تاهل منتخب الجزائر الى مونديال 2010 في جنوب افريقيا , بعد فوزه بالنتيجة 1-0 على منتخب مصر , الذي رغم خسارته , الا انه قدم مباراة رجولية قوية , ولكنه لم يفلح بهز شباك الحارس فوزي شاوشي.
هذه المباراة تاتي ضمن التصفيات الافريقية المؤهلة الى كاس العالم 2010 , التي تستضيفها جنوب افريقيا. اليوم اذا استمر التعادل بين المنتخبين المصري والجزائري في إستاد نادي المريخ بعد نهاية الزمن الاصلي ، سيتم التمديد بالوقت الاضافي على شوطين , واذا استمر التعادل فسيتم اللجوء الى ركلات الترجيح لحسم البطاقة الخامسة والاخيرة المؤهلة لكاس العالم عن قارة افريقيا. الجزائر تتقدم بهدف وحيد على مصر في الشوط الأول نجح المنتخب الجزائري في إنهاء الشوط الأول من اللقاء الفاصل الذي يجمعه بمصر بالتقدم بهدف وحيد أحرزه اللاعب عبد القادر غزال. بدأ الفريقان المباراة بقوة بغية إحراز هدف مبكر، وسدد رفيق صيفي رأسية في الدقيقة الثانية أمسكها الحارس المصري عصام الحضري بثبات. ورد عبد الظاهر السقا برأسية لا تقل روعة بعدما حول ضربة ركنية نفذها محمد أبو تريكة لكن الحارس فوزي شاوشي أنقذ مرماه من هدف في الدقيقة 5. هدأت المباراة قليلا بعد مرور ربع ساعة حيث اتسم الفريقان بالحذر، وتراجع كل فريق عند فقدان الكرة لتأمين وسط ملعبه. وكاد المنتخب الجزائري أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 16 بتسديدة من أحد لاعبي الجزائر وسط دربكة في الدفاع المصري لكن وائل جمعة شتت الكرة ببراعة. وحصل المهاجم الجزائري عبد القادر غزال على البطاقة الصفراء في الدقيقة 20 بعد تدخل قوي مع الحضري حينما ارتقى لمقابلة عرضية الخطير نذير بلحاج. ولم ينج لاعبو مصر من البطاقات الصفراء في الشوط الأول وكانت الأولى من نصيب وائل جمعة بعد تدخل مع بلحاج. وأنقذ الحضري مرماه بتصدي رائع لركلة حرة مباشرة نفذها النشيط بلحاج. ورد محمد أبو تريكة في أفضل هجمة مصرية منظمة في الدقيقة 30 حيث انطلق سيد معوض في الجبهة اليسرى ومرر عرضية متقنة لأبو تريكة الذي سدد بجوار القائم الأيمن للحارس شاوشي الذي كان من افضل لاعبي الجزائر في الشوط الاول. وضاعت أخطر فرص اللقاء عندما انطلق المحمدي في الجبهة اليمنى وسدد على يمين شاوشي الذي أخرج الكرة بأطراف أصابعه في الدقيقة 33 وببراعة. وشهد النصف الأخير من الشوط الأول نشاط مصري واضح حيث ضغط منتخب مصر على الخضر ما تسبب في ارتكابهم العديد من الأخطاء. لكن كل ذلك حتى نجح عنتر يحيى في التقدم لمنتخب بلاده بعدما سدد كرة قوية سكنت شباك الحضري في الدقيقة 40 وسط غفلة من لاعبي الدفاع المصري لتصبح النتيجة 1-0 للجزائر. حاول لاعبو مصر تعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك لينتهي بتقدم الجزائر بهدف مقابل لا شيء لمصر. الشوط الثاني منتخب مصر يقدم الاداء الرائع ويحاول معادلة النتيجة بداية الشوط الثاني شهدت إجراء المنتخب المصري لتغييرين دفعة واحدة بنزول كل من حسني عبد ربه ومحمد زيدان بدلا من احمد فتحي وعمرو زكي. شهدت الدقيقة 53 اول فرصة قريبة في الشوط عندما ارتقي عبد الظاهر السقا عاليا في احدى الكرات الثابتة ليسدد الكرة برأسه ولكنها ذهبت فوق المرمى بقليل. رد المنتخب الجزائري بقوة في الدقيقة 60 عن طريق غزال الذي كان قريبا للغاية من إحراز الهدف الثاني من ضربة رأسية متقنة أنقذها الحضري بصعوبة بالغة. وأتيحت فرصة خطيرة للمصريين في الدقيقة 62 لإدراك التعادل عندما راوغ زيدان اثنين من مدافعي الجزائر ليمرر الكرة إلى متعب الذي يسدد كرة قوية يتصدى لها شاوشي ببراعة يحسد عليها. وعاد المنتخب المصري للضغط مجددا وأضاع فرصة ذهبية للتعادل عندما انفرد ابو تريكة بالمرمى في الدقيقة 27 ليسدد في ارجل مدافعي الجزائر لتصل الكرة الى متعب الذي يسدد في جسد المتألق شاوشي وتذهب الفرصة ادراج الرياح. حاول المنتخب المصري العودة في النتيجة في الدقائق الباقية ولكن هدف التقدم الجزائري بقي كما هو ليتأهل الخضر الجزائريين الى مونديال جنوب افريقيا 2010 . الملايين خرجوا الى الشوارع في الجزائر للاحتفال ومنذ اطلق الحكم صافرته معلنا نهاية المباراة بين منتخب مصر والجزائر بفوز الجزائر وتاهله الى مونديال 2010 , خرجت الملايين من الجماهير الجزائرية الى الشوارع في العاصمة الجزائر وفي مختلف القرى والمدن الجزائري لتحتفل , حيث تشهد الجزائر اغلاق لشوارعها الرئيسية , وسط اطلاق مستمر للمفرقعات النارية الاحتفالية , وسماع الطبول والهتاف والزمامير التي لا تتوقف , برفقة التصفيق الحماسي لمنتخب بلادهم الذي حقق حلم كل فريق عربي , حلم التاهل والوصول الى المونديال , والزغاريد التي تطلقها النساء احتفالا بالتاهل الى المونديال , ومباركة لرجالهم من منتخب الخضر. الجزائر في المونديال , في ملاعب العروض , القوة والرجولة , والانجازات .. نعم الجزائر حققتها .. افضل لاعب حارس المرمى الجزائري فوزي شاوشي هذه المباراة للحارس فوزي شاوشي كانت بمثابة اكبر اختبار في مسيرته الكروية , حيث وقف في حراسة المرمى بدلا من الحارس الاساسي الوناس قاواوي , في هذا اللقاء الفاصل والمصيري. وسبق لشاوشي بان صرح , بان المصريين لن يسجلوا في شباكي ولا اي هدف , ويبدو انه ترجم هذا التصريح الى ارض الواقع , حيث كان يدافع عن مرماه بكل القوة . الحارس فوزي شاوشي هو افضل لاعب في هذا اللقاء , هو اللاعب الذي حرم منتخب مصر القوي والذي شن هجماته القوية طيلة دقائق المباراة , من تسجيل هدف التعادل او التفوق , ورغم نشر وسائل الاعلام في العالم العربي تخوفاتها من اداء شاوشي الا انه قام بالدفاع عن بطاقة التاهل للمونديال , حتى سلمها لشعبه الجزائري الذي سيحتفل حتى ساعات الصباح بهذا الانجاز. مبروك الجزائر .. مبروك لمصر رغم الأجواء المشحونة التي تزامنت مع مباراتي مصر والجزائر في 14 و18 نوفمبر بالقاهرة والخرطوم ، إلا أن هناك عدة أمور إيجابية برزت وتؤكد جميعها عمق الأخوة العربية . فاختيار السودان من قبل الفيفا لاستقبال المباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر في 18 نوفمبر كان موفقا جدا ليس فقط للعلاقات الجيدة التي تربط الدول الثلاث وإنما أيضا لأن هذا الأمر أدخل الفرحة في قلوب السودانيين وأنعش اقتصادهم الذي يعاني من تداعيات الأزمة المالية العالمية حيث امتلأت الفنادق عن آخرها وكان هناك أيضا إقبالا واسعا على الشقق التي كانت أغلبها مغلقة بسبب الركود . ويبدو أن الصورة الرائعة التي ظهر عليها منتخبا مصر والجزائر في مباراتي 14 و18 نوفمبر وما صاحبها من تشويق وإثارة كانت رسالة واضحة للجميع أن العرب متطورون ومنظمون ومصممون على المنافسة وتصدر المراكز المتقدمة ولذا لم يكن مستغربا اهتمام كافة وسائل الإعلام العالمية بالعرس الكروي العربي لدرجة جعلت كثيرين يرددون " مبروك مصر .. مبروك الجزائر" ، فالفائز في كافة الأحوال كان العرب جميعا. رغم خيبة الامل في الشارع المصري , رفعنا رؤوسنا بهم لانهم رجال يستحقون التقدير ورغم خيبة الامل في الشارع المصري بعد خسارة منتخب بلادهم , الا اننا يجب ان نذكر , اننا رفعنا رؤوسنا بهم , بكل لاعب في المنتخب المصري , رفعنا رؤوسنا باخلاق الجماهير المصرية في المباراة امام الجزائر في السودان , ورفعنا راسنا باخلاق اللاعبين , الذي قاتلوا على كل كرة وبكل رجولة , وعندما غادروا المسطح الاخض لاستاد المريخ غادروه بروح رياضية عالية رغم تاهل منتخب الجزائر .