الروهينغا أقلية مسلمة تسكن في إقليم أراكان في ميانمار، كانت تمثل نحو 90 في المائة من سكانه، غير أن هذه النسبة انخفضت إلى 25 في المائة من السكان بعد سلسلة من موجات العنف الطائفي ضدهم من قبل الأكثرية البوذية، وبتواطؤ من السلطات التي ترفض الاعتراف بهم وتعتبرهم غرباء. وبحسب تقارير إعلامية تفرق نحو مليوني شخص من {الروهينغا} بين دول مختلفة أبرزها بنغلاديش، وماليزيا، وتايلاند، والسعودية، والإمارات، وباكستان. وبحسب تلك تقارير فإن الروهينغا تعرضوا لسلسلة من عمليات طرد وتهجير جماعي متكررة، ففي عام 1962، وعقب الانقلاب العسكري هاجر أكثر من 300 ألف شخص إلى بنغلاديش. وفي العام 1978 غادر منهم إقليم أراكان أكثر من نصف مليون شخص، في أوضاع قاسية جداً، مات منهم قرابة 40 ألف شخص غالبيتهم من الشيوخ والنساء والأطفال حسب إحصائية وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وفي 1988 تم تهجير أكثر من 150 ألف شخص، بسبب بناء {القرى النموذجية} للبوذيين ضمن مخطط للتغيير الديمغرافي. وفي 1991 تم طرد قرابة 500 ألف شخص، وذلك عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة، انتقاماً من المسلمين لأنهم صوتوا مع عامة أهل البلاد لصالح الحزب الوطني الديمقراطي. غير أن تجدد العنف الطائفي في يونيو الماضي في إقليم أراكان دفع بكثير من أقلية الروهينغا للهروب والفرار. ويقول نزيل أحمد أحد اللاجئين في بنغلاديش {لم نكن نستطيع ممارسة عباداتنا.. البوذيون يقومون بضربنا وأخذ أموالنا لقد حرقوا منازلنا}. وأضاف نزيل في حديث لسكاي نيوز عربية {لا أستطيع التنقل من مكان إلى آخر، ولا العمل بحرية إلا بإذن السلطات}، معربا عن استيائه من حكومة ميانمار بقوله {ليس هناك من أحد يقوم بحمايتنا}. وثمة قيود أخرى تفرضها السلطات في ميانمار إذ لا تسمح بالزواج للرجال تحت سن الثلاثين، وكذلك للنساء تحت سن ال25 إلا بعد الحصول على إذن رسمي ودفع رسوم مالية، ناهيك عن عدم السماح للعائلة إلا بمولودين فقط، ومن يولد له أكثر من ولدين يوضع أولاده على القائمة السوداء وهي تعني أنهم غير معترف بهم وليس لهم حقوق ويعرض العائلة للعقوبة، وفقا لما قاله كما ناشطون روهينغيون لسكاي نيوز عربية. ويسرد اللاجئ عبد الرحمن أبوبكر، أحد قصص الاضطهاد التي تعرض لها: {في الليل كان البوذيون يقتادونني من بيتي ويطلبون مني أن أحمل أحدهم وأصعد به الجبل وعندما أفقد قواي يعتدون علي بالضرب.. حركتنا من قرية إلى قرية لا تكون الا بتصريح، الحكومة لم تقم بعمل شيء من أجلنا ولم أكن أشعر بالأمان في بلادي}. هذا التاريخ الطويل من الاضطهاد والتشريد الذي مورس ضد أقلية الروهينغا جعل الكثيرين من من التقت بهم {سكاي نيوز عربية} يعربون عن امتعاضهم من صمت المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي تجاه قضيتهم. وفي هذا الصدد دعا أبو عبدالله صديق أحد الناشطين الروهينغيين المجتمع الدولي والإسلامي إلى التحرك من أجل إنقاذ آلاف الأسر والأطفال من خطر التشرد والمرض والجوع ولنيل حقوقهم كمواطنين بلادهم.