حذرت افتتاحيات صحف الامارات الصادرة اليوم من حرب أهلية تدق أبواب اليمن ان لم يستطع الحكماء من ايجاد طريق يجنبه مخاطر الفوضى العارمة ..مؤكدة انه لا بديل عن حوار جاد ومسؤول بين الأطراف السياسية لمعالجة كافة القضايا التي تهم هذا البلد وتمكنه من مجابهة التحديات والأخطار . وتحت عنوان " توازن الرعب في اليمن " ..أكدت صحيفة " الخليج " ان مؤشرات المواجهة المسلحة الشاملة بين طرفي الأزمة في اليمن تتسارع على الأرض أكثر من أي وقت مضى فالأزمة لا تزال تفعل فعلها في بلد يجمع المراقبون على أنه قاب قوسين أو أدنى من دخول حرب أهلية لا تبقي وتذر إذا لم يستطع حكماء اليمن ومعهم من يحب اليمن وأهله وبصورة سريعة من إيجاد طريق يجنبه مخاطر الفوضى العارمة . وقالت الصحيفة ان الحقائق على الأرض تظهر أن حربا أهلية تدق الأبواب ومن ينظر إلى التطورات الأخيرة بخاصة المواجهات الدامية بين قوات الحرس الجمهوري والقبائل في أرحب على مشارف العاصمة وعلى مقربة من مطار صنعاء الدولي وقوات الحرس الجمهوري والمسلحين الداعمين لثورة الشباب في تعز فضلاً عن الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من شهرين في محافظة أبين مع المجاميع المسلحة وبضمنها تنظيم "القاعدة" يستطيع أن يدرك حجم الخطر الذي يداهم البلاد والعباد . وأوضحت ان الأزمة القائمة في البلاد منذ أشهر صنعت أزمات مركبة شملت مناحي الحياة كافة وفي وقت كان العالم ينظر فيه بإعجاب إلى الثورة السلمية التي رسمها الشباب في ساحات التغيير والحرية فإن المخاوف من تحول الثورة السلمية إلى مواجهات مسلحة تطرق كل بقعة من أراضي اليمن تبدو مبررة فالنظام لا يزال يراهن على القوة العسكرية لمعالجة الأزمة السياسية وعوضاً عن اللجوء إلى معالجة الأزمات بالحوار الجدي لا المداهنة اختار أسهل الطرق والمتمثل ب "المطرقة العسكرية والأمنية" ودفع بخصومه إلى استسهال الحل نفسه بل وتجريبه . وتساءلت " هل يمكن أن يقود "توازن الرعب" إلى حرب شاملة خاصة إذا ما عرفنا أن القبائل تتكئ على دعم قوات منسلخة من الجيش بزعامة اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع وصاحب الذراع الطويلة في المحطات المهمة في تاريخ حكم الرئيس علي عبدالله صالح .. وهل يمكن أن يقاتل "نصف الجيش" نصفه الآخر. وقالت " الخليج " في اختتام افتتاحيتها إن سؤالا كهذا يمكن الإجابة عنه ب "نعم" فتوازن الرعب يمكنه أن يكون عاملاً من عوامل "فرملة" الأزمة وإبقائها تراوح مكانها أو جر البلاد إلى حرب أهلية شاملة تلتهم الأخضر واليابس وتقضي على ما تبقى من آمال لليمنيين في يمن موحد ومستقر خاصة في ظل غياب تحرك فاعل داخلي وخارجي لتنفيذ المبادرة الخليجية التي لا تزال تشكل طوق النجاة لخروج اليمن من الأزمات والتحديات التي تواجهه وتهدد حاضره ومستقبله . من ناحيتها أكدت صحيفة " البيان " انه لا بديل عن الحوار لإعادة صلة الأخوة والتماسك والتلاحم التي تقوي وتعزز قدرة اليمن على مواجهة الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والديمقراطية والتنموية . وقالت الصحيفة تحت عنوان " لا بديل عن الحوار " انه بالرغم من الانقسام الحاصل ما من أحد في اليمن شرقه وغربه شماله وجنوبه يريد استمرار تردي الحال الذي ننغمس فيه حتى الركب في هذا البلد فاستمرار حالة الفوضى والجمود السياسي السلبي وغير المسؤول في اليمن سيفتح الكثير من المخاطر التي تدخل اليمن في صراعات خطرة وتجعل من الفراغ الدستوري والسياسي حجة للتدخل في كثير من القرارات المصيرية لليمن. ونوهت الى ان المؤشرات الدولية والإقليمية والمطالبات اليمنية الداخلية تصبّ في محصلتها في مصلحة إحياء المبادرة الخليجية والبدء الفوري بتطبيقها مع إعلان جميع القوى الفاعلة في الساحة السياسية من أحزاب وقبائل وشباب معتصمين وقيادات عسكرية عن العمل جنباً إلى جنب من أجل تشكيل مجلس انتقالي يتسلم السلطة ويملأ الفراغ السياسي ويوفر الحماية لأرواح المدنيين فضلاً عن مرافق الدولة والممتلكات العامة والخاصة وإيجاد حلول ملائمة لحماية اليمن من الانزلاق في حرب أهلية تتوافق عوامل كثيرة على نضج احتمالاتها . وأكدت ان الحوار الجاد والمسؤول بين الأطراف السياسية هو المسار الحضاري لمعالجة كافة القضايا التي تهم اليمن وتمكنه من مجابهة التحديات والأخطار والانتصار عليها ..مشددة على انه لا بديل عن الحوار الذي ينطلق من الثوابت الوطنية والدستور فهو الوسيلة الحضارية التي تتبعها كل الشعوب الحرة والحية لتحقيق الإصلاح والتغيير نحو الأفضل. وقالت " البيان " في ختام افتتاحيتها .." ثمة كثيرون اليوم ينتظرون من قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية اليمنية أن يستفيدوا من شهر الصيام وروحانيته لبدء مرحلة جديدة يتكاتف فيها الجميع من أجل بناء اليمن الجديد وإخراج هذا البلد الأصيل من محنته " .