في موقعة لم ترتق للتوقعات، تعادل منتخبا فرنسا وانكلترا بهدف لكل منهما في الموقعة التي جمعت بين الفريقين مساء أمس الأثنين في إفتتاح مباريات المجموعة الرابعة لكأس الامم الاوروبية 2012. تقدم ليسكوت للإنكليز في الدقيقة 30 برأسية رائعة، لكن سمير نصري صاحب الأصول الجزائرية نجح في إدراك التعادل في الدقيقة 39 بصاروخ عربي أنقذ فريقه من الثأر الإنكليزي ورد الإعتبار بعد الهزيمة التي لقيها في نفس البطولة عام 2004، كما قاد حرم منتخب الأسود الثلاثة من فوز على الديوك الفرنسية إنتظروه 30 عاماً منذ عام 1982 عندما فاز الانكليز في المونديال. وقدم الفريقان مباراة متوسطة المستوى كانت الكلمة العليا فيها للاعبي الوسط والدفاع، وتقاسم الفريقان السيطرة على مجريات اللقاء، وإن دانت الغلبة للفرنسيين في النصف الثاني من الشوط الثاني للمواجهة. وكثف لوران بلان المدير الفني لديوك فرنسا في منطقة الوسط بالإعتماد على طريقة لعب 4-5-1 من خلال الدفع بالخماسي نصري وكاباي وديارا ومالودا وريبيري ومن أمامهم بنزيمة كرأس حربة وحيد، بينما تولى المهام الدفاعية الرباعي دوبوشي ورامي ومكسيس وإيفرا. وفضل روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنكليزي الإعتماد على طريقة 4-4-1-1، فدفع بالرباعي جونسون وتيري وليسكوت وكول، وفي الوسط ميلنر وجيرارد وباركر وتشامبرلين ومن أمامهم وأشلي يونغ ثم ويلبيك. الكثافة العددية في الوسط التي دفع بها كلا المدربين إنعكست بالسلب على بداية اللقاء التي شهدت صعوبة في الإختراق والوصول لكلا المرميين. حاول الثلاثي الإنكليزي تشامبرلين ويونغ وويلبيك إختراق الدفاعات الفرنسية أكثر من مرة لكن الدفاع الفرنسي كان يقظاً لهذه المحاولات. الدفاع الإنكليزي لم يكن أقل قوة من منافسه، لكن تحركات نصري وريبيري ومالودا ومن أمامهم بنزيمة شكلت خطورة نسبية على مرمى الحارس جو هارت. وشهدت الدقيقة 14 اول فرصة حقيقية في اللقاء عندما نجح الإنكليز في ضرب الدفاع الفرنسي في لحظة من عدم التركيز بتمريرة رائعة من يونغ لينفرد ميلنر بالحارس لوريس لكنه سدد الكرة خارج المرمى مهدراً فرصة حقيقية للتسجيل. بعد فترة طويلة من الهدوء إستفاق الجميع على كرة عرضية بالمقاس على رأس ليسكوت الذي حولها للمرمى الفرنسي وسط حراسة ألو ديارا معلناً عن أول أهداف اللقاء في الدقيقة 30 . الرد الفرنسي كاد أن يكون سريعاً بضربة رأس قوية من ديارا تصدى لها جو هرت ببراعة وتهيأت مرة أخرى أمام ديارا الذي سددها برأسه مرة اخرى لكن هذه المرة بجوار القائم ليضيع التعادل في الدقيقة 34 . تحرك ديوك فرنسا بشكل أفضل سعياً وراء التعادل الذي نجحوا في الحصول عليه في الدقيقة 39 من هجمة منظمة نجح فيها فرانك ريبيري في تهيئة الكرة على حدود منطقة الجزاء لسمير نصري الذي أطلق صاروخاً شق طريقه للشباك الإنكليزية بعدما فشل جو هارت في التصدي له. عرف الهدوء طريقه للمباراة مرة أخرى مع بداية الشوط الثاني وسط محاولات قليلة من كلا الفريقين وقف لها الدفاع بالمرصاد، وإنحصر اللعب في منطقة الوسط ولم تكن هناك أفضلية لفريق على الآخر بشكل عام الأمر الذي كان يتوجب معه تدخل بلان وهودجسون ببث دماء جديدة في الملعب. تحرك المنتخب الفرنسي بشكل أفضل بعد مرور 25 دقيقة وبفضل تحركات نصري وريبيري ومن أمامهما بنزيمة الذي أطلق تسديدة قوية تصدى لها جو هارت، وعاد ريبيري واخترق الجبهة اليمنى وسدد كرة قوية أبعدها هارت مجدداً. إرتفع إيقاع اللقاء بشكل نسبي خلال الربع ساعة الاخيرة في ظل إندفاع فرنسي للهجوم، وهجمات مرتدة سريعة من جانب الإنكليز مستغلين المساحات الواسعة التي تركها الفرنسيون خلفهم. إنتظر روي هودجسون حتى الدقيقة 77 ليجري تغييرين دفعة واحدة بإشراك جيرمين ديفو وهيندرسون بدلاً من تشامبرلين وميلنر، بعدما شعر بخطورة التحركات الفرنسية في الأمام. إستمر الضغط الفرنسي عقب هذه التغييرات، وكاد كاباي يحرز هدف التقدم في الدقيقة 80 من تسديدة قوية مرت بجوار القائم الايمن لمرمى الإنكليز. ورد بلان بتغييرين متأخرين من خلال الدفع بحاتم بن عرفة ومارفين مارتين بدلاً من كاباي ومالودا، من أجل تدعيم حالة التفوق النسبي لفريقه على أمل خطف اللقاء في اللحظات الاخيرة. بينما دفع هودجسون بثيو والكوت بدلاً ويلبيك لإستغلال سرعته في المساحات الخالية في الدفاع الفرنسي. أوكرانياالسويد قاد النجم الأوكراني شفتشينكو منتخب بلاده الى تحقيق أول إنتصار له على حساب المنتخب السويدي بنتيجة 2-1 في المباراة التي أقيمت بينهما على الملعب الأولمبي بكييف عاصمة أوكرانيا ضمن لقاءات المجموعة الرابعة من كأس الأمم الأوروبية. وبهذه النتيجة تصدر منتخب أوكرانيا المجموعة الرابعة برصيد ثلاث نقاط، مستغلا تعادل منتخبي فرنسا وإنكلترا في المباراة التي سبقت هذا اللقاء . جاءت المباراة قوية من الفريقين وشهدت لقاء خاص بين النجمين شفتشينكو نجم أوكرانيا الذي سجل هدفي فريقه في الدقيقتين (55 و 61 ) وإبراهيموفيتش نجم السويد الذي سجل هدف فريقه الوحيد في الدقيقة (52) لتكون الكلمة العليا للكبيرين في هذا اللقاء. حاول اوليغ بلوخين المدير الفني للمنتخب الأوكراني إستغلال عاملي الأرض والجمهور، إلى جانب الإستثمار الجيد لتعادل المنتخبين الفرنسي والإنكليزي شركائه في المجموعة، فبحث عن الصدارة منذ البداية، ودفع بكامل نجومه وقوته الهجومية من خلال طريقة 4-4-2 معتمدا على تقدم المخضرم اندريه شفتشينكو، وبجواره اندريه فورونين، ومن خلفهم رباعي الوسط اَندري يارملينكو، وأناتولي تيموتشوك، ويفجن كونوبليانكا، وسيرجي نازارينكو الذي يتقدم في المناطق الهجومية ليعاون الثنائي الهجومي . في المقابل أراد إيريك هامرين المدير الفني للمنتخب السويدي أن تكون البداية إيجابية في البطولة، فلم يهتم باللعب على أرض الخصم، وخاصة أنه يمتلك مفاتيح لعب تمكنه من تحقيق الفوز إذا أحسن إستغلالها فلعب بطريقة 4-2-3-1 معتمدا على تقدم روزنبرغ، ومن خلفه الثلاثي لارسون من الجهة اليمنى، وتويفونين من الجهة اليسرى، ومن المنتصف الرهيب إبراهيموفيتش الذي يعتبر الورقة الهجومية الرابحة للمدرب السويدي. الحذر كان مسيطرا على أداء الفريقين في بداية اللقاء فكل فريق بدأ في البحث عن نقاط الضعف في صفوف الخصم لإختراقها، كما ركز لاعبو دفاع أوكرانيا مع تحركات النجم السويدي إبراهيموفيتش لمعرفة الطريقة المثلى لرقابته، والقضاء على خطورته، ووضحت تعليمات مدرب أوكرانيا للاعبيه بضرورة أن يراقبه اللاعب الأقرب له في الملعب، وعدم تخصيص لاعب معين لرقابته، وذلك لإن إبرا كثير الحركة داخل الملعب، وخاصة أنه لعب في المنتصف وليس كمهاجم صريح. وفي المقابل كان شفتشينكو نجم أوكرانيا مراقبا من مارتن أولسون مدافع السويد، ولكنه إستطاع أن يهرب كثيرا من الرقابة معتمدا على خبرته . تشابهت طريقة لعب الفريقين، حيث إعتمدا على التمريرات السريعة القصيرة في ظل إجادة اللاعبين للعب في المساحات الضيقة. وإن كان الإختلاف بين المنتخبين هو محاولات زملاء إبرا الإختراق من العمق معتمدين على إبراهيموفيتش، وروزنبرغ، وتويفونين. أما أصحاب الأرض فقد إعتمدوا على التمرير من الجهتين اليسرى من خلال كونوبليانكا، واليمنى التي أجاد فيها يارملينكو، وإرسال العرضيات لثنائي الهجوم اندريه شفشينكو واندريه فورونين. في النصف الثاني من الشوط الأول تخلى الفريقان عن حذرهم، وتبادلا الهجمات وأصبح اللقاء في تألق واضح ومباراة خاصة بين النجمين شفشينكو من أصحاب الأرض وإبراهيموفيتش من المنتخب السويدي، ففي الوقت الذي سدد النجم الأوكراني كرتين الأولى في الدقيقة 23 عندما إنفرد بالمرمى عقب بينية من الجهة اليمنى مرت بجوار القائم الأيمن والثانية بعدها بسبع دقائق أنقذها إندرياس إساكسون حارس السويد بصعوبة. جاء رد إبرا سريعاً عندما قابل عرضية لارسون برأسه لكنها إصطدمت بالقائم الأيسر، وخرجت خارج الملعب ليمنع هدفا مؤكدا للسويد قبل نهاية الشوط بست دقائق. مع بداية شوط المباراة الثاني وضحت تعليمات بلوخين المدير الفني لمنتخب أوكرانيا للاعبيه بضرورة الضغط على لاعبي السويد في جميع أنحاء الملعب لإستخلاص الكرة من منتصف الملعب قبل أن تشكل الهجمات خطورة على مرمى أصحاب الأرض. وفي المقابل طلب ايريك هامرين المدير الفني للمنتخب السويدي من لاعبيه ضرورة مواصلة الكثافة العددية في منتصف الملعب مع تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة . لم تمض سوى سبع دقائق فقط على بداية الشوط الثاني حتى أعلن إبراهيموفيتش عن كلمته الأولى المؤثرة في اللقاء عندما مرر كالستروم عرضية أرضية من الجهة اليسرى غمزها إبرا بقدمه داخل مرمى بياتوف حارس أوكرانيا محرزاً الهدف الأول للسويد في الدقيقة 52 . إنتفاضة أصحاب الأرض جاءت سريعة فلم يسعد أنصار السويد بهدف إبرا سوى لمدة ثلاث دقائق فقط حيث أعاد النجم الأوكراني الكبير أندريه شفتشينكو الامور إلى نقطة البداية عندما سجل هدف التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة 55 بعدما إستغل عرضية يارمولينكو من الجهة اليمنى ووضعها برأسه من الوضع طائراً في الزاوية اليمنى للحارس إيساكسون. كان إصرار شفتشينكو كبيراً على الفوز في المباراة الخاصة بينه وبين إبرا فبعد أن سجل كل لاعب هدف فريقه عاد النجم الأوكراني للتهديف مرة أخرى وتحديدا في الدقيقة 61 عندما تعامل برأسه مرة أخرى وقابل ركنية كونوبليانكا ليضعها في الزاوية اليمنى للحارس السويدي ليتقدم أصحاب الأرض. لم يقف هامرين المدير الفني للمنتخب السويدي متفرجاً فدفع بالتغييرات الثلاثة خلال تسع دقائق حيث دفع بويلهامسون لاعب الهلال السعودي وسفينسون وايلماندر بدلا من روزنبرغ ولارسون وتويفونين وحاول إبرا العودة بالسويد إلى المباراة مرة أخرى وكاد أن ينال مراده في الدقيقة 76 بتسديدة صاروخية لكن الحارس بياتوف أنقذها بصعوبة. ورغم التغييرات الهجومية للسويد وتنشيط المنطقة الأمامية إلا أن الدفاع وتغييرات المدرب الأوكراني بالدفع بروتان وميليفكسي بدلا من فورونين وشفتشينكو منع زملاء إبرا من تحقيق مرادهم لتنتهي المباراة بفوز أوكرانيا 2-1 وتصدرها للمجموعة الرابعة.