تميزت الذكرى ال63 ل"النكبة"، أمس، بحدث استثنائي في هضبة الجولان السورية المحتلة، عندما نجح عشرات الفلسطينيين والسوريين في اختراق خط الجبهة المسيج بالاسلاك والالغام مع العدو الاسرائيلي والوصول الى بلدة مجدل شمس السورية المحتلة وتنظيم مسيرة مشتركة ردت عليها قوات الاحتلال بحملة عسكرية ادت الى مقتل اربعة مواطنين واصابة 170 فيما طالبت دمشق المجتمع الدولي بتحميل إسرائيل كامل المسؤولية. ووقع الحدث الأبرز في مسيرات إحياء ذكرى "النكبة"، التي شملت لبنان والأراضي الفلسطينيةالمحتلة، في بلدة مجدل شمس السورية المحتلة، حيث "اختلطت الدماء السورية والفلسطينية". فالتحركات التي شهدها يوم ذكرى النكبة لهذا العام تختلف جوهريا عن سابقاتها، وأحدث ما فيها هو "موقعة الجولان" وفق ما وصفها بعض المراقبين. وتضاربت التقارير حول أعداد الشهداء الذي سقطوا برصاص قوات الاحتلال، بعد أن تمكن عشرات اللاجئين الفلسطينيين، بصحبة عدد من السوريين، من اجتياز "الحدود" والوصول إلى قرية مجدل شمس المحتلة. وقال الناشط السياسي في الجولان المحتل صلاح المغربي، في اتصال خاص مع "السفير"، "للمرة الأولى منذ 50 عاما أرى هذا المشهد. لقد هرع العشرات عبر الحدود غير مكترثين بالألغام والرصاص، يحملون العلم الفلسطيني، وهتفوا بصوت واحد الله فلسطينسوريا وبس، ومن وصل منهم إلى داخل مجدل شمس اختلط بالشبان السوريين الذين كانوا هنا، وأصبحت هناك مسيرة واحدة اختلطت فيها الدماء السورية والعربية وهتفت بصوت واحد: الشعب يريد إنهاء الاحتلال". وسارعت قوات الاحتلال إلى إغلاق قرية المجدل عقب وصول اللاجئين الفلسطينيين إليها، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة خشية تسلل الفلسطينيين نحو إسرائيل، فيما باشرت بعمليات تمشيط واسعة بحثا عن "المتسللين" إلى الجولان المحتل. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن قوات الاحتلال قتلت شخصين، وذلك فيما أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى مقتل أربعة أشخاص. وأوضحت "سانا" "استشهد اثنان، وأصيب 170 بجروح من المواطنين العرب في منطقتي عين التينة بمحافظة القنيطرة ومجدل شمس في الجولان المحتل، جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المدنيين الذين أحيوا ذكرى النكبة". ونقلت "سانا" عن مدير مستشفى الشهيد ممدوح أباظة في القنيطرة الدكتور علي كنعان قوله "إن الشهيدين اللذين وصلا إلى المستشفى هما أحمد المدني وبشار علي الشهابي من مخيم اليرموك في دمشق، وقد استشهدا جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهما بالرصاص الحي خلال مشاركتهما في إحياء ذكرى النكبة في منطقة عين التينة بمحافظة القنيطرة". وأوضح كنعان أن "المدني، وعمره 18 عاما، استشهد جراء إصابته برصاصة في القلب، بينما استشهد الشهابي، وهو في العقد الرابع من العمر، نتيجة إصابته برصاصة في الوجه". وأضاف "أصيب 32 شخصا برصاص الاحتلال، جروحهم بين الشديدة والمتوسطة، خمسة منهم بحالة خطرة". وتابع ان "84 آخرين أصيبوا بالاختناق جراء إطلاق جيش الاحتلال الغازات المسيلة للدموع". وأكد مسؤولون إسرائيليون سقوط 4 شهداء على "الجهتين الإسرائيلية والسورية" من الجولان. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان إصابة عشرات المتظاهرين القادمين من سوريا الذين دخلوا هضبة الجولان المحتلة، مقدرا عدد المشاركين في هذه التظاهرة "بالآلاف". وقالت المتحدثة باسم الجيش افيتال ليبوفيتز "انه عمل خطير جدا وعنيف يهدد امن سكان إسرائيل وينتهك أراضيها". وأضافت "النظام السوري يحاول، عبر التحريض على إسرائيل، تحويل انتباه المجتمع الدولي عن قمعه شعبه". وقال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية "هذا أمر مثير للريبة في ما يبدو، وواضح أنه تصرف من الحكومة السورية لإحداث أزمة عن عمد على الحدود لصرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية التي يواجهها النظام في الداخل". وأضاف "سوريا دولة بوليسية. الناس لا يقتربون عشوائيا من الحدود من دون موافقة النظام". وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، في بيان، "في ذكرى النكبة نستعيد المعاني والعبر التي تقدمها الأمة العربية في صنع حاضرها ومستقبلها، وإن سوريا التي وقفت دائما إلى جانب الحق العربي الفلسطيني ودعمت صموده ومقاومته من أجل استعادة حقوقه المشروعة وتحرير أرضه المغتصبة، تحيي اليوم شهداء الأمة العربية جميعا الذين ضحوا على مدى عقود بأرواحهم الطاهرة في سبيل نصرة القضية الفلسطينية". وأضاف المصدر ان "الحراك الشعبي الفلسطيني هذا اليوم ناجم عن استمرار تنكر إسرائيل قرارات الشرعية الدولية ومواصلة اغتصابها الأرض والحقوق، وتهربها من استحقاق السلام العادل والشامل". وتابع "سوريا إذ تدين بشدة الممارسات الإسرائيلية الإجرامية التي قامت بها ضد أبناء شعبنا في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان، والتي ذهب ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، فإنها تطالب المجتمع الدولي بتحميل إسرائيل كامل المسؤولية عما قامت به من ممارسات".
شاهد صور توضح أول اختراق سوري لهضبة الجولان المحتلة في يوم الذكرة ال 63 للنكبة :