انسحب السفير السعودي لدى الهند فيصل الطراد من جلسة مؤتمر في الهند حول الإرهاب العالمي احتجاجا على تصريحات لوزير العدل الهندي السابق رام جيتمالاني حاول فيها الربط بين السعودية والإرهاب. وافتتح الرئيس الهندي براتيبها باتيل المؤتمر الذي بدأ أمس أعماله في دلهي وتستمر فعالياته يومين، قبل ان تتوتر الأجواء عندما تحدث رام جيتمالاني الوزير السابق في الحكومة اليمينية التي شكلها حزب "بهاراتيا جاناتا" وزعم أن "الإرهاب الوهابي" غرس "هراء" في أذهان الشباب الذين يقدمون على تنفيذ هجمات إرهابية. كما زعم جيتمالاني أن "الإرهاب اليوم يحمل طابعا إسلاميا بصورة رئيسية"، مستطردا: "هناك أيضا إرهابيون هندوسيون وآخرون بوذيون". وأثار جيتمالاني استياء الكثيرين عندما أعرب عن أسفه لاحتفاظ الهند بعلاقات صديقة "مع دولة ترعى الإرهاب"، الأمر الذي أدى إلى انسحاب السفير السعودي فيصل الطراد من قاعة المؤتمر. وقبل مغادرته، توجه إلى الرئيسة الهندية واستأذنها في الانصراف. وبدا واضحا أن كل من الرئيسة ووزير العدل الهندي شعرا بالحرج من تعليقات جيتمالاني. وعاد السفير السعودي للمشاركة في فعاليات المؤتمر بعدما أكد وزير العدل الهندي، إم فيرابا مويلي، أن وجهة النظر المتطرفة التي أعرب عنها جيتمالاني لا تعكس تلك الخاصة بالحكومة، مشددا على أنه لا يمكن نسب الإرهاب إلى أي دين بعينه. وفي تعليقه على إساءات الوزير الهندي، قال السفير السعودي في الهند لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "هذا الشخص ألقى بتلك التعليقات في منتدى دولي وأمام الرئيسة الهندية. ومثل هذا النمط من المزاعم غير مقبول. لا يمكن ببساطة تحميل أي دولة مسؤولية الإرهاب لأن من الحقائق المعروفة عالميا أن السعودية تتخذ موقفا قويا ضد أي صورة من صور الإرهاب". اضاف: "باعتباري دبلوماسيا محترفا يبقي في ذهنه العلاقات الودية والوثيقة بين الهند والسعودية، توجهت إلى المنصة وتحدثت إلى الرئيسة لاستئذانها قبل الانصراف من المؤتمر". وأردف السفير الطراد بأنه بعد إعلان وزير العدل الهندي أن "تعليقات جيتمالاني تعبر عن وجهة نظره الشخصية ولا صلة للحكومة الهندية بها، عدت للمشاركة في فعاليات المؤتمر". في نفس السياق، التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه) ليون بانيتا أمس، مستشار الأمن القومي الهندي إم كاي نارايانان، وناقش معه شؤوناً تتعلق بوجود مجموعات إرهابية في باكستان وأفغانستان المجاورتين وتأثير الأمر على الهند. وأشارت وكالة برس ترست الهندية إلى أن بانيتا، الذي وصل الى الهند ليل أمس الأول، بعد زيارة إلى باكستان، التقى نارايانان ثلاثين دقيقة. ونقلت عن مصادر، لم تحددها، أن بانيتا ونارايانان ناقشا مسألة وجود مجموعات إرهابية في باكستان وأفغانستان وسبل تقوية التعاون بين الهند وأميركا بشكل أكبر، بالإضافة إلى تبادل المعلومات الإستخبارية. وأعلن رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ قبل مغادرته الهند متوجهاً إلى واشنطن أن قيام شراكة هندية أميركية مستدامة وديناميكية، يُعتبر أساسياً لمواجهة التحديات الكبرى العالمية مثل الإرهاب الدولي والتغير المناخي والتباطؤ الاقتصادي. ونقلت وكالة برس ترست الهندية عن سينغ قوله، قبيل محادثاته المرتقبة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد غدٍ الثلاثاء، أن الهند تولي أولوية عليا لعلاقاتها بالولايات المتحدة التي تتميز الآن ببنضجها وعمقها وتلاقي مصالحها