كانت ومازالت القبيلة في اليمن تمثل اللبنة الأساسية والمكون الأهم للمجتمع اليمني منذ الأزل وحتى يومنا هذا ,,, فقد أثبتت خلال كل أزمة وكل فترة وكل لحظة أنها المسيرة لليمن وأبناء اليمن ,,, وأصبحت في أحيان كثيرة الخلل والحلول تأتي منها وإليها فلا قدرة للدولة التخلي عنها ولا قدرة القبيلة الاستقلالية من الدولة ,,, وبسبب القبيلة مازالت اليمن من الدولة القليلة في العالم التي ما زال أفرادها يحتفظون بأصولهم تحت ظلال الأسرة والمجتمع المتماسك على أساس مجتمعي قبلي قوي وكل رعاياها مميزون وكل أسرها وأفرادها يعرف إلى أي جهة ينتمي وإلى أي عائلة وإلى أي قبيلة ومنطقة جغرافية ,,, وشيخ القبيلة هو المسيطر على قبيلته (وراثيا أو إجماعا ) وهو المسير لها ومحدد مسارها واتجاهاتها وفي عدة أوقات صلة الوصل بين الفرد والدولة ومن بيده معظم الأوقات الحل والعقد وحلول معظم مشاكل القبيلة نفسها أو مشاكلها مع قبائل أخرى خاصة في مجتمع يمني مازال الطابع الأصلي المتحفظ والتقليدي يحكم على معظم أجزاء اليمن حتى معظم أفراد القبيلة والمتمدنين والمتعلمين والمتحضرين والمبتعدين كثيرا على القبيلة وقوانينها وظروفها وأجواءها يرجعون إليها من وقت إلى آخر سواء في أفراحهم الاجتماعية أو السنوية وفي حالات في حل بعض المشاكل المتعلقة والتي قد تطول في دهاليز الدولة وحبالها الطويلة ,,,ولأن هناك لكل شيء ولأن هناك لكل شيء جوانب سلبية فهناك لها جوانب إيجابية ولا يستطيع أي إنسان يمني أن ينكر فضل القبيلة ومكوناتها على الدولة اليمنية واستقرارها ودعمها ولعل الأحداث الأخيرة توضح لنا هذه الفوائد والتي تكسرت أمام القبيلة ومكوناتها كل أنواع وأصناف المؤامرات الخارجية كانت أو الداخلية ,,, أما جوانبها السلبية المتعددة والتي يربطها معظم السياسيين والاجتماعيين أنها أكبر مشكلة قد تعيق تأسيس دولة مدنية متحضرة مبنية على أسس الحرية والديمقراطية ومنها أيضا تجمع أفراد القبيلة خلف شيخها على الحق والباطل على حد سواء وسعي بعضهم لأخذ حقه المنتهك من أفراد آخرين دون اللجوء للدولة والقانون وغير ذلك من مشاكل وسلبيات ترتبط مع القبيلة لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفالها وإهمالها ,,, ولأن القبيلة في اليمن هي الدولة والدولة هي القبيلة وحكام ووزراء وقادة اليمن كلهم من أصل القبيلة ومنها وإليها يرجعون دائما وأبدا ,,, ولأنه من المستحيل أن يتم اجتثاث مسمى القبيلة وتأثيرها من مجتمع محافظ ومتماسك ومترابط وتأسيس المدنية المطلقة منها ,,, ومن هذه المنطلقات والمسلمات التي نتعايش معها فعندما نعجز عن كبح الجماح فعلينا أن ندعم ونوجه توجيه سليم ونستفيد من الإيجابيات وسنحاول أن نخفف من حدة السلبيات ولعل أهم فكرة قد يمكن أن تطرح وتدرس وتوضع على طاولة أصحاب القرار في اليمن فكرة (إنشاء مجلس يمني خاص بمشايخ اليمن ) أسوة بمجلس الشورى في اليمن يكون مجلس رسمي له لائحة داخلية وقانون عام منبثق من القانون والدستور اليمني وله واجبات عدة يتم انتخاب رئيس خاص به من بين الأعضاء وتمثل كل قبيلة بعضو أو عدد أعضاء وفقا لحجم القبيلة (مساحة وسكانا) أسوة بالدوائر الانتخابية في اليمن ,,, لأننا بهذه الخطوة سنجمع جميع مشايخ اليمن تحت قبة واحدة وفي مكان واحدة ونجلس معهم ونستمع منهم ويستمعون منا وكل قبيلة تضع مقترحها ورؤيتها للبناء والتنمية والازدهار والتطور وستكون كل قبيلة ملزمة إلزاما قانونيا ودستوريا وأخلاقيا ومجلسيا ووظيفيا أن تؤمن محيطها وما يحتوي محيطها من خدمات أساسية للوطن والمواطن ولن يكون هناك تضارب بينهم وبين ما يسمى (المجالس المحلية) لأن هناك قانون يحدد اختصاصات كل جانب بل أن القبيلة ستساند المجالس المحلية للقيام بواجبها وسيكون هذا المجلس له عدة قرارات ستكون ذات أهمية عند حدوث إختلالات أمنية أو تمرد أو إحداث خلخلة من بعض الأفراد المنتمون إلى مناطق قبلية بعيدة عن مراكز المدن وسيسعى هذا المجلس لحل كل الخلافات التي قد تؤدي في أحيانا كثيرة إلى مواجهات عسكرية بين الدولة وبعض المناطق أسوة بالذي حدث في شمال الشمال اليمني أو في بعض مناطق جنوب اليمن ,,, وسينبثق من هذا المجلس مستشارين للرئاسة في شئون القبايل واهتماماتهم وما يمكن أن يقدموه للدولة وما يمكن للدولة أن تقدمه لهم ,,, فهذا المجلس سيأتي بجميع شيوخ اليمن إلى غرفة واحدة تستطيع الدولة والحكومة أن تتحاور معهم وتتناقش في أمور عدة بعيد كل البعد عن التحدث والتكلم والتخاطب مع شخص أو فئة معينة دون غيرها ولن يتم إجهاض قدرات وحقوق وأفكار عدد منهم خاصة وأن معظم هؤلاء الشيوخ والأعيان متعلمون وأبنائهم أيضا فسيكونون من خلال هذا المجلس عونا للدولة لا عبئا عليها فهذه حالة يمنية مفادها أن اليمن أساسها القبيلة ولن تستطيع أي قوة أن تجتث هذا الحال فلماذا لا نتكاتف مع بعض ونستفيد منها ونوجهها توجيه سليم وبناء وتنموي وأمني واجتماعي لأننا من دون هذا المجلس سنستمر في حالة صراع دائم بين الدولة والقبيلة ولن يكون هناك نصر لأحدهم على الآخر مهما أستمر الصراع وطال فالدولة تتكون من أفراد القبيلة التي تتكون منها القبيلة والتي هي أساس الدولة ,,, أتمنى أن يجد هذا المقترح أذان صاغية وقلوب واعية وعقول فاهمة وتنفيذ سريع خاصة ونحن في أمس الحاجة للقبيلة في هذه الظروف وما بعد الظروف.