انشقاق الحراك بجبهتين وزعمائه يناضلون بالموبايل ويختلفون على البيض أسفرت خلافات حادة تفجرت خلال الأيام القليلة الماضية في أوساط تيارات الحراك الانفصالي، وبلغت أوجها أمس الاثنين، عن شق صفوف الحراك إلى جبهتين، قررتا إحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر منفصلتين، فيما كشف مهرجان أقيم اليوم بالحبيلين عن إنشقاق آخر في صفوف الجبهة الأولى حول الموقف من علي سالم البيض، في نفس الوقت ألذي غابت جميع زعامات التشطير عن حضور المهرجان، في تحول جديد لمرحلة "النضال الثوري عبر الموبايل حضر عوضاً عنها". فبعد سلسلة وساطات من قيادات انفصالية بالداخل والخارج، قرر الانفصاليون الانفصال عن بعضهم البعض أولاً قبل الانفصال عن اليمن، وحددوا اليوم الثلاثاء ل"المجلس الوطني" برئاسة حسن باعوم- الذي انتقل من الصين الى ألمانيا مؤخراً- و"هيئة الاستقلال" برئاسة ناصر النوبة؛ و"اتحاد شباب الجنوب"، فيما سيقيم "المجلس الأعلى لقيادة الثورة" ممثلا بالفضلي والشنفره والخبجي مهرجانه يوم غدٍ الأربعاء. وتؤكد المصادر أن هذا القرار جاء بعد الفشل الذريع الذي منيت به جميع الوساطات في التوفيق بين فرقاء الحراك، الذين حشدوا المسلحين، ورتبوا فصائلهم على سفوح الجبال، وكل يصر أنه أحق من سواه على قيادة المهرجان، والظهور في الواجهة، والاستئثار بالتمويل.. فلم يجدا بداً من الانفصال بمهرجانين تفادياً للاحتكاك بين أنصار الفريقين المشحونين ضد بعضهما البعض، والذي قد يتطور الى مجازر دامية. وتؤكد المصادر توجه مئات العناصر الانفصالية صباح اليوم إلى "الحبيلين"، والتجمهر عند "المنصة"، مرددين هتافات تشطيرية وعنصرية.. مشيرة إلى أن المشاركين إنشقوا مجدداً على أنفسهم بين من رفع علم "اتحاد الجنوب العربي"، وآخرين رفعوا علم "اليمن الديمقراطي الجنوبي"، وبين من هتف للبيض ورفع صوره- وهم قلة قليلة- وبين من رفض حتى ذكر اسمه على لسانه. ففي الوقت الذي ألقت الناشطة زهرة صالح كلمة مجدت بها علي سالم البيض ووصفته "رئيساً للجنوب"، فإن عبده النقيب أبى أن يلمح لإسمه بمجرد تلميح غير مباشر، على خلفية اتهامه للبيض بأنه "لص وكذاب ونصاب كبير"- طبقاً لما ذكره في كلمة سابقة داخل خيمة عزاء بالضالع، غير أنه هذه المرة حيّا باعوم والنوبة والمشائخ والسلاطين. وقالت المصادر: أن جميع قيادات الحراك الرئيسية غابت عن المهرجان، وفضلت الاختباء في أماكن مجهولة.. ومثلما وجه "النقيب" كلمته عبر الهاتف، فإن مبارك صالح باراس هو الآخر ركب موجة "الموضة النضالية" ووجه كلمته بالهاتف أيضاً، وراح يتوسل أمريكا وأوروبا بالتدخل في اليمن.. ومن داخل جحره الذي يختبيء في ظلمته، ويوجه منه كلمته عبر الموبايل، هدد "باراس" بخيار الكفاح المسلح. وقالت مصادرمحليه كانت في أوساط الحراك أن الفريق الثاني من تكوينات الحراك سيقيم مهرجانه في "زنجبار"، خلافاً لما كان مقرراً بأن يقام في ردفان، وذلك ليتسنى لعناصر الحراك القاعدي الذين يحتضنهم الفضلي تولي حماية المهرجان، لكونهم يعتزمون استعراض فصيل شبابي بالسلاح- كنوع من الترويج الدعائي الذي يستفزون به الدولة. كما نوهت المصادر إلى أن علي سالم البيض سيوجه كلمة عبر الهاتف أيضاً، فيما يبدو أن قيادات الانفصال قررت النضال عبر "الهاتف" ، لتؤكد لأبناء الجنوب مدى شجاعتها، واستعدادها للتضحية من أجلهم!!