اعلنت وزارة الداخلية الجزائرية مساء السبت 19 يناير/كانون الثاني عن حصيلة العملية الامنية بمنشأة ان اميناس النفطية التي تعرضت لهجوم الارهابيين الذين احتجزوا مئات الرهائن فيها. وقالت انه تمت تصفية 32 مسلحا، بينما لقى 23 رهينة مصرعهم.
وقالت الوزارة ايضا انه تم تحرير 107 رهائن اجانب و685 رهينة جزائريا في العملية التي استمرت 4 ايام. وفي وقت سابق من هذا اليوم ذكرت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية بان 11 مسلحا و7 رهائن اجانب قتلوا يوم السبت في ما وصفته ب "الهجوم النهائي" للجيش الجزائري على المسلحين الذين اختطفوا الرهائن بمنشأة ان اميناس النفطية شرق الجزائر. وقال مصدر جزائري مطلع لوكالة "رويترز" للانباء: "لقد انتهى الامر الان. لقد انتهى الهجوم والجيش موجود داخل المنشأة يقوم بتطهيرها من الألغام". ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع على علم بتفاصيل ازمة الرهائن قوله اته تم تحرير 16 من الرهائن الاجانب، ومن بينهم اثنان من الامريكان ومواطنان المانيان وبرتغالي. وقبل ذلك افادت "رويترز" نقلا عن مصدر مطلع بانه تم العثور على 15 جثة محترقة بالمنشأة. وبدأ التحقيق لمعرفة هوية القتلى. وحسبما ذكرت "رويترز" لا توجد بعد اي معلومات واضحة بشأن ملابسات قتل هؤلاء الاشخاص. يذكر ان ازمة الرهائن تستمر منذ عدة ايام في المنشأة الجزائرية المذكورة التي قامت مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم "القاعدة" بالهجوم عليها واختطفت مئات الرهائن من الجزائريين والاجانب العاملين في المنشأة. وتسنى للجيش الجزائري بنتيجة عملية امنية تحرير عدد من الرهائن وتصفية بعض المسلحين، إلا ان المعلومات المتوفرة حتى الساعات المتأخرة من مساء امس الجمعة كانت تشير الى ان عددا من الرهائن ما زالوا في قبضة الخاطفين.
وزير الدفاع الأمريكى: تنظيم القاعدة المسئول عن أحداث الجزائر أكد وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا، أن تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى هو المسئول عن العملية الإرهابية فى الجزائر ... وقال مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" فى تصريح له اليوم، الخميس، إن التنظيم وكل التنظيمات المتفرعة منه مسئولة عن توتر الأحداث فى شمال مالى ومنطقة حقل الغاز فى جنوب شرق الجزائر، إضافة إلى الحالة الإرهابية فى شمال نيجيريا.
واستبعد البنتاجون التدخل العسكرى الأمريكى، ويكتفى المسئولون بالوزارة بالقول، إن هناك تنسيقا متواصلا مع الحكومات المحلية وخاصة الحكومة الجزائرية للتوصل إلى آلية لحل أزمة الرهائن. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد استحدثت القيادة الأمريكية فى أفريقيا عام 2007 لمواجهة الخطر المتنامى لتنظيم القاعدة، الذى استغل بعض التوترات السياسية، ومنها ما يحدث فى شمال مالى، حيث إن القبائل هناك على خلاف مع الحكومة المركزية فى باماكو، كما أن قبيلة الطوارق تنسق مع تنظيم القاعدة، ومن ثم فإن البنتاجون يرى أن خطر تنظيم القاعدة قد تخطى النطاق المحلى، ولا بد من ملاحقته والفلول التابعة له فى أى مكان يتواجدون فيه سواء فى أفريقيا أو خارجها، مشيرا إلى أن هذه الملاحقة يجب أن تتم بشكل سريع وإلا فسوف تتفاقم المشكلة وتتحول إلى صورة مما حدث فى أفغانستان. من ناحية، أخرى أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى اليوم أن واشنطن ليست متأكدة بعد من ارتباط خاطفى الرهائن فى الجزائر بتنظيم القاعدة. وقال كارنى: "نحن مهتمون جدا ونركز على الجماعات الإرهابية والأعمال التى تقوم بها فى المنطقة وحول العالم، ومن ثم فإننا نحاول معرفة المسئولين عن مثل هذه الأعمال، ولكننى ليس لدى معلومات الآن تسمح لى بتأكيد أو نفى تقارير تورط القاعدة فى الجزائر". هذا وقد فجر المسلحون اليوم الخميس 17 يناير/كانون الثاني خط الأنابيب الواقع في مجمع تيغنتورين للنفط والغاز بالجزائر والذي تدور بداخله دراما الرهائن من العاملين والموظفين بالموقع النفطي لما يزيد عن يوم كامل، حسبما ذكرت قناة "النهار" الجزائرية. كما فجر المتشددون في وقت سابق مصنعا تعود ملكيته لشركة سوناطراك النفطية الحكومية الجزائرية. في هذه الأثناء ينفذ الجيش الجزائري عملية عسكرية تهدف إلى تحرير مئات الرهائن الذين وقعوا في أيدي الخاطفين، وتفيد وكالة الانباء الموريتانية إلى انه بعد الشروع في اقتحام المجمع السكني بالمنشأة النفطية والذي لا يزال يحتجز به 7 رهائن أحياء، هم ثلاثة بلجيكيين وأمريكيان وياباني وبريطاني، إنقطع الاتصال التليفوني مع المتحدثين باسم خاطفي الرهائن. كما بات معلوما لدى قناة "النهار" أن بين متطرفي الجماعة الارهابية المسماة بكتيبة "الموقعون بالدماء" يوجد مواطن فرنسي منخرط في صفوفهم. وتجدر الاشارة إلى تواتر معلومات متناقضة حول مصير الرهائن، بينما لا تعطي السلطات الجزائرية الرسمية أية تعليقات حتى انتهاء العملية. ومن جهة أخرى تشير المعلومات الرسمية إلى تمكن الجيش من تحرير 600 عامل جزائري من براثن الأسر لدى المتطرفين. وقد نقلت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية عن مسؤول جزائري مساء الخميس 17 يناير/كانون الثاني قوله ان العملية العسكرية الجزائرية في مجمع "ان اميناس" النفطي الذي احتجزت فيه مجموعة ارهابية عددا كبيرا من الرهائن، انتهت. وقبل قليل من ذلك اكد وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد ان العملية لتحرير الرهائن لا تزال مستمرة، مشيرا الى مقتل الكثير من الارهابيين. كما اعترف الوزير بسقوط ضحايا وسط المخطوفين المحتجزين بالمجمع. واشار الى ان القوات الجزائرية اضطرت لاقتحام المجمع بعد ان فشلت المفاوضات مع الخاطفين. من جانبه قال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية في تصريح لموقع "الشروق" الاعلامي ان عدد الارهابيين الموجودين في الموقع لا يتجاوز العشرين، مشيرا ايضا الى استمرار العملية لتحرير الرهائن. ونفى ولد قابلية الانباء حول تفجير انبوب للغاز بالمنطقة. وذكر وزير الداخلية كذلك ان المجموعة الارهابية التي احتجزت الرهائن قدمت من ليبيا، وجرى التخطيط لها في الاراضي الليبية باشراف المدعو مختار بلمختار. وتعليقا على تصريحه السابق حول ان المجموعة لم تأت من الخارج، قال الوزير ان "المعطيات التي توفرت بالأمس (الاربعاء) تعذر معها تحديد الجهة، ما جعلني اتحفظ على ذكر الآمر".