ليبيا المستقبل/ درنة/ من إبراهيم العجيل: لا يمر يوم في مدينة درنة دون تفجير أو قتل أو محاولة قتل أو اغتيال ولا تصحو المدينة إلا على أخبار وجود جثة ملقاة هنا أو هناك كان آخرها جثة وجدت بمدخل المدينة وآخر هذه التفجيرات كان صباح اليوم بالمركز العالي للمهن الشاملة الموجود بشيحا، الأمر الذي جعل الأهالي تعلن أن السيل بلغ الزبى فتعد العدة لطرد كافة الكتائب المشبوهة وكل من يهدد أمن المدينة. وفي تظافر هو الأول من نوعه في المدينة اجتمعت جل مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية مدعومة بالأهالي لتبدئ اعتصاما مفتوحا ضد التطرف الديني وضد ما أسموه "مخطط القاعدة" وهم عاقدون العزم وبكل قوة على التحرك باتجاه هذه الكتائب المتطرفة الموجودة في مدخل المدينة الغربي لإجلائها وإجبارها على مغاردة المدينة التي أحالت العيش فيها إلى جحيم. وفي وقت سابق وفي اتصال هاتفي مع قناة ليبيا الحرة وضح الناشط السياسي منصور الحصادي العديد من تفاصيل المعاناة التي تمر بها المدينة من حيث انعدام الأمن وخوف المواطن المستمر وقال عبد الفتاح بورواق الشلوي أيضا في مكالمة مع إحدى القنوات مستنكرا غياب الإعلام الكلي وعدم متابعته للأحداث التي تجري في درنة. وفي حديثنا مع ع.س.أ والذي رفض عن كشف اسمه خوفا من بطش هذه الجماعات المتطرفة قال أنهم لن ينثنوا عن تحركهم وأنهم مواصلون عملهم وأنه يقود الآن حملة شعبية واسعة لكسر جدار الخوف ضد الكتائب المتطرفة واستنكر وبشدة التهميش الإعلامي الممارس على الأحداث في مدينة درنة متسائلا : أليست درنة داخل ليبيا؟ هذا ويبدو للعيان وبشكل واضح أن علم القاعدة يرفرف فوق معسكر تلك الكتائب المتطرفة ولا ترعوي في إظهاره ونشره متمركزين في غابة كان يستعملها الأهالي متنفسا لهم ولعائلاتهم لتصير الآن معسكرا لهم ومكانا لضم المتطرفين فكريا وعسكريا. يذكر أن مدينة درنة وطوال الشهور الماضية شهدت العديد من عمليات التصفية الجسدية المباشرة للعديد من الشخصيات "الاغتيال" دون سبب ودون عرض على القضاء وصل الأمر لحرق وجه امرأة بدعوى أنها متبرجة إقامة للحد أو اغتيال رجل الأمن الشريف محمد الحاسي رئيس اللجنة الأمنية العليا بدرنة الذي كان مثالا للشرف والنزاهة والوطنية، الأمر الذي جعل الكثير من المراقبين والمحللين يصفون مدينة درنة بقندهار ليبيا.