قالت مصادر سياسية مطلعة أن ضغوطا كبيرة مارسها حزب الإصلاح الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن ومراكز نفوذه العسكرية والقبلية ضد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان لإثنائه عن حضور اجتماع لجنة الاتصال للحوار الوطني -التي يمثل احد أعضائها الثمانية -والمنعقد أمس برئاسة عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ، تدشينا لمهامها بعد أسبوع من صدور مرسوم رئاسي بتشكيلها. وبحسب مصادر "الوطن" فقد رفض الدكتور ياسين نعمان ألامين العام للحزب الاشتراكي –احد ابرز أحزاب المشترك- تلك الضغوط ، وحضر الاجتماع الذي عقد بقوام سبعة من ثمانية ، فيما تغيب الأمين العام لحزب الإصلاح عبد الوهاب الانسي . وذكرت تقارير صحفية لحزب الإصلاح –اكبر أحزاب المشترك المترئسة لحكومة الوفاق والمتقاسمة مع حزب المؤتمر نصف حقائبها الوزارية بموجب مخرجات التسوية الخليجية والية تنفيذها- أن سبب غياب عبد الوهاب الانسي عن اجتماع الأمس الذي يعد الأول للجنة منذ إعلان تشكيلتها، مرده اعتراض قيادات الإصلاح على قائمة أعضاء اللجنة التي أعلنت بقرار جمهوري ، معتبرة أن أغلبية تشكيلتها من حزب المؤتمر الشعبي العام، كما أن الاتفاق مع الرئيس هادي كان يقضي أيضا بتشكيل هيئة استشارية له وليس مستشارين سياسيين كما جاء في القرار الثاني بجانب لجنة الاتصال. وأشارت تلك التقارير يوم الأحد إلى أن قيادات الإصلاح السياسية والدينية والقبلية والعسكرية اعتبرت أن قرارات الرئيس هادي المتمثلة في تشكيل لجنة الاتصال أو في قرارات التعيينات العسكرية والمدنية تعيد انتاج النظام السابق. ووجهوا انتقادات للرئيس هادي ،معتبرين أن تلك التعيينات يتم فيها تهميش القوى الوطنية والثورية والتركيز فقط على الموالين للرئيس هادي أو بقايا عائلة صالح. ورأت مصادر سياسية في غياب أمين عام حزب الإصلاح عن اجتماع أعضاء لجنة الاتصال بالرئيس هادي ، بجانب تسريبات الانتقادات والهجوم والتحريض ضد الأخير ، بأنه يكشف أن الإصلاح ومراكز قواه المتطرفة هي من تقف خلف حملة إشعال الخلافات حول لجنة الاتصال والتحريض ضدها ورفض قرار تشكيلها من بعض القوى لإجهاضها مع حملة تنال من الرئيس عبدربه منصور هادي منذ أسبوع. وكان الرئيس هادي أصدر الأحد 6 مايو 2012م قرارا بتشكيل لجنة الاتصال المكونة من: د. عبدالكريم الارياني، الأستاذ عبدالوهاب أحمد الآنسي، الدكتور ياسين سعيد نعمان، الأستاذ جعفر سعيد باصالح، اللواء حسين محمد عرب، اللواء عبدالقادر علي هلال، المحامية راقية عبدالقادر حميدان، نادية عبدالعزيز السقاف. كما أصدر بجانبه قرارا رقم (12) لسنة 2012م بتعيين أربعة مستشارين هم الدكتور عبدالكريم الإرياني وعبدالوهاب الآنسي وياسين سعيد نعمان وعبدالله أحمد غانم. وفقا لما جاء في القرار الرئاسي. واستقبل الرئيس هادي أمس السبت أعضاء لجنة الاتصال -بغياب واحد هو الانسي -لمناقشة طبيعة مهام اللجنة والمتمثلة بالتواصل مع جميع المكونات السياسية والمجتمعية والثقافية من القوى الغير موقعة على المبادرة السياسية الخليجية واليتها التنفيذية. وأكد هادي أن اللجنة تمثل نقلة نوعية في مسار تنفيذ التسوية السياسية التاريخية في اليمن والمرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014. وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية سبأ. ونوه هادي إلى أن لجنة الاتصال تعتبر هيئة تابعة لرئيس الجمهورية بمهام محددة من حيث التحضير لتشكيل اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الذي سيشارك فيه كافة المكونات الاجتماعية والسياسية والثقافية دون استثناء أحد من المهرة وحتى صعدة. حسب تعبيره. وكان التنظيم الناصري وهو أحد مكونات المشترك أعلن قبل أيام رسميا رفض قرار هادي حول تشكيل لجنة الاتصال للحوار الوطني، واعتبر أنه في حل من القرار بسبب ما وصفه الإقصاء، حيث استأثر حزبي الإصلاح الإسلامي والاشتراكي اليمني بالتعيينات في اللجنة كممثلين عن المشترك، وتجاهل بقية الأحزاب الأربعة في التكتل-حسب مسئول بالحزب. وقال التنظيم الوحدوي الناصري أن "الاجراءت التنفيذية التي تمت بما فيها القرارات ذات العلاقة بالحوار الوطني تؤكد أن هناك مؤشرات الاستحواذ وممارسة الإقصاء والتهميش لشركاء النضال الوطني ولا يعبر عن الشراكة الوطنية في هذه المرحلة". ومن المقرر أن تبدأ اللجنة أول اجتماعاتها اليوم الأحد. فيما قال مراقبون أن قرارات الرئيس هادي المتمثلة في تشكيل اللجنة أو في قرارات التعيينات العسكرية والمدنية تعيد انتاج النظام السابق. ووجهوا انتقادات للرئيس هادي معتبرين أن تلك التعيينات يتم فيها تهميش القوى الوطنية والثورية والتركيز فقط على الموالين للرئيس هادي أو بقايا عائلة صالح وتسبب قرار هادي بتشكيل لجنة الاتصال في إشعال خلافات شديدة بين مكونات «اللقاء المشترك» الذي يتقاسم الحكم مع حزب المؤتمر بمخرجات التسوية الخليجية.
