أكد ناشطون حقوقيون أن خمسة مغاربة أقدموا على إضرام النار في أنفسهم الخميس في العاصمة الرباط احتجاجا على عدم توفر العمل، وذلك في إطار الإحتجاجات التي ما زالت تعيشها المغرب منذ أيام. ونقلت وكال “أسوشيتد برس” عن المصادر قولها إن الضحايا ينتمون إلى جمعية لحاملي الشهادات، الذين شرعوا في الفترة الأخيرة في تنظيم تظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد للمطالبة بمناصب عمل وتحسين ظروفهم المعيشية. وأكد يوسف الريسوني عضو جمعية حقوق الإنسان المغربية أن أكثر من 160 من المحتجين اعتصموا منذ أسبوعين داخل مبنى لوزارة التعليم العالي في الرباط بهدف الضغط على الحكومة لتوفير العمل، مشيرة إلى أن قوات الأمن منعت المتعاطفين مع المحتجين من إدخال الغذاء إلى المحتجين. وأضاف المتحدث في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” أن خمسة من المعتصمين توجهوا إلى خارج المبنى للحصول على الأكل، وهددوا بإحراق أنفسهم إذا منعتهم قوات الأمن من الدخول ثانية إلى المبنى وأوضح الحقوقي المغربي أن شابين ممن أحرقوا أنفسهم هما في حالة حرجة، فيما نقل اثنين آخرين إلى المستشفى، أما الشاب الخامس فلم يصب بآثار بليغة. وتأتي هذه الحادثة في الوقت الذي تصاعدت فيه في الأسابيع الماضية حدة الإحتجاجات في عدد من المدن المغربية للضغط على الحكومة الجديدة لتوفير مناصب عمل جديدة، في ظل ارتفاع لنسبة البطالة التي تقول الحكومة المغربية إنها بلغت 9.1 بالمائة، بينما تصل إلى 16 بالمائة في أوساط حاملي الشهادات، في حين تبلغ 31.4 بالمائة وسط الشباب الذين تقل أعمارهم عن 34 سنة. وعود لخفض البطالة وفي سياق متصل وعد رئيس الحكومة المغربية الجديد عبد الإله بن كيران الخميس بتحقيق نمو اقتصادي يصل إلى 5.5 بالمائة وخفض نسبتي البطالة والتضخم خلال ولايته الممتدة إلى غاية 2016. وقال بن كيران خلال عرضه برنامج حكومته أمام البرلمان إن البرنامج “يهدف إلى تحقيق نسبة نمو بمعدل 5.5 بالمائة وحتواء التضخم في مستوى 2 بالمائة وكذا خفض البطالة إلى 8 بالمائة” خلال السنوات القادمة. وقد جاءت تصريحات رئيس الحكومة المغربية بعد 16 يوما من إعلان تشكيلة حكومته، وهي الفترة التي عرفت جملة من الإحتجاجات المطالبة بتحسين ظروف المعيشة وتمكينهم من مناصب شغل. ومن جانب آخر وعد بن كيران في خطابه “بتعزيز اللغتين العربية والأمازيغية في إطار يضمن الوحدة والتنوع”.