لأن كثير من الشعب لايعرف عن التصنيع الحربي اليمني، انتهزت حكومة "الوفاق" الفرصة وأعلنت مؤخراً عن اقرار "ادارة تصنيع عسكري" كان الرئيس صالح قد أقر إنشاؤها منذ مارس 2010م.. ولكي تتوقف مهازل الضحك على الشعب، إليكم هذه الحقائق عن قصة التصنيع العسكري في اليمن، قبل أن يظهر من ينسبها لنفسه: في يوم الخميس 3 يونيو 2010م كشف الرئيس علي عبد الله صالح لأو ل مرة عن إمتلاك اليمن تكنولوجيا تصنيع حربي متطورة، تعمل عليها كوادر وطنية يمنية، وعن تدشينه إنتاج مدرعات حربية وفق أحدث مواصفات التصنيع العسكري العالمية، وأن (300) مدرعة منها ستدخل الخدمة خلال أشهر قليلة.. هذه المفاجأة فجرها الرئيس صالح على هامش حفل تخرج الدفعة الرابعة للدورة التأسيسية للمهارات والمعارف الأمنية من المركز التدريبي العام للشرطة بمحافظة ذمار وقد استبق مجلس الدفاع الوطني الذي يترأسه الرئيس صالح هذا الاعلان يوم 24/ مارس/ 2010م باتخاذ قرار إنشاء "هيئة التصنيع العسكري اليمنية"، كأول مؤسسة وطنية متخصصة بالصناعات الحربية المختلفة، وهو الأمر الذي لم تتضح غايته لساحة الرأي العام إلاّ بعد كشف الرئيس صالح يوم 3 يونيو لحقيقة أن اليمن دخلت عالم التصنيع الحربي، وقد بدأت فعلياً بانتاج المدرعات، بل وكذلك أسلحة أخرى تم كشف النقاب عنها لاحقاً.. وبحسب معلومات عسكرية، فإن المدرعات التي تقوم اليمن بتصنيعها كانت في الأصل تصنعها شركة (Spartan Chassis) الأمريكية، والتي اشترت منها اليمن عام 2007م حوالي (18) مدرعة بمواصفات يمنية خاصة، غير أن اليمن رأت لاحقاً أن تقوم بشراء تكنولوجيا صناعة هذا النوع من المدرعات، فتعاقدت مع الشركة على ذلك. وبانتقال التكنولوجيا الأمريكية إليها، عززت اليمن قدراتها الصناعية الحربية، جنباً إلى جنب التكنولوجيا الروسية التي عملت من خلالها على تطوير عدداً من العربات المدرعة القديمة، وكذلك انتاج العربة (حميضه)، التي لم تكن بالمستوى المطلوب وتم إيقاف انتاجها. وخلال عام 2009م، بدأت اليمن بانتاج الجيل الأول من المدرعات المسماة (قطيش 1).. لكن لم يحل عام 2010م إلاّ وقد بدأت اليمن بانتاج الجيل الثاني (قطيش 2)، والتي تم تصميمها بأحدث المواصفات، وبما يجعلها تضاهي بمتانتها العديد من النماذج العالمية المعروفة، بمساعدة خبراء من جنوب أفريقيا المعروفة بتقدم صناعاتها الحربية، والتي اشترت منها السعودية مؤخراً (78) وحدة من منظومة راجمة صواريخ متكاملة، يُطلق عليها اسم صواريخ (ج- 6). معلومات غير رسمية تفيد أن المدرعة (قطيش 2) تتسع لعدد ثمانية أفراد بالاضافة للرامي، وهي مصفحة للمستوى السابع من التدريع.. وتعمل بمحرك ديزل 6 سلندر، يولد تقريباً 210 حصان، وعامل القوة للوزن هو تقريباً 30 حصان لكل طن وزن.. وقد تم إستخدام محرك ودفرنسات تويوتا لاندكروزر، وتم إجراء تدعيم لأنظمة التعليق والوقوف.. وبخصوص التدريع فهو من طبقتين من الحديد المصفح، وهذا النوع من التصفيح لا يمكن اختراقه من العيارات 7,62 مقاس 63 ملم، كذلك يمنع إختراق العيار 12,7 ملم من مسافة 75 متر، وذلك بسبب ميزة زوايا جوانب العربة.. ثم أدخلت تطويرات جديدة بجيل جديد من المدرعات انتجته تحت اسم (الجلال 3)، وهو الانتاج الأخير والأحدث للدروع. وكانت اليمن قد قامت بتطوير الدبابة الروسية T-55AM2 K حيث رغم أنها تتميز بسهولة القيادة، لكن ما كان يقلل من ميزاتها هو أن مدفعها لا ينخفض أقلّ من أربع درجات، مما يجعلها غير قادرة على الرماية من أعلى التلال نحو الأهداف المنخفضة.. لذلك قامت اليمن بتطوير حوالي 80% من هذه الدبابات والتي تمتلك منها حوالي (1000) دبابة، حيث زودتها بنظام سيطرة على النيران ونظام تحديد المدى بالليزر ونظام رؤيه ليلية وانظمة استشعار وانظمة اخرى وقذائف جانبية مضادة للدروع.. كما طورت اليمن أسلحة أخرى وقامت بتصنيع بعض الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وذخائر مختلفة! جدير بالذكر أن اليمن يمتلك أيضاً حوالي 540 دبابة روسية نوع تي 62، وحوالي 370 دبابة نوع تي 72 بي، وهناك بعض الاخبار تفيد بوجود حوالي 70 دبابة نوع تي 80 لدى الحرس الجمهوري اليمني.. كما يمتلك 240 دبابة أمريكية نوع ام 60 باتون، وتعاقد مؤخراً على الدبابة تي 90، إلى جانب انواع أخرى يمتلك منها أعداد قليلة مثل الbmp3 وكذلك دبابة الخالد وغيرها.. ومعظم هذه الأنواع لم تدخل أي معركة، حيث أن الجيش اليمني خلال حروب صعدة أشرك بدرجة أولى الدبابات (تي 55) الروسية، التي أخرجتها الغالبية العظمى من جيوش العالم من الخدمة منذ أمد طويل.. فيما حافظ على الأنواع الحديثة المتطورة. &&& مع تحياتي "نزار العبادي" لرجال التصنيع العسكري اليمني.. فخر لجميع بلداننا العربية أن تضع أقدامها على طريق الاعتماد على الذات والرهان على الكوادر الوطنية.. فالعقول العربية غير عاجزة عن الخلق والابداع!