لا أخفيكم سرا ,,, فقد وصلتني عشرات الرسائل التي تهاجمني مباشرة من جميع الجهات على إثر مقالي السابق المعنون بنفس العنوان أعلاه الجزء الأول ,,, وللأسف لم أجد في هذه العشرات رسالة واحدة تدحض بالحوار أو بالبينات أو بالأفكار أو بالدلائل كلما نشرته أو ذكرته في المقال من أوجه التقارب بين الإخوان وإخوانهم اليهود ,,, بل كلها عبارات ربما تعود لأشخاص مراهقين أو حديثي الانضمام لهذه الجماعة وتقودهم العاطفة والاندفاع النفسي كما تقود الانتحاريين من نفس الطائفة الذين يفجرون أنفسهم في سبيل "الحور العين" من أجل ذلك سأستمر في نشر أوجه التقارب بين الطائفتين ليعلم الجميع أي خطر يتهدده أو يحاط به ليتم اتقائهم ,,, فالوقاية خير من الثورات وخير من الخراب وخير من الدمار ,,, 1. اليهود والإخوان وإدعائهم بأنهم أحباء الله وأولياءه :- (({وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ }المائدة18,,, فاليهود يرون أن الأرض لهم وأنهم أسيادها وجميع البشر عبيدا لهم وبأن الله لن يعذب عاصيهم إلا أياما معدودة وغير ذلك من أفكار يتم تسيير شعوبهم بها لينالوا مجد وحكم العالم على ظهور هؤلاء المغرر بهم ,,, وعندما نأتي إلى طائفة في الدين الإسلامي أطلقت على نفسها "الإخوان المسلمون" كمسمى وليس كمنهاج أو فعل ,, نجدهم لا يقلون فكرا ومنهاجا عن اليهود في هذه الرؤية ,,, فهم يرون أنهم فقط ومن الطوائف الإسلامية الباقية هم أولياء الله في الأرض وبأنهم على الحق وغيرهم على الباطل حتى وصل الأمر بمرجعيتهم في الفكر الإرهابي "سيد قطب" أن وصفنا جميعا – عدا هم بطبيعة الحال – بأننا جاهلية أشد وأضل من الجاهلية الأولى "ويقصد بالجاهلية الأولى جاهلية ما قبل الإسلام" ووصف أصنامنا التي نعبدها بأنها في مخيلتنا . 2. العقلية الواحدة في مسألة الإتباع والابتداع :- (( عندما يكون العدو خارج عن إطار الجماعة اليهودية أو الإخوانية تجد هذه الطوائف تمتلك عقول أقرب ما تكون إلى العقول الاشتراكية والتي تنتهج مصدر واحد للفكر والرؤية والتعامل مع الآخر ,,, فتجدهم جميعا يتبعون إتباعا أعمى لكل ما يصدر إليهم من قرارات وتوجيها من الكهنوت "اليهود" أو المرشد "الإخوان" فينفذون الأوامر دون نقاش أو حوار حتى لو لزم الأمر لإحراق مدن مأهولة بالموحدين "اليهود" أو تفجيرات وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة "الإخوانية" وعندما تتحاور مع يهودي في أمريكا أو يهودي في روسيا تجد أفكارهم ضد الآخر متطابقة ,,, ونفس العقلية تجدها عند إخوان مصر أو اليمن أو غيرهم ,,, ومن هنا جاءت رؤية تعطيل العقل والفكر والتي وصفهم الله جل وعلا {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179 3. رؤيتهم لموضوع الجنة هم مخولين بتوزيع أراضيها :- (( الجنة ,,, الحياة الأبدية ,,, صكوك الغفران ,,, الحور العين ,,, أراضيها الواسعة الممتدة ,,, وغير ذلك أمنيات يمنون بها أتباعهم ويحمسوهم بها ,,, رغم أن الإخوانية يتفوقون على اليهود في هذه الجزئية كونهم يتعاملون مع دين إسلامي حق وآخر الأديان ومعتنقوه هم على الطريق السليم بيد أن اليهود أحبوا لدنيا حبا جما ,,, فأصبحت هذه الرؤية فعالة بدرجة أكبر عند الإخوان أكثر من اليهود ,,, فالفرد الإخواني لا يذهب ليفجر نفسه في وسط الآمنين المسالمين إلا وفي جيبه صك غفران من مرشده أو قائده مكتوب فيها أن هناك70 حور عين منتظرات له في الجنة والذي يحول بينه وبينهن ثواني معدودة ما بين الضغط على زر التفجير ونزوح الروح ,,, وهكذا هي أفكارهم ,,, ومنها استنبطوا الرؤية الجهادية لهم ,,, ولا حوله ولا قوه إلا بالله . 4. التحالفات وفقا لما تقتضيه المصلحة الذاتية وليس العامة :- (( أجد في هذا الأمر أن "الإخوان" تفوقوا فيها على "اليهود" ,,, فلم أجد فكر يتحالف كل فترة مع طائفة أو حزب ثم يتنقل إلى الآخر بعد أن يكفر الأول ثم يكفر الثاني وينتقل إلى الثالث ويكفر الثالث وينتقل إلى الرابع في ظرف سنوات بسيطة إلا إخوان اليمن ,,, حتى اليهود لم يصلوا إلى هذه المرحلة من المزاجية والانتقائية والفكر والتخطيط ,,, فتحالفوا مع أمريكا ضد روسيا ثم تحالفوا مع الحاكم ضد الاشتراكية والشيوعية ثم مع الحاكم ضد الشيعية ثم مع الشيوعية والشيعية ضد الحاكم ثم مع الأمريكان واليهود ضد الأوطان ,,, وهكذا تستمر الحكاية. (( فهذه عصابة "بني إخوان" أشد وأنكى من أي عصابة أخرى في هذه الأرض خاصة على الإسلام والمسلمين ,,, كونها تدين بالإسلام ومتعمقة في أفكاره وأحكامه ومن السهولة بمكان أن تغتاله ,,, فلربما تكون أذكى عصابة يتم زراعتها من قبل الماسونية التاريخية في تاريخ البشرية ,,, وإن شاء الله سأتطرق في المقال رقم(3) عن بقية أوجه التشابه والتي فيها سأتكلم عن الإعلام والمفاوضات والمماطلة وأفكار أخرى تربط بين اليهود والإخوان في الفكر والمنهج ,,, والله ولي الهداية والتوفيق)).