تداولت مواقع تواصل اجتماعي في الإنترنت تسجيل فيديو وثقته كاميرا أحد زوار حلبة استعراض جمعت بين شاب وتمساح كبير، أملا برصد لقطة استثنائية حين يضع الشاب رأسه بين فكي التمساح لمدة قصيرة، ثم يُخرجه وسط تصفيق الجمهور. لكن الكاميرا التقطت تسجيلا بدا أكثر إثارة، وذلك حين قبض التمساح فكيه وكأنه أراد التهام الرأس. ربما للوهلة الأولى يبدو لغير العارفين أن التمساح كان متشنجا لسبب ما. فحين وضع الشاب عصا بين فكيّ التمساح ليرى رد فعله، أغلقهما سريعا وكأنه يحذر زميله في الاستعراض من أن مزاجه معكر هذا اليوم، وأنه غير مستعد للاستعراض. لكن رد فعل التمساح لم يُثن الشاب، أو ربما أنه لم يفهم رسالة التحذير هذه أصلا، واستمر في الاستعراض فراح يضغط بعصاه على رأس التمساح الذي كان فاغرا فاه، لكن الأخير تجاهل ذلك وظل على حاله، وكأنه ينصب فخا للشاب الذي بدا مطمئنا وواثقا من نفسه. ثوانٍ قليلة مرت بينما كان الشاب جاثيا على ركبتيه أمام التمساح وهو يضم راحتيه، وكأنه يقوم بطقس يساعده على أداء مهمته حتى النهاية، فيما كان رفيقه يمسك التمساح من ذيله. بدأ العد التنازلي وانحنى الشاب ووضع رأسه في فم التمساح، لكن ما أن فعل ذلك حتى وجد نفسه قد وقع في الفخ، الذي يبدو أن الحيوانات أيضا قادرة على نصبها للإنسان وليس العكس فقط. لم تزد المبارزة بين الإنسان والحيوان هنا أكثر من ثانية، لينتهي الأمر سريعا. فهل كانت المواجهة بين أسنان حادة أثارت رعب الشاب أم لحم مر لم يستسغه التمساح الذي يبدو أن الذعر أصابه بسبب صراخ الجمهور ففر سريعا واختبأ تحت الماء بالقرب منه بينما كان الشاب يسير ببطء وبخطىً ثابتة ليتوارى عن الأنظار. بكل تأكيد لو انتهى الاستعراض كما كان مقررا له لانتهى الأمر بالأعراب عن الإعجاب للشاب والتمساح. لكن ما حصل سيترك انطباعا لا يُنسى ربما سيحفر في الذاكرة أكثر.. لكن يا ترى أي من بطليّ هذه المبارزة غادر الحلبة ويراوده الشعور بأنه حقق الانتصار على الآخر؟
