الإخوان المسلمون في مصر قُمِعوا قمعاً شديداً وموجعاً من كل أنظمة الحكم السابقة ، وتعرضوا لأشكال مختلفة من الإقصاء والإلغاء والتخوين. وعندما جاءت فرصتهم لممارسة القمع، وجاء دورهم لإقصاء الآخرين وتكفيرهم.. خرجت عليهم الجماهير عن بكرة أبيها ، وخرجت أحزاب المعارضة، ثم خرج العسكر وقامت عليهم القيامة. كانت حجة كل هؤلاء الخوارج أن الإخوان المسلمين فشلوا فشلاً ذريعاً في الحكم. ولكن حتى نعرف ما هو الفشل! ونعرف ما هي المواد التي فشل فيها الإخوان المسلمون في الامتحان!- بعد وصولهم إلى السلطة- علينا أن نعرف ما هو النجاح! وما هي المواد التي نجح فيها الإخوان المدمنون !. وأقصد بالإخوان المدمنين أولئك الذين أدمنوا السلطة واستمروا فيها لعقود طويلة . خلال فترة بقائهم في السلطة نجح الإخوان المدمنون - المنتمون إلى أحزاب قومية وعلمانية ويسارية - في الكثير من مواد الحكم الأساسية الهامة نذكر منها ما يلي: 1- نجحوا في مادة القمع، وحققوا نجاحاً ساحقاً في قمع حرية المواطنين وسحق كرامة المواطن. 2- نجحوا في مادة الإقصاء وأقصوا كل من ليس معهم، وكل من لم يضع نفسه في خدمتهم. 3- نجحوا في مادة التخوين، وخوّنوا من يعارضهم، ومن ينتقدهم، أو يشير بالكلمة إلى عورة من عوراتهم . 4- نجحوا في مادة التزوير فزوروا الانتخابات وزوروا كل شيء . 5- نجحوا في استخدام الدين وفي استخدام الجماعات الدينية ضد معارضيهم، وقاموا بتوظيفهما لصالح بقائهم، واستمرارهم في السلطة بالرغم من كونهم علمانيين وغير متدينين. 6- نجحوا في مادة الاستئثار، فاستأثروا بالسلطة وبالثروة وانفردوا بهما. 7- نجحوا في مادة الجريمة، واقترفوا أثناء حكمهم الكثير من الجرائم في السلم وأثناء الحرب . 8- نجحوا في مادة الإفقار، فأفقروا شعوبهم مادياً وروحياً وأخلاقياً. 9- نجحوا في الهزائم فخرجوا من حروبهم مهزومين. تلك هي أهم النجاحات التي حققها الإخوان المدمنون في الأحزاب القومية والعلمانية واليسارية، وغيرها من الأحزاب الطائفية العربية الحاكمة خلال سنوات طويلة من حكمهم واستئثارهم بالسلطة . وعلى ضوء هذه النجاحات التي حققها الإخوان المدمنون أثناء حكمهم الطويل يجب أن نحكم على الإخوان المسلمين في مصر، وإن لم نكن غير منصفين وغير عادلين وغير ديمقراطيين.