ثمة أسماء تصيبك بالرعب ، و هناك ابتسامات و تطمينات صفراء تجلب لك البؤس و الدمار ، و ما يجمع بين ذلك كله هو الغموض و المكر . في مؤتمر الوطني للشباب وقفت بجانب الاستاذ نصر طه مصطفى ، همس جسدي النحيل بصرخة محروقة قائلا : كلما كبر « كرش » نصر طه أخاف عليك يا وطني . لازلت أصرخ و أنادي أن هولاء «اللامنتمين» أخطر على وجودنا من أولئك البشمرجة و القبليين المتكرفتين ، هولاء « الرماديون» يقوننون التطفل السياسي ضد المشروع الوطني الشفاف و الوضح ! دعوا النوايا الرخوة جانبا ، و احترموا بؤسنا و هذا جسدي النحيل الذي تبخر و هو يبحث عن فرصة لاكمال دراستي العليا بالرغم من أني متخرج من أفضل الجامعات و لا ينقصني شيء ، و ادخروا مواعظكم بالتزام الكلمات الهادئة فالوطن ، و نحن معه ، نغيب في الجوع و «كروش» هولاء المتسلقين تسد الأفق . لا أخفيكم سادتي أننا لسنا بحاجة الى اقرار قانون الذمة المالية ، نحن بحاجة الى قانون من نوع آخر ، مثلا : قانون الذمة «الكرشية» ! يا الهي ! ، حتى النكتة على هولاء سمجة و حامضة ، لقد سمموا حياتنا و واقعنا و مستقبلنا و سخريتنا ، لقد أفسدوا كل صالح و كل جميل و لا قاتل الله تلك «الكروش» و ما قرب إليها من قول و عمل ! يتبختر هشام شرف في أروقة قاعات المؤتمر الوطني للشباب ، يحاضر و يتحدث عن الوطنية بلهجة فصيحة ، ثم يقول كل ما يعلم عن ضرورة وجود معايير و احترام المواطنة المتساوية ، لكني خلال سنة في وزارته رأيت عصابات نصب و نهب و وساطات و سرقة حقوقنا لصالح النافذين ! إنهم يتحدثون و تكبر كروشهم و نزداد جوعا و قهرا يا وطني ! إنهم يجيدون اختيار الزوايا بعناية ، و يعلمون كيف يصلون الى الصفوف الأولى بخطوات معدودة ، يا وطني .. إنهم يبتلعون حقوقنا و يسرقون لقمة الحياة من أفوهنا ، و يغتصوبون أحلامنا ، يا وطني .. إنهم كثير و لا يخفون على أحد . فمتى سنرى محاكمات شعبية لهذه الكروش التي غدت ثقبا أسودا يلتهم الأخضر و اليابس ؟! بانتظار اجابتك يا وطني !!