نحو السلام في اليمن تشكل عودة المعارك على الساحة اليمنية بعد هدنة لم تستمر سوى أيام معدودة منعطفا جديدا يدعو إلى ضرورة البحث عن حلول للمشكلة التي صارت تتأزم أكثر، ويجب إنهاؤها بسرعة. وانهيار الاتفاق الذي عقد قبل أيام يشير إلى أن المسألة يفترض أن يتم التعامل معها بأهمية كبيرة، فأمن اليمن لا ينفصل عن أمن المنطقة كلها.. ووحدة اليمن واستقراره من الأمور التي يحرص عليها الجميع، ومن هنا فلا بد من دعم الجهود الرامية إلى إحلال السلام، وبالتالي يتحتم على الأطراف المتنازعة أن تتعاون مع لجنة الوساطة التي تعمل حاليا من أجل تهدئة النزاع وتحاول أن تعيد أطرافه إلى الهدنة التي عقدت حتى وإن كانت قصيرة، فالحوار خلالها قد يؤدي إلى مخرج من المأزق. وحين تقول اللجنة اليمنية الأمنية العليا في بيان لها إن الهجوم كان الخيار الأخير بعد رفض المتمردين الاستجابة لدعوة السلام التي وجهتها الحكومة، وتقول إن الحكومة أمرت الجيش بشن الهجوم لحماية المواطنين بما يتسق مع مسؤوليتها الدستورية، وحين يشير المكتب الإعلامي لعبدالملك الحوثي في بيان إلى أن الحوثيين مستعدون للقوات "وستكون خسائرهم هذه المرة أكبر من خسائر الحروب السابقة"، فإن ذلك كله يعني أن الأزمة تتفاقم، مما يدعو إلى أهمية السعي للتهدئة والعمل على إعادة الأمن إلى المكان الذي أرهقته الأزمات. اليمن وأهله جزء لا ينفصل عن المنطقة العربية، واستقراره هو استقرار للعرب، وانتهاء المشكلة فيه يعني تخلص العرب من إحدى مشكلاتهم والتفرغ لقضاياهم الأخرى الهامة في التنمية والاهتمام بالإنسان والاتجاه نحو تلبية متطلباته بدل مشاهد الحرب التي لا تسر أحدا، فازدياد تأزم الأمور في أي مكان واشتعال الحرب وغرس الدمار تعني عرقلة مشروعات التنمية التي كانت قد بدأت، وتعني العودة إلى الوراء عشرات السنين، كذلك فالحرب تؤدي إلى الاحتقان وزرع الأحقاد والبحث عن الانتقام.. وكل هذا لا يقود إلى مستقبل آمن، لذا فلا بد من إعادة التفكير في المشكلة القائمة في اليمن ودراسة أسبابها والبحث عن جذورها لعل ذلك يقدم مخرجا وحلولا ترضي الجميع من أجل يمن سعيد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.