قال صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ) ومن هنا نطرح هذا السؤال على المسئولين كباراً وصغاراً في كل منحى الحياة المجتمعية الرسمية وغير الرسمية ( اقصد الحكومية وغيرها ) هل يعرفوا كيف اصبحوا مسؤولين ، ولماذا اصبحوا مسؤولين ؟ في اعتقادي إن كل واحد منا يدرك أنه لم يصل إلى هذه المسؤولية عن طريق الصدفة أو بطريق العبث بل هذه المسؤولية سنة من سنن الحياة ، ولكن أريد أن أصل بهذا السؤال إلى نقطة معينة وهي أن المسؤولية تتطلب من كل فرد منا إن يحملها بأمانة كاملة ويؤديها كما طُلب منه وكما اُمر بصفته مسؤول ، والمسؤول الذي اقصد هنا إنما هو المسؤول الحكومي الذي يتولى شؤون الناس ويرعى مصالحهم ويدير أٌُمة بأكملها ، وأقول له هل تعرف من الذي أوصلك إلى هذا المكان الذي أنت فيه الآن ؟ وإذا افترضنا وأنت تعرف جواب هذا السؤال ، فهل تعرف لماذا أنت في هذا المكان ؟ أنا اعتقد إن الكثيرين من المسؤولين لم يعرفوا الجواب على هذا الشطر من السؤال بالمطلق. لأن لو هذا المسؤول يعرف الجواب لكان اصطلح حال الأمة ورفع شأنها ، ولو كان يعرف ذلك المسؤول بأنه وضع في هذا المكان الذي هو فيه الآن لخدمة الأمة والشعوب التي أوصلته إلى هذه المسؤولية الكبيرة التي لا يستحقها كونه لم يؤدي الأمانة كاملة كما أوصاه الرسول الكريم ( ص ) ، المسؤولين الآن جعلوا وصولهم إلى هذه المناصب إنما مغنم وليس مغرم ، وتكليف وليس تشريف ، لأنهم لم يصلوا إليه بجدارة وإنما بمقابل أما كونه ولد مسؤول سابق ، أو ولد شيخ ، أو ينتمي إلى قبيلة فلان ، أو دفع فيها مبالغ وعدوه الذين دفع لهم أن يعوض ما دفعه من ظهور المواطنين المغلوبين على أمرهم ، وبالمناسبة في يوم من الأيام اتصلت في واحد اعرفه من اجل أن يساعدني في تسريع احدى المعاملات عندما عرفت انه ضابط في احدى المؤسسات الحكومية وتفاجأت عندما طلب مني مبلغ خارج الرسوم العادية ، فقلت له يا رجل أنت صاحبي فلماذا تطلب مني هذا المبلغ ! فقال : والله لو تعرف يا بو فلان إني دفعت فوق الثلاث المائة الألف حتى نقلوني من تعز إلى هذه المصلحة والآن لابد إن أسدد هذا المبلغ من الذين يريدوا أن أساعدهم في تخليص المعاملات وأنت واحد منهم ! يا رجل الله يُخسك خسيسة ! المهم هؤلاء المسؤولين لا يوجد لديهم حس المسؤولية قدر ما أتوا إلى هذه المسؤولية لشلط الناس أو يعملوا لأنفسهم على حساب الوطن والمواطن . المسئوليات كثيرة وكبيرة على كل شخص منا ، ومن أهمها المسؤولية الأخلاقية وفي مقدمتها المسؤولية الوطنية والاجتماعية ، تخيلوا ان المسؤول الكبير شلاط فكيف الموظفين الذين يعملوا تحت مسؤوليته ! يقول المثل : اذا كان رب البيت للدف ضاربً ، فكيف بأهل البيت ! عليكم الجواب ، في اعتقادي أن الكثيرين لا يفهموا بأنهم سوف يحاسبوا أمام الله في الدنيا وفي الآخرة وسوف يسألهم الله عن تعثر بغلتهم في نقيل يسلح او في نقيل سمارة . ..والله من وراء القصد