم ي الحراك الجنوبي الداعي الى انفصال الجنوب بان يتحولوا الى مطالبين بالتغيير , وان يلتحموا مع الشباب اليمني المعتصم في حي الجامعة وصافر بتعز , وانتهى الحراك الذي ملأ الدينا صياحاً ونحيباً , مطالباً بحقوق اهل الجنوب وانتهت مطالبهم بالاعلان جهاراً وفي كل وسائل الأعلام , بانهم يريدون الأنفصال وانهم يطالبون المحتل الشمالي الى مغادرة ارض الجنوب العربي , وسرعان ما دعى حزب الحق اتباعها من المتمردين الحوثيين في صعدة بان ينظموا الى مليشيا الحزب الأشتراكي وحزب الأصلاح في ساحة " التغريروالتقليد" بعد ان سيطروا على منصات الأعلام في الساحات " الغرير" في صنعاء وتعز , وبعد كل ما حدث في تونس ومصر لم تعد المعاضة في أحزاب اللقاء المشترك تطالب بأي من المطالب التي كانت تريدها أن تتحقق , بل لقد أعلنت أحزاب اللقاء المشترك من على منصة ساحة كانت لشباب كان يحلم بيمن ديمقراطي موحد يضمن للجميع حقوقهم , فقد أعلن أمناء تلك الأحزاب انضمامهم الى مليشياتهم في حوار مسرحي مقزز . وكلما هدأت الأزمة زادت من لهيبها قناة الجزيرة القطرية في ارهاب اعلامي ضد السلطه وحزب المؤتمر , وما ان امر الرئيس اليمني قوى الأمن والجيش بحماية المعتصمين في الساحات والميادين , حتى حدثة مجزرة رهيبة ذهب ضحيتها أكثر من خمسين شاب , قتلوا قنصاً وبدم بارد , وسرعان ما استثمرت احزاب اللقاء المشترك اومن اصبحوا شباب تغيير !! تلك الدماء الزكية وسرعان ما فند الرئيس اليمني كل تلك المزاعم وقال ان رجال الأمن صدرة اليهم الأوامر بان يكونوا منزوعي السلاح وكانت العصي هي السلاح الوحيد , وأعلن الرئيس أن الأجهزه الأمنية لديها متهمين واسلحة وأنه تم تسليم القضية بكل تفاصيلها الى النائب العالم , ولا زالت القضية الى اليوم على مكتب النائب العالم الذي اعلن عن وجود 18 متهما رئيسا فاراًمن العداله متهمين بقتل الشباب الذي اطلق عليهم الرئيس اليمني شهداء الديمقراطيه , وكلما قدم الرئيس علي عبد الله صالح تنازلات كلما رفعت احزاب المعارضة " المشترك " من سقف مطالبها وكان اخرها تنحي الرئيس , وعندما لبى الرئيس هذا المطلب بحل معقول ورضي بأن تكون هناك انتخابات أواخر هذا العام 2011 وليس نهاية العام 2013 نهاية فترته الدستورية التي انتخبه الشعب اليمني لها , صعدة المعارضه من جانبها وطالبت باستقالت أبنه وأقاربة من مناصبهم بل وطالبة بمحاكمتة وحل حزبه , وصعدت من حربها الاعلامية من خلال قناة سهيل التابعة ل حميد الأحمر , ومن خلال قناة الجزيرة التي لم تدخر جهدا , في تلبية وتنفيذ مراسلها الاصلاحي أحمد الشلفي , الذي جعل من قناة الجزيرة لسان حال المشترك , حتى أن قناة الجزيرة لجأت لموقع " اليوتيوب " أكثر من مرة , في تدخل أعلامي مريب وغريب وموجه ومعادي وغير حيادي , حتى انتحرت أعلامياً في اليمن فلم يعد يعير ما تنقله تلك القناة المشبوة اي اهتمام , وبعد ان قدم الرئيس والحكومة المبادرة تلو المبادرة كانت المعارضة تتعنت وتثير الشارع الحزبي التابع لها, من خلال ركوبها موجة الشباب , وزادت الأزمة تصعديا وخطورتا بعد ان سيطر الاخوان المسلمين على حزب الاصلاح واستطاعوا ان يميلوا اليهم حميد الأحمر وأمواله الطائلة كما استطاعوا ان يميلوا اليهم علي محسن الاحمر وفرقته الأولى مدرع , وأصبحوا يديروا جمهورية مصغره غرب صنعاء , لا يدخلها الا من هو معارض , ولا يصعد منصتها الا من هو أخوانيا أو حوثياً , واخيرا أتضحت الرؤيا والخيانة والعمالة ضد اليمن ورائسه و من خلال تسريب وثائق ويكيليكس لبرقيات تم نشرها لى صفحات " الواشطن بوست "و والتي تقول ان حميد الاحمر وعلي محسن الأحمر وعبد المجيد الزنداني , أرسلوا برقيات لدبماسي رفيع في السفارة الأمريكية في صنعاء في العام 2009 وتقول تلك البرقيات أنهم سوف يسعون الى أسقاط الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من خلال مضاهرات ونشر الفوضى , كما هو حاصل اليوم , واتضح ان اختيار المكان للأعتصام لم يكن صدفة بل لكي تكون تلك المليشيا بالقرب من معسكرات الفرقة التي سلمت منتطقتها العسكرية في صعده للحوثيين بكل ما بها , وأن صرف حميد الأحمر لملياراته ليس صدفه , بل للصرف على المعتصمين وتأجير من يريد المال , وإن انشقال وأنقلاب علي محسن الاحمر وفرقتة على الرعية الدستورية وحنثة للقسم ليس صدفة , بل مؤامرة تحاك من قبل ثلاث سنوات ضد اليمن ورئيسها وشعبها , وقد أستطاعة احزاب اللقاء المشترك , ان تصل الى مبتغاها , من خلال ركوبها لموجة ما يسمى ثورة شباب التغيير, التي حولها المشترك الى ثورة مليشيا أحزاب اللقاء المشترك والى ساحة شباب التغرير والتقليد , لقد ادخلوا اليمن في مأزق حقيقي , فقد أنقسم اهل اليمن من خلال مسيرات مليونية في جمع الوفاق والاخاء والحوار المآزرة والمؤيدة للشرعية الدستورية المتمثلة بالرئيس علي عبد الله صالح , ومئات الألاف في ما يسمى ساحات التغيير في جمع التحدي والغضب والثبات والأصرار في تجييش متعمد لاسقاط اي مبادرة أو اي بوادر للحل , وأنشقة فرقة بكاملها عن الجيش اليمني الى جانب المعتصمين وفق تنسيق وتأمر مسبق , كما فضحت ذلك وثائق ويكيليكس , وآخر المطاف اتى اهل الخليج في مبادرة متأخرة أستطاعة قطر ان تأزمها من بدايتها , وتم تلافي ذلك من قبل عقلاء الخليج , لكن المعارضه لم ترتضي للحوار , بل تشترط تنحي الرائيس المنتخب أولا , وهاهي الأزمة تراوح مكانها , بل تنزاد تأزيما ودمائا وترهيباً للشعب الذي يتمسك بالشرعية الدستورية . اليوم اذا لم يكن للعقل مكان , والحكمة اليمانية مكان لحل الأزمه بطرق سلمية ودستورية ترضي الجميع , فأن البديل المنطقي والوحيد هو الحرب الأهلية , وسوف يلعن التاريخ كل من ساهم في الوصول اليها وكل من شارك فيها , لأن الأرض الطيبة اليمن سوف تلطخ بدم أبنائها ولن يكون الرب غفور .